|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صانع الخيام الخيام هي مكان السكن الأقدم للإنسان. فنحن نقرأ عن الخيام في الجيل الثامن من آدم، عن واحد من أحفاده من قايين «يابال، الذي كان أبا لساكني الخيام»(تكوين 4: 20). وتجمُّع الخيام معًا يسمى مخيَّم (عدد 13: 19) أو محلَّة. وقد سكنت شعوب كثيرة في الخيام. لذا فنحن نقرأ عن «خيام الأشرار»، وفي المقابل عن «خيام الصديقين» والتي تتميز بأنه يُسمع فيها «صوت ترنم وخلاص»(مزمور84: 10؛ 118: 15). ولقد شهد بلعام العراف عن خيام شعب الله بالقول «ما أحسن خيامك!» (عدد24: 5). والخيمة بالنسبة للمؤمن تعني إقراره بأنه غريب في هذه الأرض منتظر وطنه السماوي. لذا يُقال عن إبراهيم أبي المؤمنين «بالإيمان إبراهيم... تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنًا في خيام... لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله» (عبرانيين11: 8-10؛ اقرأ أيضًا 2كورنثوس 5: 1-4).وقد تميزت حياته فعلاً بالخيمة (تكوين12؛ 13؛ 18)، وكذا نسله. والخيمة تُصنع من قطع من الأقمشة السميكة التي تحتمل الظروف الجوية القاسية، تشكل جوانب الخيمة، وكانت تسمى “الشقق”. وتُشد الشقق عن طريق الحبال، والتي تسمى“الأطناب”، والتي بدورها تُثبَّت في رمال الصحراء، أو على الصخور، بواسطة جسم معدني أو خشبي يسمى “الوتد”، وذلك بدقِّه بمطرقة خاصة تسمى “الميتدة”(إشعياء54: 2؛ إرميا10: 20؛ قضاة4: 21). وكانت مهمة صانع الخيام هي تفصيل الشقق وترتيب الأطناب والأوتاد. ولعل واحد من أشهر صانعي الخيام في التاريخ كان الرسول بولس (أعمال18: 1-3). ورغم أنه كان من حقِّه كرسول أن لا يعمل، على أنه لم يستعمل هذا الحق، بل عن طريق صناعته هذه كان يسدّ احتياجاته. وهكذا لاق به أن يشهد عن نفسه بالقول: «أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان (عن طريق صنع الخيام). في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء، متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال20: 34، 35). وكذا نقرأ عن زوجين من صناع الخيام هم أكيلا وبريسكلا، نعرف أنهما كانا ضالعين في تعليم كلمة الله (أعمال18: 1-3، 26)، وكانت هناك كنيسة في بيتهما(1كورنثوس16: 19)، بل إنهما «وضعا عنقيهما (أي كانا على استعداد للموت)» من أجل الرسول بولس (رومية16: 3-5). وهكذا صارت هذه المهنة رمزًا جميلاً لمن يتعب في عمله من أجل احتياجاته الطبيعية، وفي نفس الوقت لا يكل في خدمة الرب ولا يبخل حتى بحياته. ليتنا نكون صانعي خيام من هذه الجهة! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|