لماذا خلق الله الإنسان, بالرغم من معرفته أن الإنسان سوف يخطئ؟
هناك من يدعي أن الله خلق الإنسان ليعبده, و لكن هذا القول يتنافي مع كمال الله بل ويتهم الله بالنقص و حاجته للإنسان ليعبده و حاشا لله ذلك. فالله لا ينقصه شئ يناله من مخلوق, إنساناً كان أو ملاكاً. و الله من الناحية اللاهوتية لا يزيد أو ينقص. فهو لا يزيد شيئاً بتمجيدنا و لا ينقص بعدم تمجيدنا. و كما نقول في القداس الغريغوري
"لم تكن أنت محتاجاً إلي عبوديتي بل أن المحتاج إلي ربوبيتك".
و إنما خلق الله الإنسان لمحبته للإنسان فلقد أحبنا الله قبل أن نوجد. و لهذا أوجدنا, خلق الله الإنسان لينعم عليه بنعمة الوجود.
و لعل أبسط مثال يمكن أن يقال هنا هو مثال الأم فالأم تعلم كم سيكلفها جنينها من مشقات و متاعب بدأ من وجوده في رحمها و مولدة إلي تعليمة و أخطاءة و .... و لكن مع كل هذا تحافظ علي جنينها قدر استطاعتها و تكون سعيدة به لماذا؟
أليس لحبها له قبل أن يوجد. "فالله محبة" (1يو 4 : 8).