منافع الصوم روحيًا
الصوم باعتباره امتناعًا عن الطعام هو إشارة لشيء، فالطعام في حد ذاته لا يجعلنا أبرارًا أو أشرارًا أكثر، وبحسب السر فكما تعطى الحياة لكل واحد عن طريق الطعام، هكذا عدم الأكل هو رمز "الموت"، وهكذا يجب أن نصوم عن العالميات لكي "موت" للعالم. وبهذا فإننا بالتالي حينما نتناول من الطعام الإلهي -أي جسد الرب ودمه- نحيا لله.
(العلامة إكلمنضس السكندري)
كل جهاد ضد الخطية وشهواتها يجب أن يبتدئ بالصوم، وإذا ابتدأت بالصوم في جهادك الروحي، فقد أظهرت بغضتك للخطية وصرت قريبا من النصرة.
(مار اسحق السرياني)
الصوم هو غذاء النفس، وكما ان الغذاء الجسدي يشبع الجسد، هكذا الصوم يجعل النفس شديدة الحيوية. فيه تتهيأ للنفس خفة مجنحة، فيسمو بها فوق العالم، ويؤمنها للرفعة إلى ما فوق، فتصير أعلى من الأرضيات.
والصوم يجعل الفكر شديد الاستنارة، ويهيئ النفس -بالخفة- لتعبر بحر هذه الحياة الحاضرة.
(القديس يوحنا فم الذهب - عظة 1: 4 على التكوين)
كل من هو تحت وطأة روح شرير مخرب، لو انه دهن بدواء الصوم لهرب الروح مقيدًا لأنه يخاف من الصوم.. أنظر ماذا يصنعه الصوم؟
فهو يشفى الأمراض، يخرج الشياطين، يطرد الأفكار الشريرة، يزيد استنارة العقل، هو مطهر القلب مقدس الجسد، مقرب الإنسان إلى عرش لله، وعندك الشهادات في الإنجيل (مت 9: 29).
(القديس أثناسيوس الرسولي - رسالة إلى العذارى 7)
يلزم أن نهب عناية كافية للصوم كوسيلة نصل بها إلى نقاوة القلب وليس كفاية.
(الأب يوحنا كاسيان)
لقد أضاء وجه المسيح في التجلي كالشمس، وصار لباسه أبيض كالثلج، وفي الواقع أن لباس أرواحنا هي أعضاء جسدنا التي تنال من قوة الطهارة والأصوام ضياءًا سماويًا كمثال للقيامة من الأموات(1).
_____