|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رمزية الزيّ الرهباني إنَّ أهم يوم في حياة الراهب هو يوم سيامته راهبًا وارتدائه لثياب الرهبنة، وبالشرح الرمزي لهذه الثياب، صارت من أهم وسائِل التعليم غير اللفظية. وقد ظهر الزي الرَّهباني في فترة مُبكرة جدًا من تاريخ الحياة الرَّهبانية، ونجد دلائِل مُبكرة تُثبِت وجوده ترجِع لبدايات القرن الرَّابِع، ويُذكر عن القديس باخوميوس مثلًا أنَّ الأنبا بلامون ألبسه الزي الرَّهباني بمُجرّد أن قبلهُ راهبًا (27)، فنقرأ في ”سيرة باخوميوس“: ”بعد أن اختبره لمُدّة ثلاثة أشهُر كاملة وجد فيه من العزم والشجاعة الشيء الكثير، فقام حينئذٍ وأخذ الزي الرَّهباني مع المنطقة، ووضعهُما على المذبح، وقضيا الليل كلّه في الصلاة على الملابس ولمّا طلع النهار ألبسه إيَّاها وهُما يُمجِّدان الله فرحين“. كذلك ينُص القانون السَّادِس عشر من قوانين القديس باخوميوس على أنَّ المُبتدئ بعد أن يتعلَّم المزامير و”معرفة الإخوة“ يُلبِسونه الزي الرَّهباني. وكان الزي الباخومي يتكون من جلاَّبية بدون أكمام tunic، منطقة، عباءة من جلد الغنم، قُلنسوة، وصندل. (28) وفي ”الأقوال“ مُصطلح ”إسكيم Schema“ والذي يُشير إلى الزي الرَّهباني وبصفة عامَّة إلى الحياة الرَّهبانية، يتكرَّر مرَّات عديدة، كما يرِد أيضًا في كِتابات إيڤاجريوس البُنطي وسرابيون (تنيَّح عام 362 م.) وعادَّة يُسمَّى الزي الرَّهباني باسم ”الزي الملائكي“. وفي تاريخ سوزومين (كتبه عام 439 م) نجد شرحًا رمزيًا آخر للزي الرَّهباني الباخومي (30)، وبعد قرن من الزمان كتب الأنبا دوروثيؤس (من القرن السَّادِس) تفسيرًا أشمل للزي الرَّهباني (31)، وفي نفس الفترة نجد وصفًا وشرحًا آخر للزي قدَّمه مكسيموس المُعترِف (580 – 622 م) وأضاف معلومة هامة ألا وهي أنَّ اللون الأسود قد قُبِلْ كَلُون مُناسب ولائق للزي الرَّهباني (32). وعندما يرتدي الراهب الزي، يضع نِصب عينيه معنى كلّ قطعة منه، وهكذا يكون الزي بالنسبة للراهب مُعلِّمًا لا يَكِل يُذكِّره بالتزاماته وواجباته ودعوته والطريقة التي يجب أن يسلُكها في كلّ حين، فعندما كان الراهب يرتدي منطقته، كان يتذكّر أنه يجب أن يكون مُستعدًا مُتأهبًا في كلّ وقت ليخدم مشيئة الرب (33)، واللون الأسود كان يُذكِّره أنه شخص ينوح على خطاياه وأنه لابد أن يكون مجهولًا ”للعالم“، وبالمِثل، كلّ قطعة من ثياب الراهب تُعلِّمه وتُذكِّره بشيء هام عن طريق ونهج الحياة الرَّهبانية. وفي قانونه الطويل، سؤال رقم 22، يكتُب القديس باسيليوس أيضًا وصفًا لرؤيته وتصوُّره للزي المسيحي ويُشير إلى ثلاثة فوائِد نافعة له: 1) هو طريقة للاعتراف بالنذر المسيحي (التكريس). 2) نافع كوسيلة اتصال بين المسيحيين الذين يجب أن يتعرَّفوا بعضهم على بعض بواسطة بساطة ثيابهم. 3) يجعل المسيحيين جميعهم وبخاصة الضُعفاء، حريصين ومُدققين جدًا في حياتهم وسيرتهم لأنَّ ثيابِهِم تُعلِن إيمانهم ويتوقع منهم المُجتمع أن يعيشوا ويسلكوا بحسب المعايير الأخلاقية المسيحية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 78 | الرحمة وسط السخط |
يتم السخط وغضبي في إبادتهم ( إش 10: 25 ) |
اترك السخط |
التاريخ الرهباني |
من اﻷدب الرهبانى |