|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هدف الدراسة
ولمَّا كانت التربية نقل لتُراثنا الفكري والروحي، لذا لابد أن يتعرَّف المُربون بصورة كاملة على أُصول وتطور هذا التُراث، مِمّا يجعلهم قادرين على دراسة أصول وتطور كلّ مشكلة، وبالتالي على الوصول لأفضل فهم لها. والهدف الأساسي من هذه الدراسة هو التربية في القرون الأولى من حياة الكنيسة، كما تتضح وتتمثَّل في الأنشطة والكتابات التربوية للآباء، إذ أنَّ لهذه الحُقبة من حياة الكنيسة مكانتها الهامة في تاريخ المسيحية، ليس فقط بسبب مراقيها وقاماتها الروحية، بل وأيضًا لأنها كانت فترة تكوينية تشكيلية للفِكْر المسيحي وللعديد من المُؤسسات المسيحية. وقد صار فِكْر الآباء الأوَّلين عاملًا جوهريًا وحاسمًا في تشكيل الحضارة الغربية (1)، التي تدين بالفضل للفِكْر الآبائي من أجل بعض ملامحها الهامة، سواء بصورة مُباشرة أو غير مُباشرة. وإحدى القنوات التي من خلالها أثرت المسيحية الحضارة الغربية كانت الرهبنة، وظهرت هذه في القرن الثَّالِث، وسُرعان ما صارت قُوَّة جبارة مُؤثرة في حياة الكنيسة، وبدأ تأثير الرهبنة في القرن الرَّابِع بكتاب القديس أثناسيوس الرسولي "حياة أنطونيوس Vita Antonii“ والذي نال شُهرة واسعة في الثقافة البيزنطية وثقافة العصور الوسطى، كما اشتهر أيضًا في روسيا وكان له تأثيره على الحياة الروحية والفكرية هناك. وتُعرف الشخصيات الرهبانية باسم ”آباء البريَّة Desert Fathers“ وهم يُمثِّلون مجموعة مُتميزة وهامة بين آباء الكنيسة، وفي هذه الدراسة نُوليهم اهتمامًا خاصًا، إذ لم تتناولهم أي دراسات منهجية سابقة من منظور تربوي بحت، رغم أنَّ سِيَرِهِمْ تتضمن عمليات مُستمرة من التعلُّم والتعليم، فالرهبنة – بل والكنيسة كلَّها – كانت مدرسة قوية بنظامها وأنشطتها التربوية، ورغم أنَّ أحدًا من آباء الكنيسة الأولى، بما فيهم آباء البريَّة، لم يكتُب قط أي عمل تربوي، إلاَّ أنَّ هناك الكثير من الأفكار التربوية مُتناثرة في كتاباتِهِم، وقد تناولوا الكثير من الموضوعات الهامة مثل الوراثة والبيئة، وربطوا بين النمو الروحي والنمو التربوي، وتحدَّثوا عن طُرُق التدريس، وأجابوا عن السؤال الخاص بإمكانية التربية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التربية المسيحية |
التربية المسيحية 2 |
التربية المسيحية |
التربية المسيحية |
التربية الدينية المسيحية |