ما معنى "لأن الذين استُنِيروا مرَّةً وذاقوا الموهبة السماوَّية، وصاروا شركاءَ الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي، وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانيةً ويشهّرونهُ"؟
11. ما معنى قول الرسول: "لأن الذين استُنِيروا مرَّةً وذاقوا الموهبة السماوَّية، وصاروا شركاءَ الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي، وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانيةً ويشهّرونهُ" (عب 6: 4-6)؟
يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: [لم يقل (الرسول) أنه غير لائق أو غير ملائم بل غير ممكن... فإن ناقضَ مُناقض، قائلًا: ماذا تقول؟ أتنبذ التوبة وتطرحها؟ أجيبه: كلا، لا نرفض التوبة، بل نرفض إعادة التجديد بالحميم. والدليل على هذا أنه لم يقل: (لأنه غير ممكن أن تتجددوا للتوبة) وصمت، بل أكمل بما يدل على وجه الإقناع إذ يقول: "ويصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية"، لأن تجديدهم إنما يرتد إلى الحميم وحده... أما بالنسبة للتوبة فبعدما يكونون قد تجددوا ثم يُستعبَدون للذنوب، فإن التوبة تخلصهم من هذه العبودية وتحررهم وتقويهم،أما أن تصل إلى درجة الحميم فهذا غير ممكن...
قال: "يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه". فالعماد صلب، إذ يقول: "عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلِب معهُ" (رو 6: 6)، وقال: "فدُفِنَّا معهُ بالمعمودية للموت" (رو 6: 4). فالمُعمد ثانية إنما يكرر الصلب. كما مات السيد بالصليب، هكذا نحن بالعماد [495].]
_____
الحواشي والمراجع:
[495] In Hebr, hom 9.