|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرحلة من أورشليم للجلجثة القمص بيشوي كامل أسبوع الطيب إن أحداث الأسبوع الأخير مشحونة بمشاعر حب الله لنا إلى المنتهى، ومشحونة بعواطف آلام نفسه الحزينة حتى الموت... هذه اللانهائيات في عاطف الرب نحو الإنسان عجز الكلام عن التعبير عنها. لذلك بدأ الوحي الإلهي بإبدال لغة الكلام بلغة الطيب... الطيب يفوح وينتشر بسرعة ويحمل معه نشوة رقيقة هي أدق ما يعبر عن حب الله اللامتناهي من نحونا في وسط شدة آلامه. فسكب الطيب عمل مقابل للبذل، والبذل هو سكب للنفس، وعندما تنسكب النفس يفح منها طيب عطر. هكذا صنع الرب في هذا الأسبوع ففاحت رائحة ذبيحته في المسكونة كلها... إذًا من فوق الصليب بذل ابنه الحبيب... وهذا صنع الشهداء ففاحت منهم رائحة يسوع الزكية... واليوم علينا أن نصنع شيئًا... نسكب ونبذل... لقد سكب الرب ذاته... وكسر جسده وأعطاه لتلاميذه ولنا!!! وسكب ذاته... فوضع نفسه عند أرجل تلاميذه ليغسلها!!! وسكب حبه... حتى مع الخائن أعطاه اللقمة!!! وعلى الصليب سكب ذاته من أجل الذين عروه، وطعنوه، وبصقوا في وجهه، وجلدوه... من أجلهم مات ومن أجلهم طلب الغفران. |
24 - 04 - 2014, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
عشية أحد الشعانين |
||||
24 - 04 - 2014, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
خدمة الطيب خدمة حب الطيب رائحته لذيذة ويفوح بسرعة، كذلك الحب لذيذ الرائحة، سريع الانتشار. قال ربنا عن المرأة الخاطئة: "هذه المرأة أحبت كثيرًا" (لو 7: 47). فكل عمل من أجل المسيح يمزج بالمحبة يتحول إلى طيب... فلنحب يا أخوتي الله من كل القلب... ونحب إخوتنا في البشر من قلب طاهر بشدة (1 بط 1: 32)، ونعمل كل أعمالنا بمحبة للجميع. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
خدمة الطيب خدمة صلاة هادئة إنها خدمة مشاعر وليست خدمة كلام. إنها خدمة صامتة، فمريم كانت جالسة عند قدميه تسمع... هي خدمة يفهمها الرب يسوع و المرأة. و المرأة فقط، ولكن لابد أن تفوح رائحتها ويشتمها الجميع... إنها صلاة مخدع هادئة بعيدة عن ضوضاء أورشليم... إنها خدمة فقير... أو كأس ماء بارد. لقد تمت خدمة الطيب في بيت عنيا (ومعناها بيت الفقراء المساكين)، ولم تتم هذه الخدمة في وسط ضوضاء أورشليم، في بيوت عنيا- بيت الفقراء سكب طيب بـ 3.. دينارًا والجميع اشتموا رائحته. وفي هيكل أورشليم كانت تجارة الحمام، وموائد الصيارفة، وكبرياء الرؤساء... والجميع يشتمون رائحة الغدر والغش الكريهة... |
||||
24 - 04 - 2014, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
خدمة الطيب خدمة انسحاق وإحساس بالدين المرأة المجدلية سكبت الطيب عن قدميه، ومن ورائه وهى باكية. خدمة إنسانة مديونة للمسيح بخلاصها. "كان لدائن مدينان على الواحد خمسة.. دينار وعلى الآخر خمسة.... فسامحهما كليهما... المرأة بخطاياها هي صاحبة الدين الكبير - والرب سامحها- خدمة لا يكفي فيها سكب الطيب بل غسل الأرجل بالدموع... إن خدمة الطيب تكشف لنا أن التوبة تتم عند أقدام المسيح، بروح الانسحاق والإحساس بالدين وبدموع غزيرة. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
خدمة الطيب كشف عن قيمة الرب في حياتنا إن قيمة الرب في حياة يهوذا وصلت إلى 30 فضة = 3 ج.م، وهي قيمة العبد، أما عند المرأة فكانت تساوى كل ما عندها... حتى إلى 3.. دينار (مر 14: 5) والعجيب أن الحادثتين تمتا في نفس اللحظة. وهنا يتضح أن النفوس الأمينة تضحي بكل شيء من أجل وصية الرب يسوع، والنفوس الخائنة تبيع وصية المسيح من أجل لذة مؤقتة ومكسب صغير مؤقت... إن حبنا ليسوع يتضح في مقدار تضحيتنا- وفي مقدار ما نبذل أو نخسر من أجل يسوع ووصيته... |
||||
24 - 04 - 2014, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
خدمة الطيب خدمة تكفين للرب ستبقى هذه الرائحة عالقة بجسد الرب يسوع (لأنها تمت قبل الفصح بيومين)، فهي خدمة جميلة كخدمة نيقوديموس ويوسف الرامي... خدمة النفوس التي أحبت أن تشارك الرب ليلة آلامه عوضًا عن التلاميذ الذين ناموا، والذين هربوا، والذين أنكروا...!! فأعمال الرحمة والمحبة الرقيقة تطيب قلب الرب وتصبح له طيبًا للتكفين وسط شدة آلامه من أجل كثرة خطايا أولًاده. لذلك يا أخوتي بقدر ما يكثر الشر من حولنا- حتى في وسط أولاد الله- بقدر ما يجب أن نكثر من سكب الطيب. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
خدمة الطيب خدمة باقية تتحدى الموت التلاميذ هربوا عند الصليب، ويوحنا أكمل حتى الجلجثة، أما المرأة التي سكبت الطيب فلازمت الرب عند الصليب وذهبت معه إلى القبر، وفي فجر الأحد والظلام باق أخذت طيبها ومشاعرها لتضعه على القبر- وكلها رجاء في الذي يدحرج لها الحجر. الذين ودعوا المسيح لما أسلّم الروح على الصليب انتهي عندهم الأمل فيه لأنه مات، والتلاميذ خافوا، والذين وصلوا إلى الجلجثة تركوا أملهم ورجاءهم هناك لأنه لم يبق أمامهم سوى الموت... لكن الذين خدموا خدمة العبادة والحب والانسحاق وصل رجاءهم إلى ما بعد الموت... إلى الحياة الأخرى. وهكذا النفوس العابدة ينفتح قلبها لكي تطل على الأبدية فتفرح دائمًا بالمسيح رجاها الذي يتحدى الموت والعالم الحاضر... وتجتاز آلام العالم وتجاربه بإيمان الحياة في المسيح التي لا موت فيها أبدًا، بل حياة وحب وفرح وسلام. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
خدمة الطيب ليست إتلافًا ليست الصلاة أقل من بناء المؤسسات العظيمة، وليست خدمة الفقراء أقل من بناء الكاتدرائيات... إن خدمة أنطونيوس وبولا و مقاريوس أبقى للكنيسة من كاتدرائيات الأباطرة العظماء - ليست الرهبنة إتلافًا، وليست خدمة الصلاة في مدارس الأحد أقل من خدمة الوعظ بل أهم. خدمة الصلاة ليست إتلافًا- كثرة القداسات ليست إتلافًا. الخدمة الاجتماعية اليوم تغزو الكنيسة بدعوى أن كثرة الصلاة أتلاف، ونحن في حاجة للعمل. والحقيقة إن العمل الخالي من الصلاة يكون مشحونًا بالأنانية والذاتية ويصبح ليس إتلافًا بل وبالًا على الكنيسة. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الرحلة من أورشليم للجلجثة
القصد الإلهي من الرحلة من أورشليم إلى الجلجثة بكل تأكيد إن قصد الله من تجسده وحياته على الأرض ودخوله أورشليم وصلبه هو أن يحررنا من عدونا إبليس، ثم يملك على قلبنا فندخل في ملكوته ونتمتع بالحياة معه- نصير أولاده- أولاد الملك. هذا هو موضوع رحلتنا من دخوله أورشليم ملكًا وديعًا على جحش- إلى ارتفاعه على الصليب ليملك على خشبة" (مز 95: 1.- الأجبية)، ويجذب إليه الجميع. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|