|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" فرأى سفينتين واقفتين عند البحيرة، والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك، فدخلَ إحدى السفينتين التي كانت لسمعان، وسأله أن يبعد قليلاً عن البر، ثمَّ جلسَ وصار يُعلِّم الجموع من السفينة، ولمَّا فرغ من الكلام، قال لسمعان: إبعد إلى العمق، وألقوا شباككم للصيد، فأجاب سمعان وقال لهُ: يا معلّم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا، ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة، ولمَّا فعلوا ذلكَ، أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا، فصارت شبكتهم تتخرَّق، فأشاروا إلى شركائهم الذين في السفينة الأخرى أن يأتوا ويساعدوهم، فأتوا وملأوا السفينتين، حتى أخذتا في الغرق، فلمَّا رأى سمعان بطرس ذلكَ، خرَّ عند ركبتيّ يسوع قائلاً: أُخرج من سفينتي يا رب لأنِّي رجل خاطئ، إذ ٱعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي أخذوه، وكذلكَ أيضًا يعقوب ويوحنا ٱبنا زبدي، اللذان كانا شريكي سمعان، فقال يسوع لسمعان لا تخف، من الآن تكون تصطاد الناس، ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر، تركوا كل شيء وتبعوه " (لوقا 5 : 2 – 11). أُخرج من سفينتي يارب لأنِّي رجل خاطﺊ !!! ولو خرجَ الرب من سفينة بطرس في ذلكَ الوقت.. ماذا كان سيحصل؟ والجواب واحد.. كانت سفينة بطرس ستغرق.. وكانَ سيغرق معها.. يزداد حضور الله في وسطنا هذه الأيام.. والكل يلمس هذا الحضور وهذه المسحة المميَّزة التي أنعمَ بها الرب علينا.. ولكــن.. دعني اليوم أُخبرك أنَّ هذه المسحة التي نختبرها اليوم، ما هيَ إلاَّ عربون بسيط عن المسحة القادمة إلينا.. وهيَ في طريقها.. لقد ٱختبروا مسحة وهُم في السفينة مع الرب، عندما كانت ما تزال على البر.. لكن عندما أطاعوا كلمتهُ ودخلوا إلى العمق.. ٱختبروا المسحة الأكبر.. رأوا المُعجزة تتحقَّق.. رأوا السمك الكثير يملأ الشباك ويكاد يُمزِّقها.. لا بل يكاد يُغرق السفينتين معًا.. رأوا مجد الرب بكل عظمته !!! أحبائي: تنطبق هذه الحادثة التي دوَّنها لنا إنجيل لوقا، على حالتنا ككنيسة اليوم.. لقد صلينا.. وصمنا.. وبشّرنا.. وتشفّعنا.. وحاربنا.. وقمنا بأمور كثيرة.. وبعبارة مختصرة: " لقد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا (كما ينبغي) ". وربما جاءَت أيام أضحت حالتنا كحالة أولئكَ التلاميذ الصيادين، أوقفنا سفننا عند البحيرة، وخرجنا منها، وغسلنا الشباك، والكلمات التي تملأ قلوبنا ليست سوى: " لقد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا ". لكـــن.. الرب الأمين.. الرب المُحب.. الرب الذي قال: كأس ماء بارد تسقونهُ لأحد ما من أجل ٱسمي، لا يضيع أجرهُ عندي (متى 10 : 42)، والله الذي ليسَ بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو ٱسمه (عبرانيين 6 : 10)، لن يسمح أبدًا.. بأن يضيع تعبنا أو أن يسرقه إبليس.. فهوَ لمَّا رأى السفينتين الواقفتين عند البحيرة، ورأى الصيادين قد خرجوا منها وغسلوا الشباك، بعد أن يئسوا وٱستسلموا.. دخلَ السفينة فقلبَ المُعادلة.. وٱبتعد بهم إلى العمق، أعطى التوجيهات اللازمة.. مجدهُ وحضورهُ ملآ المحيط كلَّهُ.. فجاءَت المُعجزة وتغيَّرت الظروف، وجاءَ السمك الكثير.. وهوَ اليوم يدخل سفينتنا ليصنع معنا الشيء نفسه.. لا بل أكثر.. لأنَّ مجد البيت الأخير أعظم من مجد البيت الأول !!! لذا وأمام هذا الكلام وهذا الافتقاد الذي يفتقدنا به الرب اليوم، من خلاله رسالته هذه لنا، دعني أسألك ما هوَ وضعك الشخصي أولاً؟ هل تعبت الليل كلَّه في مواجهة أمور صعبة في حياتك وحياة عائلتك ولم تأخذ شيئًا بعد؟ هل تُعاني من ضائقة مادية، من مرض مُعيَّن، من قيد معيَّن...؟ هل ترسم البسمة على شفتيك بالقوة، لكن القلب مُظلم ومكتئب؟ هل تُعاني من صراعات، سواء كانت قليلة أم كثيرة، ولم تعد تشعر بأي أمل للنجاة؟ هل يئست وفشلت.. لا بل ٱستسلمت، وقررت أن توقف سفينتك على البر، وتغسل شباكك؟ لا.. لا تفعل ذلكَ أبدًا.. فمهما كانَ وضعك.. فهذه الرسالة هيَ موجهة لكَ خصِّيصًا في هذا اليوم، من الإله الذي يُحبك، ولم ولن ينساك أبدًا، مهما كانت مشاعرك وأفكارك تقول لكَ.. بل قرَّر أن يدخل سفينتك ليقلب المُعادلة التي فُرضت عليك.. فٱحسن ٱستقباله والترحيب بهِ، وتخلَّ عن القيادة وسلمها للرب، وسوف ترى المعجزة تتحقَّق، وسوف ترى المخارج الفائقة الطبيعة لكل مشاكلك.. لأنَّ عندَ السيد الرب للموت مخارج.. نعم.. إنَّ هدف الرب الأول من رسالته اليوم لكَ، هوَ أن يُشجعك، ويُخبرك أنه سيُغيِّر كل الظروف والأزمنة من أجلك، وسيُنسيك كل تعب، وسيجعل الفرح الذي سيُعطيك إياه، عندما تتجاوب مع كلمته وتطيعها وتؤمن بها، يُنسيك كل أيام المعاناة والحزن والوجع. أمَّا الهدف الثاني من رسالته هذه، فهوَ أن يعلمنا أمرًا جديدًا.. فتعالَ نُكمل معًا لنرى ما هوَ.. لم ولن يكون هدف الرب في أي وقت من الأوقات، وعندما يكشف لكَ عن ضعفاتك وعوراتك وخطاياك وقيودك، أن يحتقرك أو يُفشِّلك أو يدينك.. بل هدفهُ الدائم أن يُنقِّيك ويُساعدك، لكي تتحرَّر منها كلها، لخيرك الشخصي أولاً، ولخير الملكوت ثانيًا.. فكلمته تقول: " الرب يستجيب للمحتاجين ولا يحتقر شعبهُ الأسير " (مزمور 69 : 33)، نعم.. هذه حقيقة وإعلان من الروح القدس لكَ في هذا اليوم، أريدك من خلاله أن تُسكِت وترفض كل أكاذيب العدو التي يُطلقها ضدك، لكي يُفشِّلك ويجعلك تعتقد أن الله مستاء منك، ويحتقرك لأنك ما زلتَ مأسورًا بخطايا وقيود معينة، ربما تُعاني منها منذُ زمن طويل، وأريدك أن تعلم أنَّ أول خطوة تنطلق فيها رحلة تحريرك، هيَ عندما تثق أن خطاياك كلها مغفورة، وأنك محبوب جدًا من الرب، ومقبول منهُ مهما كان وضعك، طالما أنَّ ٱتجاه قلبك هوَ أن تسير في طرقه، وإن كنتَ لم تتمكن بعد !!! لماذا هذا الكلام بالتحديد اليوم؟ إنهُ كلام نافع لكل الأوقات، لكنهُ ضروري اليوم لكنيستنا، والسبب أنهُ كما ذكرنا في بداية هذا التأمل، فإنَّ حضور الرب يزداد في وسطنا هذه الأيام، ولأنني أثق بأنَّ حضوره ومسحته سيتزايدان بشكل كبير لم نختبرهُ من قبل.. لقد دخلَ سفينتنا، وسوف يقودنا إلى العمق.. إلى المكان الذي سيتزايد حضوره فيه.. إلى المكان الذي سنرى فيه مناخ المعجزات والآيات يُحيط بنا كسحابة كثيفة، إلى ٱختراقات ورؤى وإعلانات لم نَرَها من قبل.. ولذلك أريد أن أنبهك وأُعلن لكَ الدرس الجديد الذي أرادني الرب أن أوصلهُ إليك، أنهُ أمام هذا الحضور القوي والمجيد والمقدس، أمام روح النبؤة الذي يجتاح كنيستنا هذه الأيام، ستنكشف خبايا قلوبنا التي لا نعرفها كما ينبغي، لأنَّ القلب أخدع من كل شيء.. وسيحصل معنا ما حصلَ مع بطرس تمامًا، عندما رأى مجد الرب، ومعجزة السمك الكثير فصرخَ قائلاً: " أُخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ ". لا تفعل ذلكَ أبدًا.. بل هذا هوَ الوقت المناسب، لكي تتمسك بالرب وتُبقيه في سفينتك، وتذهب معهُ إلى الأعماق، ليصنع معك ومن خلالك ما صنعهُ مع بطرس ومن خلاله.. فالبئر العميق، قد يحتوي الكثير من الأوساخ والأوراق اليابسة والمهترئة، والتي لا يُمكن رؤيتها عندما يكون البئر فارغًا، نظرًا للعمق والظلمة التي تلف هذا البئر، لكن عندما يمتلأ هذا البئر بالماء وتفيض فيه، فستطفوا هذه الأوساخ وهذه الأوراق اليابسة والمهترئة على الوجه، وهذا هوَ الوقت المناسب لكي تلتقطها وترميها بمساعدة الروح القدس، وهذا هوَ هدف الرب من خلال حضوره القوي، ومن خلال جعلك تكتشف هذه الأمور البشعة في حياتك، وهوَ أن يُنقِّيك ويُحرِّرك منها، يريحك منها، ويذهب بكَ إلى أعماق جديدة، إلى مكان السمك الكثير، إلى مكان المعجزات والرؤى والإعلانات والاستخدام الكبير.. إياك.. ثُمَّ إياك.. وأمام حضوره المجيد والمقدس، وعندما تكتشف ضعفاتك وخطاياك وبشاعتك، أن تَخرَّ عند قدميه، وتطلب منهُ أن يغادر سفينتك، بل تمسك به بكل قواك، لأنه لا يحتقر شعبه الأسير، بل يريد أن يُحرِّره، تمسك به وٱطلب منهُ أن يُحرِّرك ويُنقِّيك ويُفرحك ويُخرج من الشرك رجليك، ويقودك إلى الأعماق، ويستخدمك بقوة لم تعرفها من قبل.. قال لسمعان عندما طلب منهُ أن يخرج من سفينته: " لا تخف، من الآن تكون تصطاد الناس.. ". من الآن.. كلمتان معبِّرتان.. من الآن.. من الوقت الذي تكتشف فيه أنكَّ خاطﺊ.. عاجز.. ضعيف أمام مجد الرب وقداسته ومسحته الآتية علينا.. وتتجاوب مع عمله، وتسمح لهُ أن يأخذك إلى العمق.. ستُصبح صياد ماهر للنفوس.. وستمتلئ شباكك بالسمك الكثير.. وأولئكَ التلاميذ الصيادين.. وبعدَ أن تعلموا الدرس من الرب.. وعندما وصلوا إلى البر: تركوا كل شيء وتبعوه.. وكانوا أمناء على الدعوة.. ضحوا بالغالي والرخيص.. فتنوا المسكونة.. وبفضل عملهم وصلت بشارة الخلاص إلى كل البشرية.. ووصلت إلينا.. وصلت لكَ بالتحديد وأنقذتك من نار جهنم.. وهيَ لن تصل لغيرك وتُنقذهم من نار جهنم.. إلاَّ إذا كنتَ أمينًا مثلهم وأوصلتها للغير.. والرب دخلَ سفينة واحدة من السفينتين، وأجرى معجزتهُ من خلالها.. ومن خلال هذه السفينة ٱستفادت السفينة الأخرى وشاركت بحمل السمك الكثير.. والرب ٱختارَ كنيستنا، ودخل سفينتها، وسيجري فيها المعجزة الكبيرة.. والنبؤات التي قيلت عن كنيستنا تؤكد كلامي هذا، أنَّهُ من خلالنا سيُبارك مناطق كثيرة ودول محيطة بنا.. نعم.. لقد أعطانا هذا الامتياز العظيم لتستفيد من خلالنا سفن أخرى كثيرة.. فهل سنكون أمناء، ونُقَدِّر تخصيص الرب لنا بهذا الامتياز، ونجعل سفن أخرى من حولنا تستفيد من السمك الكثير؟ الرب دخل سفينتنا بكل تأكيد، وأنا أؤكد لكَ ذلكَ.. وأمام مجد الرب القادم بقوة، وأمام مسحته الكثيفة والقوية الآتية.. سيحصل معنا ما حصل مع بطرس.. قسم قد يتوقَّف هناك، متأثِّرًا بضعفاته وخطاياه وقيوده التي ٱنكشفت تحت قوة حضور الرب ومسحته، وسيعتبر نفسهُ غير مستحق أن يستقبل الرب في سفينته، وأمام هذه المشاعر، قد يُصرّ على الرب أن يخرج من سفينته.. حتى ولو عن غير دراية.. لكنَّ قسمًا آخر سيأخذ هذه الرسالة اليوم على محمل الجدَّ، يتعلَّم الدرس، لا يأبه بكل خطاياه وضعفاته، بل سيتمسك بالرب داخل سفينته، ويطلب منهُ أن يأخذهُ إلى أعماق جديدة، إلى مكان يُنقِّيه الرب فيه، ويمسح لهُ كل دمعة ويُشدِّد ساعديه من جديد، إلى مكان المجد والرؤى والإعلانات والمسحة، ليرى المعجزات تتحقَّق، وليرى السمك الكثير يملأ الشباك.. إلى أي قسم تريد أن تنضم؟ سؤال سأتركهُ اليوم بينَ يديك.. والخيار متروكٌ لكَ !!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|