المقطع الأول: سفر التكوين 13 : 14 – 17.
" وقالَ الرب لأبرام بعدما فارقهُ لوط: " ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنتَ فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، فهذه الأرض كلها أهبها لكَ ولنسلكَ إلى الأبد، وأجعل نسلك كتراب الأرض، فإن أمكنَ لأحدٍ أن يُحصيَهُ، فنسلكَ أيضاً يُحصى. قم امشِ في الأرض طولاً وعرضاً، لأني لكَ أهبها ".
المقطع الثاني: رسالة رومية 4 : 16 – 18.
" فالميراث قائمٌ على الإيمان حتى يكون هبة من الله ويبقى الوعد جارياً على نسل إبراهيم كلهُ، لا على أهل الشريعة وحدهم، بل على المؤمنين إيمان إبراهيم أيضاً. وهوَ أبٌ لنا جميعاً، كما يقول الكتاب: " جعلتكَ أباً لأمم كثيرة ". وهوَ أبٌ لنا عندَ الذي آمنَ به إبراهيم، عندَ الله الذي يُحييِ الأموات ويدعو غيرَ الموجود إلى الوجـود. وآمـنَ إبراهيـم راجياً حيثُ لا رجاءَ، فصارَ أباً لأمم كثيرة على ما قالَ الكتاب: " هكذا يكون نسلكَ " ".
المقطع الثالث: رسالة العبرانيين 5 : 12 – 14، 6 : 1.
" وكانَ لكم الوقت الكافي لتصيروا معلمينَ، إلاَّ أنكم لا تزالون بحاجة إلى من يعلمكم المبادىء الأولية لأقوال الله. فأنتم بحاجة إلى لبن، لا إلى طعام قوي. وكل من كانَ طعامهُ اللبن يكون طفلاً لا خبرة له في كلام البر. أمَّا الطعام القوي، فهوَ للكاملين الذين تدربت حواسهم بالممارسة على التمييز بينَ الخير والشر. فلنرتفع إلى التعليم الكامل في المسيح ".
ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنتَ فيه !!!
قالها الرب لأبرام، ولو تأملنا في عبارة " ارفع عينيك " من الناحية العملية، لأدركنا بأنَّ هذه العبارة تقال لمن كانت عينيه منخفضة تحدق إمَّا في الأرض وإمَّا على مستوى أعلى قليلاً لكنهُ لا يتخطى الخط الأفقي الموازي لعلو مكان وجود العينين في جسم الإنسان – هذا من ناحية التفسير العملي لهذه العبارة – أمَّا من ناحية الرمز الروحي، فهيَ تقال لمن ينظر إلى الأمور القريبة منهُ والتي تنحصر في رؤيته للأمور المتمحورة حولَ شؤونه الخاصة أو أمور الدائرة القريبة منهُ، وهيَ في أحسن الحالات لا تتخطاها.
ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي أنتَ فيه !!!
قالها الرب لأبرام، لكن مـاذا عنا نحن ؟ وهل نحنُ معنيين بهذا الكلام ؟ وما هوَ الذي يربطنا بأبرام ؟
" الحقَّ أقولُ لكم: إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مـن الشريعـة حتــى يتــم كـل شيء " (متى 5 : 18)، هـذا مـا قالهُ الرب، وهوَ إله صادق وأمين وساهر على كلمته ليُجريها، ولا تسقط كلمة واحدة مما قالهُ حتى يتم !!!
هذا هوَ الجواب عن هل يعنينا هذا الكلام !!!
أمَّا الجواب عن ما هوَ الذي يربطنا بأبرام ؟ فنجدهُ معاً في المقطع الذي أوردناه من رسالة رومية: " ويبقى الوعد جارياً على نسل إبراهيم كله... بل على المؤمنين إيمان إبراهيم أيضاً. وهوَ أبٌ لنا جميعاً ".
أطلبُ منكَ اولاً، أن ترفع عينيك وتنظر من الموضع الذي أنتَ فيه، وتتأكد أنكَ معني بهذه الدعوة التي وجهها الرب لأبرام، الوعد لكَ والدعوة لكَ وأنتَ وأنا نسل إبراهيم، تأكد من ذلكَ في داخلك حتى نستطيع أن نكمل رحلتنا في هذا التأمل.
طلبَ الرب من أبرام أن يرفع عينيه وينظر من الموضع الذي كانَ فيه، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً قائــلاً لهُ: " هذه الأرض كلها أهبها لكَ ".
هناكَ معنى روحي عميق جداً لطلب الله من أبرام، فقد كانَ الله يُريد أن ينبه إبراهيم على أخطر حيلة وخدعة يأسرهُ فيها الشيطان، ويأسرنا نحن اليوم مثلهُ، وهوَ أن يُشغلنا في الدائرة الضيقة التي قد تحصرنا في أنفسنا، صراعاتنا، خطايانا، رثاءَنا لذواتنا عندما لا يُقدرنا الآخرين كما نحب، أو عندما لا نعطى الدور التي نحبهُ بالسرعة المطلوبة، أو عندما ننجرح من أحد ما فنتعطل عن العمل، وقد يحصرنا في خلافاتنا مع بعضنا البعض في الكنيسة الواحدة أو مع الكنائس الأخرى من حولنا، أو في أحلى حالاتنا عندما تنحصر خدمتنا ضمن دائرة ضيقة لا تتخطى محيطنا الضيق !!!
أمَّا الدعوة لنا اليوم فهيَ أن نرفع أعيننا من الموقع الذي نحنُ فيه.
نرفع أعيننا عن التعب الذي نحنُ فيه.
نرفع أعيننا عن عدم التقدير والإهانات التي تعرضنا لها.
نرفع أعيننا عن الخطايا والقيود والعراقيل التي نحنُ فيها، ولننسى الزؤان الذي دُسَّ في حقلنا ولنهتم بسنابل القمح فقط.
نرفع أعيننا عن رثاء ذواتنا.
والأهم من ذلكَ لنرفع أعيننا عن الدائرة الضيقة التي حصرنا فيها عملنا، ولننظر شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، فكل هذه الأرض هيَ لنا. دعوة كنيستنا ورؤيتها يا أحبائي أكبر جداً وأكثر جداً فلننظر إلى الحقول التي ابيضت ونضجت للحصاد ولنخرج إليها !!!
لقد سبقَ لراعي الكنيسة أن شاركَ في إحدى عظاته قائلاً: " لا تنحصروا في الدوائر الضيقة، في الحازمية وجوارها، لبنان كلهُ للرب، الرب أوجدَ هذه الكنيسة لتتشفع من أجل لبنان كلهُ، لتمتلك أراضٍ جديدة، لتحارب عن هذا البلد، لتغير السياسة والتاريخ والظروف في هذا البلد، لتسود وحدها في هذا البلد، تعلن يسوع، وتعلن لبنان ليسوع ".
لذا أرجوك إرفع عينيك – إرفع عينيك – إرفع عينيك ...
للرب الأرض وملؤها، وهوَ شاءَ أن يهبها لنا، فلنصعد ونمتلكها، ولن نسمح بعدَ اليوم لإبليس أن يُخفض عينينا ويحصرها في الأمور الضيقة، دعوتنا أكبر، حقل عملنا أكبر، وذلكَ لأنَّ إلهنا أكبر وقادر أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر !!!
ولن نسمح لأية إعاقة أو اعتراض أن يُعطل عملنا ودعوتنا وسيرنا مع الرب.
عندما خرجت العروس لكي تفتش عن حبيبها العريس، لم تسمح لأي شيء أن يُعيقها، لقد حاولَ حراس الليل أن يوقفوها، فضربوها وجرحوها ونزعوا عنها أزرارها، لكنها لم تتوقف بل تخطتهم وأمسكت بحبيبها ولم تعد ترخيه، وكل ذلكَ فقط لأنها كانت مريضة بحبه. (نش 3 : 1 – 4، 5 : 7 – 8)، فهل نحنُ مثلها مرضى بحب الرب ؟
كلمات قالها كاتب الرسالة إلى العبرانيين: " كانَ لكم الوقت الكافي لتصيروا معلمين ... فلنرتفع إلى التعليم الكامل في المسيح ".
والروح القدس يُذكرنا فيها اليوم من خلال الدعوة الموجهة لنا لنرفع أعيننا في كل الإتجاهات ونرى الأرض التي وهبها الله لنا لنصعد ونمتلكها، وننطلق في عملنا دون هوادة، دون إعاقات، والدعوة لنا اليوم لنكون على المستوى المطلوب لهذه الدعوة، لنكون معلمين محترفين وليسَ أطفالاً نحتاج اللبن، ولنرتفع إلى التعليم الكامل في المسيح.
محبة الرب لنا غير مشروطة ؟ نعم.
سيبقى يحتملنا مهما كنا ضعفاء ؟ نعم.
لكن ماذا عن العمل والدعوة والنفوس الضائعة إذا بقينا على حالنا ؟
أغلبنا آباء ولدينا أولاد وأطفال، ونحنُ نحبهم مهما فعلوا، وحتى لو بقيوا في تفكيرهم وتصرفاتهم مشابهين للأولاد بالرغم من تقدمهم في العمر، ونحنُ لن نتخلى عنهم أبداً، لكن هل هذا ما نتوقعهُ منهم ؟ هل ننتظر من أولادنا وهم في سن الثمانية عشرة والعشرين والثلاثين أن يأتوا إلينا ويشتكوا علـى بعضهـم البعـض " أخي ضربني - أخي تكلم معي بطريقة غير لائقة – أخي أساءَ فهمي ونهرني ...".
أم أننا ننتظر منهم أن يُصبحوا آباء يربون أطفالاً وأولاداً ؟ وننتظر منهم أن يرفعوا أعينهم في كل الإتجاهات ويمتلكوا أراضٍ جديدة ؟
أحبائي: فلنرتفع إلى التعليم الكامل ونرفض اللبن ونطلب الطعام القوي، إننا أبناء القدير فلنكن مثلهُ !!!
والآن، ولأنَّ كل ما كتِبَ كانَ لتعليمنا وتنبيهنا وبنياننا، فلنتأمل بالخطوات العملية التي اتخذها أبرام ليُصبح بعدها إبراهيم أي " أب لجمهور كبير "، فنتعلم معاً ونخطوا هذه الخطوات معاً لنمتلك الأرض التي وهبها الله لنا !!!
1 – الإيمان: إنَّ الحالة الوحيدة التي تخبرنا عنها الكلمة بأنَّ الرب لم يستطع تحمل تلاميذهُ فيها، هي عندما لم يرَ فيهم الإيمان، فقالَ لهم: " إلى متى احتملكم "، وعادَ في موقعة ثانية ليطرح سؤالاً: " عندما يعود ابن الإنسان إلى الأرض هل سيجد إيماناً ؟ ".
كان إبراهيم بطل الإيمان، لكنهُ في البداية لم يكن هكذا، هوَ لم يستطع أن ينتظر إسحق، فجاء باسماعيل، لقد كان مثلنا ضعيفاً، تعرض للشك كما نتعرض نحنُ أيضاً، لكنهُ لم يبقَ هكذا، فالكلمة تخبرنا بأنه جاءَ يوماً عندما لم يعد يشك بوعد الله واثقاً بانَّ الله قادرٌ أن يفي بوعدهُ (رومية 4 : 20 – 21).
فهل نقتدي به ؟ وهل نفرح قلب الرب يسوع بأن يجد إيماناً عندما يعود ؟
أحبائي: لنؤمن معاً في هذا الصباح بأنَّ الوعد لنا، والأرض لنا، ونحنُ قادرون أن نصعد ونمتلكها.
2 – طاعة الرب: وليسَ أي طاعة، بل الطاعة المطلقة والكاملة والمكلفة أحياناً، مهما كانَ الثمن ومهما غلت التضحيات، فالرب يسوع أطاعَ طاعة الصليب المكلفة والغالية الثمن – دمهُ – لأنهُ رأى السرور الذي كانَ خلف هذا الصليب، وهكذا ينبغي علينا نحن أن نرى السرور الذي يقف خلف طاعتنا التي قد تصل فينا إلى صلب كل شيء، نعم نرى السرور وهوُ أن ننفذ مشيئة الله الكاملة والمرضية والصالحة وربح النفوس وخطفها من النار ومن قبضة إبليس.
وَعَدَ الله إبراهيم في بداية سفر التكوين الإصحاح (13) بأنهُ سيهبهُ هذه الأرض لهُ ولنسله، لكنَّ الوعد تثبتَ وتأكـدَ فـي الإصحاح (22) عندما أطاعَ إبراهيم الله وتنازلَ عن ابنه الوحيد حبيبهُ إسحق، حيثُ أطلق الله عندها وعدهُ الشهير لإبراهيم قائلاً لهُ: " بما أنكَ فعلتَ هذا وما بخلتَ بابنك وحيدك، فأبارككَ وأكثر نسلك كنجوم السماء والرمل الذي على شاطىء البحر. ويرثُ نسلكَ مدنُ أعدائه، ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض لأنكَ سمعتَ لي ".
طاعة إبراهيم الكاملة أتت بالبركة لي ولكَ !!!
وطاعتك الكاملة ستأتي بالبركة للآخرين !!!
فلتكن لنا طاعة إبراهيم لله، وطاعة المسيح للآب لكي يُباركنا الله ويُكثر نسلنا ويُملكنا الأرض !!!
3 – مفارقة لوط: كلمة الله حيَّة وفعَّالة، سيف ذو حدّين، تصل إلى مفرق النفس والروح وتكشف وتفضح كل شيء.
يبدأ كلام الله لأبرام عندما وعدهُ بالأرض وبإكثار نسله بالعبارة التالية: " وقـالَ الـرب لأبـرام بعدما فارقهُ لوط ".
متى قالَ لهُ ذلكَ ؟ بعدما فارقهُ لوط !!!
كلنا يعرف قصة لوط، لقد كانَ لوط رمزاً للخلط بين أمور الله وأمور العالمَ، اختارَ سكناه في أرض سدوم وعمورة، أرض الخطيئة، ولولا رحمة الله ومحبته للوط، لكانَ هلكَ مع أهل هذه الأرض عندما دمرها الله.
نعم لوط رفعَ عينيه من الموضع الذي كان فيه، لكنهُ رأى ما أحبَّ أن يراه هوَ، وليسَ ما أرادهُ الله أن يرى، فاختارَ الأرض التي تعطيه الزرع والخضار والمياه، لكنهُ كان زرعاً يفنى، وأرضاً ملآى بالخطيئة، اختارَ الراحة الوقتية والمنظورة.
فلنقف في هذا الصباح وقفة جادة أمام الرب ولنفارق كل " لوط " في حياتنا، لنفارق الخلط بين أمور الله وأمور العالم، ولنفارق أرض الراحة الجسدية التي قد تبدو مريحة لكنها بكل تأكيد متعبة، ولنتختار تعب الرب المريح، فكم من أماكن للراحة نختارها لكنَّ الصراعات والمشاكل تسلبنا هذه الراحة الخادعة، فلنختار إذاً تعبَ الرب المريح والحقيقي، ولنودِّع الآن وليسَ غداً عزيزنا " لوط " وإلى الأبد.
4 – نصعد ونمتلكها: لم ينفع الشعب الدوران حولَ الجبل، ولذلكَ نبههم الرب قائلاً: " كفاكم قعوداً في هذا الجبل، فتحولوا وارتحلوا وادخلوا جبلَ الأموريين ... ".
لأنَّ الأرض التي تطأها بطون أقدامنا تكون لنا.
نعم – الرب هوَ من وعدنا بأنهُ قد وهبَ الأرض لنا، لكننا نحتاج أن نصعد إليها لنمتلكها، لا ينفع القعود ولا تنفع التمنيات والأحلام والأشواق، بل ينبغي أن نصعد إلى هذه الأرض ونحارب أهلها، نقيّد القوي فيها ونمتلكها، ونطلق الأسرى الموجودين فيها، ولهذا قالَ الرب لأبرام عندما أراه الأرض: " قم امشِ في الأرض طولاً وعرضاً، لأني لكَ أهبها ".
كانَ ينبغي على أبرام أن يرتحل من أرضه، من الموضع الذي كانَ فيه ليمتلك الأرض الجديدة.
فالخطوة الأولى: كانت أن يرفع عينيه عن واقعه الحالي ليرى خطة الله ووعده.
والخطوة الثانية: كانت ان يؤمن بوعد الله، ثمَّ يُطيعهُ طاعة كاملة ومضحية، ثمَّ ينقي نفسه من كل الأمور التي لا ترضي الله، فيودِّع لوط إلى الأبد، وبعدها يصعد إلى الأرض ويمتلكهـا، وهـذا مـا ينبغي علينا فعلهُ !!!
أحبائي: رسالـة واضحة – رسالة قوية – رسالة معبَّرة.
إنهُ الوقت، الحقول ابيضت للحصاد، فلنرفع أعيننا في هذا الصباح عن واقعنا الذي نتخبط فيه والذي ربما قد نجحَ إبليس أن يأسرنا فيه ويجعلنا ندور حولهُ مراراً وتكراراً، لنرفع أعيننا عن ضعفاتنا عن خطايانا عن قيودنا عن جراحاتنا عن عدم تقدير الآخرين لنا أو إعطائنا ما نرغب أن نقوم بهِ، لنرفع أعيننا عن خلافاتنا، نؤمن بالله وبوعوده ودعوته لنا في هذه المرحلة الهامة والدقيقة من تاريخ لبنان الوطن الذي أحبهُ الرب ووعدنا بأنه سيدعو منهُ عروساً نقية، نؤمن به ونثق فيه أنهُ قادر أن يُحقق وعوده، نطيعهُ مهما غلت الأثمان والتضحيات، نرفض الراحة المزيفة ونطلب تعبَ الرب المريح، ننقي أنفسنا من كل إعاقة وخطايا عالقة، من كل " لوط " ما زالَ ساكناً في حياتنا.
نكفّ عن الإكتفاء بالتمني والأحلام والتخيلات، ننهض ونمشي في الأرض التي وعدنا الله بها، نمشي فيها طولاً وعرضاً، نصعد إلى حصون العدو وندكها، نمتلك كل الأرض ونحرر الشعب الأسير، ونخطف النفوس من قبضة إبليس ونأتي بها إلى بيت الآب.
خطة الله كبيرة جداً لكنيستنا ولبلدنا فهل نلبي الدعوة في هذا الصباح ؟