حظيرة
عند غروب شمس اليوم، يقود الراعي قطيعه إلى الحظيرة لتكون في مأمن من اللصوص أو الوحوش. والحظيرة عادة عبارة عن قطعة من الأرض المسورة بسياج من أغصان الشجر أو الأخشاب أو البناء، كما كانت توضع أعلى السور أغصان شجيرات شوكية لمضاعفة وسائل الحماية. وكانت الحظائر تقام في الحقل على رأس تل أو في مكان ملاصق لبيت صاحبها أو بالقرب منه لتكون أكثر أمنًا وأسهل حراسة.
وكان يوجد أحيانًا كوخ في أحد أركان الحظيرة لمبيت الراعي. وكان للحظيرة عادة باب من فروع الأشجار أو خشب السياج يفتح ويقفل حسب الحاجة. ولكن في بعض الأحيان كان الراعي نفسه ينام متمددًا في باب الحظيرة فيكون هو نفسه الباب ليحول دون خروج الغنم أو تسلل اللصوص أو الذئاب، لذلك يقول الرب: "إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر فذاك سارق ولص..إني أنا باب الخراف..أنا هو الباب" (يو 1:10 و7 و9). ويقول المرنم: "إن الرب اختار داود عبده وأخذه من حظائر الغنم، من خلف المرضعات أتى به ليرعى يعقوب شعبه وإسرائيل ميراثه، فرعاهم حسب كمال قلبه وبمهارة يديه هداهم" (مز 70:78-72).
وعندما لا يكون هناك احتمال للخطر على الخراف، كانت الأغنام تربض معًا في الهواء الطلق في حراسة رعاتها: "وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم" (لو 8:2). ويقول يعقوب لخاله لابان: "فريسة لم أحضر إليك. أنا كنت أخسرها. من يدي كنت تطلبها. مسروقة النهار أو مسروقة الليل. كنت في النهار يأكلني الحر وفي الليل الجليد. وطار نومي من عيني" (تك 39:31 و40).
وكان الراعي يبحث عن كهف قريب ليلجأ إليه مع غنمه من برد الليل وأمطار الشتاء: "وجاء إلى صير (حظائر) الغنم التي في الطريق، وكان هناك كهف" (1صم 3:24). ومما يدل على استخدام بعض الكهوف - منذ أقدم العصور - لهذا الغرض، ما نجده من رواسب سميكة من نترات البوتاسيوم المتكون من تحلل روث الغنم، في هذه الكهوف. كما كان يختارون الأماكن القريبة من موارد المياه العذبة لتشرب منها قطعانهم (مز 2:23، صف 6:2).