|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتراضات والرد عليها في سفر المكابيين الثاني 1 - يعترض البعض على السفر باعتباره تتمة للسفر الأول. [حتى وإن كان هذا صحيحًا فما المانع، ولقد حدث ذلك في سفري صموئيل والملوك. ولكن سفر المكابيين الثاني ليس تكملة للسفر الأول ولا حتى ملخص له، وإنما هو سفر مستقل، وكما يقول عنه "مارتن لوثر" أنه سفر ثان ٍعن كفاح المكابيين (1)، ذلك أن مضمون السفر يتناول حقبة معينة وهى: (175- 161 ق.م.) وهي توافق قسمًا من سفر المكابيين الأول، وقد ثار جدل كبير بين العلماء حول إن كان سفر المكابيين الثاني يعتد به كوثيقة تاريخية، وقد أكد العالم "نيس" مصداقية السفر في هذا الشأن وأثبت أنه أقدم من سفر المكابيين الأول وذلك من خلال دراسة كبيرة شيقة (2). 2- يشكك العلماء في وجود شخص اسمه ياسون القيريني أصلًا، والذي يُفترض أنه كتب أحداث خمسة عشر عامًا في خمسة كتب، ويرون أن ياسون هذا أو الذي لخص عنه، قد لخص عن سفر المكابيين الأول مع التغيير والحذف والإضافة. [ما دمنا قد أثبتنا أن السفر حقيقي وقانوني، فلنأخذ بما ورد فيه عن أن الملخص قد أخذ عن ياسون القيريني، والمطالع للسفر سيكتشف أن كاتب مكابيين الثاني وكذلك الملخص عنه، لم يطلعا على سفر المكابيين الأول، وسنورد في نهاية مدخل الكتاب مقارنة بين محتويات السفرين، فسفر المكابيين الأول يتناول فترة جهاد المكابيين حتى تولى هركانوس بن سمعان، بينما الثاني يركز على دور يهوذا المكابي فقط، فكيف يكون ملخصًا للسفر الأول.؟ ويؤكد كل من العالم "كوسترز" و"مونتيه" على أن كاتب مكابيين الثاني لم يكن على دراية بسفر المكابيين الأول (1). 3- هناك مفارقة تاريخية، إذ يُذكر مقتل "طيموتاؤس العموني" في (2مكا 1: 37) ثم نقرأ في (2مكا12: 2- 25) أنه اشترك في معركة أخرى، ويذكر كذلك أن "متتيا" هو الذي جمع اليهود وأعدهم للمقاومة ضد السلوقيين (1مكا 2: 1- 70) بينما ينسب سفر المكابيين الثاني ذلك إلى يهوذا ابنه (2مكا 8: 1-7) وكذلك يأتي تطهير الهيكل بعد ثلاث سنوات من تدنيسه (1مكا 1: 57، 4: 52) بينما في المكابيين الثاني تم ذلك بعد سنتين فقط (2مكا 10: 3) فلما هذا التناقض.؟ [ألحق يهوذا المكابي عدة هزائم بطيموتاؤس (1مكا 5: 6، 7، 34و2مكا 9: 3 و10: 24و 12: 2، 18، 19) وذلك خلال الفترة مابين (165- 163ق.م.) أما قتله في "جارز" فربما كانت إصابة لم تفضي إلى قتله (2مكا10: 37) فواصل هجماته بعد ذلك، قبل أن يقع في أيدي رجال يهوذا حيث استعطفهم ليتركونه وإلا أهلك من بحوزته من اليهود (2مكا 12: 24) ومع ذلك فقد رأى بعض العلماء أن هناك طيموتاؤس آخر غير الأول، وهو المذكور في (2مكا 12: 2 وما يليه). وأما بخصوص تاريخ تطهير الهيكل فقد تعرضنا لهذه المسألة سابقًا في الرد على الاعتراض رقم (4) حيث يؤرخ أحيانًا بحسب تاريخ اليونان بدءًا من شهر سبتمبر (أيلول) وأحيانًا أخرى بحسب التأريخ الذي يبدأ بشهر ابريل (نيسان) (رجاء الرجوع إلى (مسألة التأريخ) في هذا القسم من الكتاب). 4 - يُذكر في (2مكا 1: 18) أن نحميا أعاد بناء الهيكل والمذبح، في حين أن الذي قام بهذا العمل هو زربابل قبل نحميا بقرن من الزمان (عزرا 3: 3 و6: 15) أما عمل نحميا فكان ترميم الأسوار والأبواب (نحميا 3: 1 - 32 و6: 1 و7: 1) فكيف ذلك.؟ [يُنسب هذا العمل إلى نحميا كعمل إضافى تجديدي - بخلاف ذلك المنسوب إلى زربابل - ويُحتمل أن يكون ذلك (إصلاحات نحميا) قد حدث وأودع التقليد المتوارث، حيث يرد ذلك في بعض الكتابات غير القانونية (1). 5 - قصة ظهور الفرس وعليه راكب مخيف يضرب هليودورس بحوافره (2مكا 3: 24- 34) وكذلك الفارس الذي ظهر في (11: 8) ووصف استشهاد ألعازر والسبعة مع أمهم (2مكا6: 18- 31 و7: 1- 41) تبدو وكأنها أساطير .!! [مثل هذه العجائب كثيرًا ما وردت في الكتاب المقدس، مثل إيليا النبي الذي صعد إلى السماء في مركبة نارية (2: 12) والملاك الذي ضرب من جيش سنحاريب 185 ألفًا (ملوك ثان 19: 35)، وأعداء اليهود الذين هُزموا بسبب "كرات البرد" الضخمة التي نزلت عليهم من السماء (يشوع 10: 11)، وكذلك الكثير من الرؤى والمعجزات، وبالتالي فلا نستغرب أن يحدث مثل ذلك في السفر. 6 - توجد بالسفر خمس وقفات تقطع التسلسل المنطقي للسرد وهي (3: 40 و7: 42 و10: 9 و13: 26 و15: 37) بينما القطع الوحيد المشروع هو الفقرة القصيرة العرضية في (6: 12 - 17) والتي تتعلق بعقيدة الثواب والعقاب. [تتسم الخطوط العريضة للسفر بوحدة الشعور الديني أكثر منه اتباع التسلسل التاريخي، بينما تعكس الخاتمة في (15: 37 - 39) أصداء المقدمة والتي هي عبارة عن رسالتين يعقبهما استهلال صغير (2: 19 - 32) وليس بالضرورة أن يكون السفر عبارة عن رواية طويلة، أو كمية من النبوات مرتبة ترتيبًا في شكل وثائق. 7 - وجود الرسالتين في مقدمة السفر (1: 1- 2: 18) يبدو وكأنهما جزءًا مضافًا إلى السفر في وقت لاحق وبالتالي فهما ليسا جزءًا أصيلًا من السفر. [وجود الرسالتين هو من أجل ابراز المغزى التاريخي والديني لعيد تجديد الهيكل، وتعتبر كلتا الرسالتان نموذجان لفن كتابة الرسائل في الإسكندرية في ذلك الوقت، والذي (أي فن الرسائل) كان مولعًا بتقديم مثل هذه الوثائق بقصد التهذيب، راجع (1: 9، 18 أو 2: 16) وقد وضعهما الملخص بما يناسب مع عمله، دون الالتزام بالترتيب الزمني الذي يتمشى مع سرد الأحداث. 8 - كيف يوضع يهوذا المكابي في لائحة الشرف مع العظماء الذين تعاقبوا بعد "موسى وسليمان وإرميا ونحميا"؟ (1: 10 ب). [هناك عدة أوجه شبه بلا شك مابين يهوذا المكابي وكل من الشخصيات المذكورة، فهو جامع أسفار مثل نحميا (2مكا 2: 14) وهو الذي اعاد للأمة وحدتها ولم شمل اليهود، ولكن الاهتمام الرئيسى به موجه لتطهيره الهيكل، ومن الناحيتين نجد أنه عمل ك"نحميا" وأما من جهة إشعاله للنار المقدسة على المذبح، فهو يسير في تقليد موسى وسليمان وإرميا. 9 - قصص الشهداء في الأصحاحين السادس والسابع، رويت بتفاصيل مروعة. وألبست طابعًا أسطوريًا، احاطه الكاتب بهالة من القداسة وقام بتجميلها باستخدام لغة طنانة، مما أخل باللغة الأدبية للسفر، بما يتنافى مع الذوق الحديث فما تفسير ذلك.؟ [القارئ بتمعن لهذه القصص، سيلمس أية آلام مبرّحة عاناها هؤلاء الشهداء الأبرار بالفعل والتي تقشعر لها الأبدان ولم يكن الكاتب مدفوعًا بالرغبة في الإثارة قدر رغبته في محاولة نقل الصورة للقارئ وكأنه يراها. هذا وقد تأثر برواية استشهادهم هذه منذ البداية، مما حملهم على الاحتفال بهم ك"شهداء مسيحيون". 10- يرد في (2مكا 14: 37- 46) أنه الشيخ "رازيس" لما رأى أنه سيقع في أيدي الجنود الوثنيين: قتل نفسه، فهل بهذا يجيز السفرالانتحار؟ [كانت إسرائيل في حالة حرب، وفي أوقات الحروب يجوز اللجوء إلى كافة السبل، مثل القتل والخداع، فكثيرًا ما يقوم الجنود بقتل أنفسهم عندما يخشون الاضطرار إلى الإدلاء بأسرار جيوشهم وبلادهم، متى وقعوا في الأسر، وهكذا خشى الشيخ "رازيس" من أن يهينه الوثنيون إن هم بطشوا به بعد القبض عليه، وبهذا الدافع قتل نفسه، كما خشى أيضًا أن تضعف قلوب الكثيرين من الشبان والأطفال متى رأوا الأعداء يمثلون به. ويجب ألا ننسى الشجاعة الفائقة التي حملته على فعل ذلك وهو رجل عجوز " واختار أن يموت بكرامة ولا يعيّر في أيدي المجرمين ويُشتم بما لا يليق بأصله الكريم... فأخرج امعاءه وحملها بيديه وطرحها.. ودعا رب الجنود أن يردهما إليه وهكذا فارق الحياة (2مكا 14: 46)، وقد حدث أن طلب "شاول" من حامل سلاحه أن يقتله (صموئيل أول 31) كما طلب "أبيمالك" من غلامه أن يقتله لئلا يقال أن امرأة قتلته (قضاة 9: 54). يضاف إلى ذلك أن الانتحار والذي يقصده المعترض: يأتي نتيجة للقنوط واليأس، وهو ما يحرّمه الكتاب المقدس والكنيسة، بينما أن شخصًا مثل ألعازر هو رجل شجاع محب لوطنه، محمود (جيد) السمعة يسمى: "أبو اليهود" (2مكا 14: 37) وقد بذل نفسه وجسده في سبيل الشريعة (2مكا 14: 38) ويقول الكتاب عنه أنه "اختار أن يموت بكرامة" (14: 44) ولا ننسى أن "شمشون" والذي هدم المعبد الوثني فوقه ومن معه بالداخل: امتدحه القديس بولس ضمن سحابة الشهود في (عبرانيين 11). 11- كيف يكون سفرًا موحى به من الله، وكاتبه يقول في نهايته "فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض، فذلك ماكنت أتمنى، وإن كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلت وسعي" (2مكا 15: 39). [يجب ألا نتجاهل الجانب البشري في تدوين الأسفار المقدسة، فإن قوله هذا لا يعني أنه قدم عملًا بشريًا من عندياته، وإنما الحديث هنا عن الصياغة والأسلوب فقط، في حين يتفق جميع ما ورد فيه مع روح وفكر الكتاب المقدس كله، وقد ورد شيء مشابه لذلك في العهد الجديد، عندما قال معلمنا بولس الرسول: "وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب إن كان أخ له امرأة غير مؤمنة وهي ترتضي أن تسكن معه فلا يتركها" (كورنثوس الأولى 7: 12) فهل يعني ذلك ألا نقبل ما قاله؟! وفي مكان آخر يقول: "واظن أني أنا أيضًا عندي روح الله" (كورنثوس الأولى 7: 40) كذلك يكتب القديس بطرس الرسول قائلًا "بيد سلوانس الأخ الأمين كما أظن كتبت إليكم بكلمات قليلة واعظًا وشاهدًا أن هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون (بطرس الأولى 5: 12) فهل كان غير متيقن مما كتبه؟! ملاحظة: هناك المزيد من التفاصيل بخصوص مناقشة هذه الاعتراضات، تجدها في التفسير والتعليق على النص. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|