السمات الأدبية لسفر المكابيون الثاني
وأما سفر المكابيين الثاني:
فهو ليس ملخصا ضئيلا ولا ملخص الملخص، وإنما هو عمل أدبي تم انتقاء مادته من العمل الأصلي لـ(ياسون). ويرى بعض العلماء أن هذا السفر مقسم إلى خمسة أقسام، ربما تمثل كتب ياسون الأصلية الخمسة، حيث ينتهي كل جزء بعبارة ملخصة تحدد النهاية الرسمية (راجع3: 40و7: 42و10: 9و13: 26بو15: 37أ) وأن أفضل استهلال لهذه الكتب أو الأجزاء، يلاحظ في التصدير للكتاب الأول، راجع (1: 10) وما بعده حيث جاء ذلك عقب المقدمة الاستهلالية في (1: 1-9).
وبالإضافة إلى استعانة الملخص بكتب ياسون، فهو يلجأ لكتب التقليد وهو مطلع أيضًا على سجلات رؤساء الكهنة في الهيكل وكذلك بعض الوثائق الأخرى مثل (1: 1-2: 18) ليس على سبيل الإضافة بل أيضًا على سبيل الصياغة لبعض ما ورد في كتب ياسون (مثل10: 32وما بعده،12: 2 وما بعده). ومن الضروري أن ندرك جيدا أن الملخص يكتب سفرًا حسبما يملى عليه الوحي وإنما يستعين ببعض المراجع والوثائق، مثل موسى النبي الذي كتب الأسفار الخمسة الأولى مستعينا بالتقليد وبعض الوثائق الموجودة كتابة، فيما يتعلق بالخليقة وأخبار الآباء البطاركة فعلى سبيل المثال قول الوحي"هذا كتاب مواليد آدم" (تك5: 1) ويلاحظ أن كلمة مواليد في العبرية (تولدت) تعنى"تاريخ" وهكذا فإن القول "كتاب مواليد" يقصد بها "كتاب تاريخ" مما يعنى أنه استعان ببعض ما قد دون في أزمنة سابقة عليه.
كما قام الملخص بتغيير موضع المواد أكثر من مرة، ولم يرتبط بالتسلسل التلقائي، كما أنع راعي تنويع الأسلوب والصياغة مثل ما هو موجود في الأصحاحات (3-5) ويقول الملخص أنه قام خلال هذا العم ل بحذف بعض الإسطرادات، ثم صياغة ما انتقاه بأسلوب أدبي، مثل (2: 23-31) كما يلاحظ أن بعض الأحداث-لاسيما أحداث الاستشهاد-قد تناولها بشكل مستوف عاطفى مؤثر، بينما ذكر باختصار بعض أحداث أخرى مثل مفاوضات أنطيوخس مع اليهود (13: 22- 26) كما حذف قصة حملة بكيديس لتنصيب ألكيمس رئيسا للكهنة والتي وردت في (1مكا7: 5-7،25،2مكا14: 4-10).