كن ساهرًا
ربما تتساءل ماذا يعنى بقوله "إِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ" (2مل2: 10)، إذ أنه كان سائرًا معه طوال الطريق، سوف تكون له فرصة أن يراه منطلقًا وهذا أمرٌ طبيعي، ولكن ليس الأمر كذلك. فيمكنه أن يسير معه خطوة خطوة لكن ربما ينشغل نظره بما حوله أو بما تحته في الأرض. لذلك أوصاه أنه في اللحظة الأخيرة التي ينطلق فيها، إن تشاغلت بأي شيء ولم ترَني أثناء انطلاقي لن تأخذ طلبتك..
هذا إشارة إلى أن الإنسان في حياته مع الله مطالب بأمرين..
مطالب أن يتبع السيد المسيح ويسير في طريقه، ولكن هذا لا يكفى، إنما عليه أن يكون في حالة يقظة وسهر مستمر،ولقداسة البابا شنودة الثالث -أطال الله حياة قداسته- قول كان يعلمنا إياه عندما يصلى الإنسان يقول: }ما تأخدنيش يا رب في ساعة غفلة{ ما معنى ذلك؟
يمكن أن يشرد ذهن الإنسان في أي فكر شرير أو أمر غير لائق، وفي هذه اللحظة ربما صدم في حادثة وانتهت حياته حتى ولو كان في طريقه إلى الكنيسة. إذن لابد أن يكون كالعذارى الحكيمات الساهرات. النفس الساهرة لا يمكن أن يجذب انتباهها أي شيء بعيدًا عن شخص المخلّص. إيليا هنا كان رمزًا للسيد المسيح، وأليشع يرمز إلى تلاميذ الرب. لا شيء يشغلنا عن السيد المسيح أبدًا.