دور الثالوث في الخلاص
هناك وعد من الله بالخلاص الذي قلنا عنه حسب قصد الدهور، وحسب مسرة الله التي قصدها في نفسه، والعطية بالنعمة التي في المسيح يسوع:
* "حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا" (أف3: 11).. وبهذا ندرك أن الخلاص ليس عمل خاص بالمسيح وحده، لكنه خاص أيضًا بالآب السماوي..
* "ولكن ليس كالخطية هكذا أيضًا الهبة. لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون، فبالأولى كثيرًا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين" (رو5: 15).. ويقول "بالأولى كثيرًا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح" (رو5: 17) كيف تكون عطية من الآب السماوي وتصير في خطر؟! هل الآب لا يعرف أن يحمى عطيته؟!
* يتكلم أيضًا معلمنا بولس الرسول عن دور الآب والروح القدس في الفداء في رسالته إلى تيطس في الأصحاح الثالث ويقول "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه؛ لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تى3: 4-6).. "مخلصنا الله" أي؛ مخلصنا الله الآب.. "بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" هذا دور الروح القدس في الخلاص؛ خلّصنا في المعمودية بالميلاد الثاني وتجديد الروح القدس؛ وقد سكب هذا الروح بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا.. إذًا قضية الخلاص لا تخص المسيح وحده، بل تخص الثالوث القدوس كله الآب والابن والروح القدس..
* فلم يكن الخلاص هو عمل الابن وحده، لأن الابن نفسه قال كل ما يعمله الآب يعمله الابن أيضًا " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل.. لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلاّ ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك" (يو5: 17، 19)..
إذن عمل الخلاص واحد؛ ولكن لكل أقنوم دوره المتمايز في العمل الواحد.. يقدّم الابن نفسه ذبيحة على الصليب، ويتقبل الآب هذه الذبيحة رائحة رضا وسرور "الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب" (عب9: 14) بمعنى؛ قدّم الابن نفسه بالروح القدس لله الآب بلا عيب..
* وهكذا رأينا الثالوث في نهر الأردن: الآب؛ صوته أتى من السماء "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت3: 17) والابن؛ يعتمد في الماء. والروح القدس؛ نازلًا من السماء ومستقرًا عليه بهيئة جسمية مثل حمامة.
* وهكذا كان يعمل الثالوث: الآب والابن والروح القدس، على الجلجثة.
فقضية الخلاص تخص الثالوث بأكمله.. فكيف تتجاسر إيلين هوايت المدعوّة "نبية الأيام الأخيرة" وتقول إن الآب انفصل عن الابن ؟! فإن انفصل الآب عن الابن، لا يتم الفداء!!. فادعاؤها هذا كارثة كبرى تطعن الإيمان بالمسيح؛ تطعن الإيمان المسيحي كله في الصميم.
كيف تتجاسر وتقول في كتابها "مشتهى الأجيال" على صفحة رقم 714 [ اعتصر الشيطان بتجاربه القاسية قلب يسوع. ولم يستطع المخلص أن يخترق ببصره أبواب القبر. ولم يصوّر له الرجاء أنه سيخرج من القبر ظافرًا. ولا أخبره عن قبول الآب لذبيحته ] بمعنى؛ لم يعرف الرجاء أن يكلّمه.. هل هذه عقائد نقبلها كمسيحيين؟!!!
بل وأكثر من هذا تقول على صفحة رقم 715 [ في الظلمة الداجية استتر وجه الله ] ثم على صفحة رقم 716 تقول [ وقد بدا وكأن البروق الغاضبة كانت ترشقه وهو معلق على الصليب (كانت الطبيعة تعلن غضبها على خطايا اليهود، وهى تدّعى أن البروق كانت ترشقه هو!!)، حينئذ صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا "إيلى إيلى لما شبقتني؟" أي إلهي إلهي لماذا تركتني (مت27: 46). وإذ استقرت الظلمة الخارجية على المخلص، صرخ كثيرون قائلين: لقد حلّت عليه نقمة السماء. إن سهام غضب الله تنتشب فيه لأنه ادعى أنه ابن الله. وكثيرون ممن آمنوا بيسوع سمعوا صرخة اليأس التي نطق بها، وقد تركهم الرجاء. فإذا كان الله قد ترك يسوع؛ ففيمَ يثق تابعوه ] بمعنى؛ إذا كان يسوع نفسه فقد رجاءه وإيمانه (وهذا من المحال)؛ فماذا يعمل المؤمنون بعد؟!!
هذا كلام لا نقبله نحن كمسيحيين، وحاشا أن يُقال مثل هذا الافتراء على ابن الله الحي رب الأرباب وملك الملوك.