|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وعـد الـبركـة (١) الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية و توابعها من أكثر وعود الله تعزية .. هو وعد الله للإنسان أن يبارك حياته .. و عملة .. و علاقاته .. و ممتلكاته .. و كل ما تمتد إليه يده .. و من أهم إصحاحات الكتاب المقدس التي تحدثت عن بركة الله للإنسان هو الإصحاح الثامن والعشرون من سفر التثنية إذ يقول الوحي الإلهي : - ".. تأتى عليك جميع هذه البركات وتدركك إذا سمعت لصوت الرب إلهك مباركاً تكون فى المدينة مباركاً تكون فى الحقل ... "(تث28: 1- 14). - مباركا تكون في دخولك و مباركا تكون في خروجك (تث 28 : 6) - و باركه و قال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات و الأرض (تك 14 : 19) - أباركك مباركة و أكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء و كالرمل الذيعلى شاطئ البحر و يرث نسلك باب اعدائه (تك 22 : 17) - و مباركة تكون ثمرة بطنك و ثمرة أرضك و ثمرة بهائمك نتاج بقرك وإناث غنمك (تث 28 : 4) مباركة تكون سلتك و معجنك (تث 28 : 5) - ما هو مفهوم البركة في حياتنا ؟ البركة هى كل نعمة- حتي و إن كانت غير منظورة - ننالها من الله ..ولكن لها أثر منظور نلمسه فى حياتنا وبيوتنا وأعمالنا و ممارستنا اليومية .فتصير حياتنا غنية بنعمة الرب و عمله. و هذا المعني ليس غريبا عن حياتنا اليومية فمثلاً قد تجد إنسان له دخل بسيط وبيته مستور وآخر غنى ولا تجد عنده شيئاً .. !! و فى أيامنا هذه قد تقابل إنسان مبارك ..المكان الذى يدخله يصير بركة و نسله يكون بركة للآخرين..!!! ما هو السبب ؟؟ .. السبب هو البركة….هي النعمة الغير منظورة التي يهبها الله للانسان هذه البركة ترافق حياته .. فتصير حياته مملوءة بالنعم . و يأتي مفهوم البركة في الكتاب بمعان متنوعة .. - ما هو مفهوم البركة في الكتاب المقدس ؟ تأتي كلمة " البركة" في الكتاب المقدس لتدل علي عدة مفاهيم مختلفة : 1- أول مفهوم للبركة في الكتاب هو بركة الله للإنسان : أي أن يعد الرب أولاده الأمناء بان يبارك حياتهم .و عن هذه البركة تحدث الكتاب المقدس عن شخصية أبونا ابراهيم أبو الآباء ... قائلا ..و دعا الرب أبراهيم قائلا"اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك" .. فى مقابل ذلك "أجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض"(تك12: 1- 3). و عن هذه البركة يتكلم داود النبى في المزامير مبتهجا و مطمئنا بوعد الرب"الرب يباركك .. الرب يحفظ نفسك .. الرب يحفظ خروجك ودخولك"(مز121: 8). 2- المفهوم الثاني للبركة في الكتاب هو أن يبارك الإنسان لله : و هذا المفهوم يحمل معني آخر في اللغة و هو أن يدرك الإنسان و يقرر أن الله هو مصدر البركات في حياته ..فيبدأ يبارك الرب و يلهج بحمده .. و يشكره .. و عن ذلك يكتب معلمنا داود النبي مزاميره قائلا .. "باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته"(مز103: 2). 3- و هناك نوع ثالث من البركة في الكتاب و هو أن يبارك الإنسانأخيه الإنسان : و عن هذا النوع من البركة كان الكاهن في العهد القديم يبارك الشعب .. كما يبارك الأب الكاهن الشعب اليوم فى نهاية كل اجتماع قائلاً [ ليتراءف الله علينا وليباركنا ]. و من هذا النوع أيضا كانت بركة رؤساء الآباء للأبناء مثل بركة أبونا إبراهيم لإسحق .. بركة أبونا اسحق ليعقوب ابنه ثم بركة يعقوب لبنيه… و هكذا و هناك نوع آخر من هذه البركة أيضا .. و هو أن ننال بركة آباؤنا المنتقلين الذينأكملوا جهادهم في الرب و قضوا زمان غربتهم في مخافة الله .. فنحن عندما نذهب لزيارة أحد الأديرة نأخذ بركة من رفات القديسين .. كما أننا أيضا ننال بركة ليس فقط من أجسادهم .. بل من الأماكن التي عاشوا فيها " كالدير مثلا " و هذا الأمر ليس غريبا عن الفكر الإنجيلي فنحن هنا نتذكر فى العهد القديم عظام أليشع النبى التى أقامت ميتاً عندما تلامس معها !!!(2مل13: 21). لذلك يجب علينا نحن أيضا أن نعلم أولادنا أخذ بركة الوالدين قبل الخروج من المنزل.. و نعلمهم أن يفرحوا عندما يسمعوا منهم عبارة (ربنا معاك)… و هذا ليس فقط عادة مسيحية .. لكنها بالتأكيد مفهوم كتابي إنجيلي تعلمناه من الكتاب المقدس . و كما أن البركة هي مفهوم كتابي فالبركة أيضا في كنيستنا هي طلبة تتكرر كثيرا في صلواتنا الطقسية و علي الرغم من أن بعض الكنائس غير الرسولية لا تهتم بطلب البركة في طقس الصلاة .. الا ان كنيستنا القبطية تهتم بطلب البركة بإلحاح في كل صلواتها الطقسية - فعند قراءة الإنجيل نقول "مبارك الآتى باسم الرب"، فنأخذ بركة الإنجيل. - عندما يرشم الأب الكاهن الشعب بالجسد والدم نقول "مبارك الآتى باسم الرب" فنحصل على بركة الجسد والدم… بركة حضور الرب بذاته معنا علي المذبح المقدس الطاهر السمائي - كما نلاحظ أن طلبة "بركة وسلام لجميعكم" هي طلبة متكررة فى كل الخدمات الكنسية(1). - و في تقليد كنيستنا القبطية ظهر ملاك من السماء للرب فى بستان جثسيمانىعندما ذهب السيد لكى يصلى هناك قبل الصليب ;و ذلك بحسب كلمات الكتاب"وظهر له ملاك من السماء يقويه"(لو22: 43) أى يقول له أنت كلى القدرة و البركة … أي أنت الإله الحقيقي الظاهر في الجسد .و رغم انه أي الرب يسوع كان في صورة الضعف إلا أن الملاك كان يعطيه البركة و يمجد قوته إذ قبلبإرادته أن يتألم من اجل خلاص البشرية .. و عن تسبحة الملاك للرب في البستان أخذت الكنيسة تسبحتها طوال أسبوعالبصخة المقدسة إذ تصلي قائلة " لك المجد و البركة و العزة إلي الأبد أمين يا عمانوئيل إلهنا و ملكنا " |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|