سنة اليوبيل
أما بالنسبة لبني إسرائيل وبيع الأرض، فإن اضطر إنسان أن يرهن أرضه لحاجته للمال ففي سنة اليوبيل يأخذها مرة أخرى بلا مقابل مادي!!
سنة اليوبيل التي ترمز إلى الخلاص وإلى الفكاك، السنة التي يُطلِقون فيها المأسورين والمسبيين، ويُفك الرهن ويُرفع الدين عن المديون حتى وإن لم يكن قد وفَّاه!! وهذا كان رمزًا للخلاص كما يقول الكتاب بفم السيد المسيح: "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ" (لو4: 18، 19)، السنة المقبولة هي سنة اليوبيل.
إذن كل إنسان له نصيب في الأرض، ولا يمكن أبدًا أن يبيعها، أكثر شيء يمكن أن يعمله هو أن يبيعها بيعًا مؤقتًا أي يرهنها، لكي يستردها مرة أخرى في سنة اليوبيل. وتظل على اسمه إلى جيل الأجيال، على اسمه واسم أولاده.
وإن كانت أرض ليس لها وريث، فقد وضع الله في الشريعة أمر الولى والفكاك، هذا الأمر يخص العهد القديم فقط، أن الأخ يأخذ امرأة أخيه،والمولود الأول يُسميه على اسم أخيه...
وما حدث مع نابوت اليزرعيلى هو مثال من الكتاب المقدس يوضح كيف كان تمسُّك بني إسرائيل بميراثهم في الأرض. إذ عندما طلب أخاب حقل نابوت المجاور لقصره قال له نابوت: "حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي" (1مل21: 3).