شعبك شعبي وإلهك إلهي
في قصة راعوث يمكننا أن نأخذ تأملات ونصائح كيف تتعامل الإنسانة مع حماتها في محبة مثل راعوث، ويكون درسًا في الحياة العائلية نتعلم منه. لكن ليس هذا هو الهدف الأساسي من حديثنا، وإن كانت هذه أيضًا أمور تربوية واجتماعية نافعة، لكن نريد أن نرى شخصية راعوث في علاقتها مع الله أكثر مما نبحث عن شخصيتها في علاقتها مع الناس ومع المجتمع.
لقد كان التصاق راعوث بحماتها في جوهره هو لشعورها أنها لو حُرمت من الوجود مع حماتها، فإن هذا سوف يُحرِمها من الله الذي أحبته وآمنت به، فرفضت أن ترجع إلى شعبها وإلى عشيرتها!!
وربما نسأل راعوث لماذا فعلتِ ذلك؟ ومن تكون حماتك هذه، وليست هناك علاقة دم بينكما ولا قرابة ولا أي شيء؟!!.. حتى البنون لم يعطِك الله لتربيهم أنت وحماتك!! لا توجد أي علاقة.. كل شيء قد انتهى.
لكن العلاقة الحقيقية التي نشأت بين راعوث وحماتها هي؛ إنهما تجمعهما محبة الإله الواحد، فدخلت راعوث في شركة الإيمان.. فقالت لها أنا لا أذهب معك من أجلك أنت شخصيًا، لكن لأني صرت واحدة من ذلك الشعب الذي اختاره الله لكي يكون شعبه الخاص "شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلَهُكِ إِلَهِي"،أما نعمى "فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا مُشَدِّدَةٌ عَلَى الذَّهَابِ مَعَهَا كَفَّتْ عَنِ الْكَلاَمِ إِلَيْهَا" (را 1: 16، 18).
لكي تكون من خواصه القديسين