القديسة أوفيمية
كانت زوجة لرجل تقي، يهتم بالعطاء للفقراء، خاصة في الأعياد الشهرية الثلاثة: تذكار رئيس الملائكة ميخائيل في الثاني عشر، وتذكار والدة الإله في الحادي والعشرين، وتذكار الميلاد في التاسع والعشرين.
إذ دنت ساعة نياحته أوصى زوجته أوفيمية ألا تقطع هذه العادة وأن تقدم للفقراء بسخاء، وقد ثابرت الأرملة على تحقيق وصية رجلها.
ظهر لها الشيطان في شكل راهب، وصار يحدثها كمن يشفق عليها، طالباُ منها أن تتزوج فُترزق أولادًا، وألا تقدم الصدقة هكذا بلا حساب لئلا ينفذ مالها، أجابته: "لقد قطعت عهدًا مع نفسي ألا التصق برجل بعد زوجي" فتركها الشيطان غاضبًا.
إذ جاء عيد رئيس الملائكة ميخائيل، وكانت أوفيمية تهتم كعادتها بالعطاء، ظهر لها عدو الخير في شكل ملاك، وقال لها إنه رئيس الملائكة ميخائيل، أرسله الله لكي تترك الصدقات وتتزوج، لأن المرأة بدون رجل كسفينة بلا ربان، وصار يورد لها من الكتاب المقدس أمثلة كإبراهيم وإسحق ويعقوب الذين تزوجوا وأرضوا الرب، أما هي فبقوة قالت له: "إن كنت ملاك الله فأين الصليب علامة جنديتك؟ لأن جندي الملك لا يخرج إلى مكان إلا ومعه علامة ذلك الملك". فلما سمع ذلك الكلام تغير شكله ووثب عليها ليخنقها، فاستغاثت برئيس الملائكة ميخائيل الذي خلصها من يده وأعلن لها أن نفسها تنتقل إلى الفردوس في نفس اليوم، فسلمت ما لديها للكنيسة لتوزيعه على المحتاجين، وأسلمت الروح في 12 من شهر بؤونة.