المسيح في الطريق إلى الصليب
ها نحن أخيرًا، في انبهار، نقترب بالتأمل من أحداث الصليب المجيدة حيث يبقى العقل هناك.. لكي تتخشع الروح وتتعبد في حجال الملك.
مثال الطاعة
كانت خطية الشيطان هي الكبرياء، التي دفعت به إلى العصيان، والتمرد، وعدم الطاعة لله. أما السيد المسيح فمع كونه الابن الوحيد الجنس المساوي لأبيه في كل صفات الجوهر الإلهي، فإنه أراد أن يقدم المثل والقدوة للملائكة والبشر-أي لكل خليقة عاقلة- في الطاعة والخضوع الناشئ عن المحبة، ولهذا فقد أخلى ذاته، آخذًا صورة عبد ليمارس الطاعة كإنسان، مظهرًا أن الخضوع للآب السماوي ليس فيه ضياع، بل هو المجد الحقيقي..
وبهذا أظهر السيد المسيح بطلان دعاوى الشيطان، هو ومن تبعه من الملائكة الذين سقطوا معه. ووضع الابن الوحيد ناموسًا للمعرفة الحقيقية في ملكوت الله.. جوهره التحرر من الكبرياء والغطرسة.