|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل أخفى السيد المسيح مجده الإلهي؟ أخفى السيد المسيح مجده الإلهي المنظور عن غالبية الناس حتى يتم الفداء. ولذلك فحينما تجلى على الجبل، أوصى تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا، الذين شاهدوا منظر التجلي، أن لا يخبروا أحدًا بما رأوه إلى أن يقوم من الأموات بعد إتمام فداء الصليب، وذلك لكي لا يتعطل خلاص البشرية. وقد روى القديس متى الرسول الإنجيلي هذه الواقعة كما يلي: "أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه فجعل بطرس يقول ليسوع: يا رب جيد أن نكون ههنا، فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال، لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة. وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلًا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا. ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدًا،فجاء يسوع ولمسهم وقال: قوموا ولا تخافوا. فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلًا: لا تُعلِموا أحد بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات" (مت17: 1-9). وكان من الضروري لإتمام الفداء، أن يخفي حقيقة لاهوته عن الشيطان.. وأن يخفى مجده الإلهي عن عظماء هذا الدهر. لهذا قال معلمنا بولس الرسول عن الحكمة المكتومة منذ الدهور: "التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1كو2: 8). ربما يعتقد البعض أن عدم إعلان السيد المسيح لمجده الإلهي الكامل (ملء مجده)، هو تجزئة لهذا المجد. ولكن الحقيقة أن السيد المسيح يعلن مجده بحسب مقتضيات الحال في إتمام رسالته الخلاصية وبدرجات متفاوتة. فمثلًا حادثة التجلي سمح لثلاثة فقط من تلاميذه الرسل القديسين أن يعاينوها كما ذكرنا وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. وأمرهم أن لا يُعلِموا أحدًا بما رأوه حتى يقوم من الأموات. وأشار القديس بطرس إلى هذه الرؤية التي كشف فيها السيد المسيح عن شعاع من مجده بحيث يحتمله هؤلاء التلاميذ "إذ عرّفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته، لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدًا إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى: هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به، ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلًا من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس" (2بط1: 16-18). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|