|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ختام الموعظة على الجبل "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السماوات" (مت7: 21). في ختام الموعظة على الجبل أوضح السيد المسيح أن محبة الله وطاعة وصاياه والامتلاء من ثمار الروح القدس هو الذي يخلّص الإنسان. أما المواهب الروحية مثل النبوة، وإخراج الشياطين، وصنع المعجزات فهي تمنح من الروح القدس للأفراد في الكنيسة من أجل مجد الله وبنيان الكنيسة، ولا تعتبر دليلًا على دخول ملكوت السماوات لمن يجريها باسم الرب يسوع المسيح. أما ثمار الروح القدس التي هي: محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف، فهي لازمة لدخول ملكوت السماوات لأنها هي علامة القداسة الحقيقية. لهذا قال السيد المسيح: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرِّح لهم: إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عنى يا فاعلي الإثم" (مت7: 22، 23). بيت الصخر وبيت الرمل أشار السيد المسيح في ختام الموعظة على الجبل إلى أهمية العمل بوصاياه وليس الإعجاب بها فقط أو تجاهلها. فالحياة المسيحية ليست هي مجرد الإيمان بالمسيح، ولا حتى الإيمان وقبول العماد باسم المسيح فقط.بل هي إلى جوار ذلك كله الالتزام بوصاياه بروح الطاعة والإيمان. وابتدأ السيد المسيح يشبّه الحياة بالبيت الذي يبنيه الإنسان ليسكن فيه. فالإنسان سيكون مسئولًا عن نوعية البناء وما سوف يتعرّض له على مر السنين. من أراد أن يصل إلى الحياة الأبدية، عليه أن يبنى بناءً قويًا سليمًا مؤسسًا على الصخر. أي مؤسسًا بطريقة قوية متينة وليس مبنيًا بطريقة سطحية. البناء الروحي السليم هو المؤسس على الالتزام بالوصية مهما بدت غريبة أو صعبة في تطبيقها. إن الله يعرف ما هو لصالحنا، أكثر مما نعرف نحن. وهو أيضًا سوف يمنحنا العون إذا اتكلنا عليه وسلكنا بالإيمان في طاعة وصاياه. ونظرًا لأن الأمين في القليل، أمين أيضًا في الكثير، كما قال السيد المسيح في (لو16: 10). لذلك فإن الله سوف يتدخل بقوة لمعونة حافظي وصاياه حينما تهب عليهم رياح التجارب العنيفة من قبل الشيطان الشرير. إن أمانة الإنسان في تنفيذ الوصية هي إلزام حقيقي للرب أن يتدخل لمعونة أولاده بصورة تفوق الوصف والتصور، كما حدث في حياة الشهداء في وسط آلامهم العجيبة التي احتملوها من أجل الشهادة للمسيح. فمن ينفذ وصية الرب القائل: "لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا" (مت5: 39). هو الذي سيعينه الرب بصورة أقوى إذا تعرض لآلام الاستشهاد. أما من يتجاهل الوصية، فسوف يضعف في وقت التجربة ويعثر ويسقط ويكون سقوطه عظيمًا، كما قال الرب: "كل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها، يشبه برجل جاهل، بنى بيته على الرمل. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيمًا" (مت7: 26، 27). إن سلوك الشهيد مار جرجس في حياة العفة التي أوصى بها السيد المسيح "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه" (مت5: 28)، هو الذي جعله يصمد أمام المرأة الخليعة التي أدخلوها إليه في السجن لتسقطه في الخطية،فاجتذبها هو إلى الإيمان والتوبة. فهو سلك كشاب عادى في حياة العفة، وعندما تعرض للإغراء الإجباري استطاع أن يصمد بصورة مشرّفة كشاب طاهر حقيقي. رد فعل الجموع "فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بُهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت7: 28، 29). لقد ملّ الناس الاستماع إلى تعاليم الكتبة والفريسيين التي لم تقدر أن تغيّرهم من العمق من الداخل. أما تعليم السيد المسيح فقد حرك قلوبهم واجتذبهم نحو تنفيذ الوصية بفرح. ولذلك بهتت الجموع من تعليمه السامي الفائق للطبيعة البشرية العادية. إنها تعاليم العهد الجديد، عهد النعمة والخلاص، عهد القداسة والتبرير، عهد حياة البنوة لله. وهى تعاليم تحمل معها قوة تنفيذها أو هي كلمات ممسوحة بالروح القدس لتؤثر في قلوب السامعين. لذلك قال المرنم في المزمور: "انسكبت النعمة على شفتيك" (مز44: 2). حقًا إن الموعظة على الجبل هي خطاب العرش الخالد للسيد المسيح المعلم الأعظم وراعي الخراف العظيم. ومهما كتبنا في هذه التأملات في حياة وخدمة السيد المسيح فسوف نبقى محتاجين إلى المزيد، لنعرف كيف فهم الآباء القديسون هذه الوصايا الرائعة، وغاصوا في أعماقها وأخرجوا لنا جددًا وعتقاء من التعاليم النافعة لخلاص أنفسنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التقى السيد المسيح بشعبه على الجبل ليتحدث معهم معلنا دستور مملكته |الموعظة على الجبل |
ختام الموعظة على الجبل |
الموعظة على الجبل (متى 5:1-7:28) |
ما هي الموعظة على الجبل؟ |
قصة الموعظة على الجبل |