|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم وفهم مقاصد الله في بداية حياة إبراهيم مع الله لم يكن يفهم جيدًا مقاصد الله، وعندما قال له الله أنا سوف أهلك سدوم وعمورة، قال له "حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟" (تك18: 25)، فلم تكن معرفته لله واضحة. أما بعد أن عاش إبراهيم سنين طويلة مع الله ودخل في خبرة عملية معه، فإن قال له الله هذا الكلام، فلا يمكن أن يقول له أتهلك البار مع الأثيم، حيث صار هذا الأمر واضحًا عنده تمامًا، أن هذه القضية لم تعد موضوع جدال، ولكنه صار واثقًا تمامًا إنه من المستحيل أن الله يهلك البار مع الأثيم.. لقد اضطرب إبراهيم في ذلك الوقت لما سمع كلام الله عن هلاك سدوم... لماذا؟ لأن خبرته ومعرفته لله كانت لا تزال تنمو، مازال يكوِّن معرفة عن الله.. من هو الله، وكيف يتصرف... ودخل إبراهيم في نقاش مع الله، قال له إن وُجد خمسون بارًا في المدينة أفتهلك المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين بارًا الذين فيه؟ فقال الرب إن وجدت في سدوم خمسين بارًا فإني أصفح عن المكان كله من أجلهم. وتدرج إبراهيم في مفاوضته مع الله، وأخذ ينقص في عدد الأبرار إن وُجدوا حتى إلى عشرة، والله من حنوه يوافقه ويقول له: إن وُجد هناك عشرة فلن أهلك من أجل العشرة،وكل هذا كان من أجل أن ينقذ إبراهيم لوطًا ابن أخيه وأسرته. ولكن السيد الرب في عظم حنوه أرسل الملاكين ليخرجا لوطًا من هناك، وأرسلهما بالفعل قبل أن يحاول إبراهيم إنقاذه بالحوار الذي دار بينه وبين الرب. لقد كان الله متحركًا في هذا الاتجاه، لكنه فرح أيضًا أن يطلب إبراهيم من أجل أن يكون هناك أناس أبرار في المدينة، ومن أجل إنقاذ هؤلاء الناس. وهذا يؤكد المقاصد الإلهية ويدعّمها، كما يؤكد كيف يفرح الله عندما تلتقي إرادة الإنسان مع إرادته. هكذا أنقذ لوطًا البار من وسط الانقلاب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|