أين أخوك؟؟
وبعد أن ارتكب الخطية جاء الله أيضًا ليعاتبه "فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: "أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟" (تك4: 9). وتكلم قايين بصورة كما لو كان الله محدودًا في معرفته! "فَقَالَ: "لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟" (تك4: 9). كما لو كان الله غير موجود في كل مكان! وتنصّل ولم يعترف بخطيته،فقال له الله إن كنت لا تريد أن تعترف، فأنت بذلك لا تريد أن تتوب.
وبعد أن كلمه بهدوء وبلطف، وقال له أين أخوك، لكي يعترف بخجل وندم ويقول أنا أخطأت وقتلته وذنبى كبير ليتك تغفر لى، ولكنه قال أحارس أنا لأخى..؟! نعم حارس لأخيك ولماذا لا تكون حارسًا لأخيك؟! أليست هذه هي المحبة؟ وليتك لم تكن حارسًا لأخيك فقط، لكنك أنت قاتل... فقال له اسمع يا قايين مادام الأمر انحدر ليكون في صورة مراوغة وقساوة وجبروت في الشر: "صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ" (تك4: 10)، ولا أستطيع أن أسكت أمام هذا الظلم الفادح. هذا الدم يصرخ ويتكلم، لأن الدم هو نفس الإنسان. "فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ!" (تك4: 11).