|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في البدءِ كان الكلمة، والكلمة كان عندَ الله، وكان الكلمة الله... إلى خاصته جاءَ وخاصته لم تقبلهُ، وأمّا الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولادَ الله أي المؤمنون باسمه... والكلمة صارَ جسداً وحلَّ بيننا ورأينا مجده كما لوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمةً وحقًّا (إنجيل يوحنا 1 : 1 – 14) ... ولمّا وُلِدَ يسوع في بيت لحم اليهودية، على عهد الملك هيرودس، جاءَ إلى أورشليم مجوسٌ من المشرق وقالوا: " أينَ هوَ المولود، ملك إليهود ؟ رأينا نجمهُ في المشرق، فجئنا نسجد لهُ " وسمعَ الملك هيرودس فاضطرب هوَ وكل أورشليم (إنجيل متى 2 : 1 – 3). ونحنُ على أبواب ذكرى ميلاد ملك الملوك الرب يسوع المسيح نتأمل بكلمات قليلة ولكنَّ فعلها كبير ولا تتسع له أرجاء الدنيا كلها، كلمات قد تتجاهلها، ولكنكَ لا تستطيع منع تأثيرها على حياتك الحاضرة والأبدية، ففي هذا الصباح، ابناً كنتَ أم لا، فهذه الكلمات هي لكَ بالتحديد. إن لم تكن ابناً، فالكلمة، أي الرب يسوع، وكما يقول يوحنا صارَ جسداً وحلَّ بيننا، وجاءَ إلى خاصته، وهذه الخاصة أصبحت فيما بعد البشرية كلها، وهذه البشرية أنقسمت إلى قسمين كما تقول الكلمة أيضاً: قسمٌ: رفضَ الرب يسوع، والذي سيبقى على رفضه لن يكون لهُ سوى مصير أبدي واحد... النار الأبدية، لأنه لا يوجد إسم أعطيَ تحتَ السماء لكي نخلص بهِ سوى اسم يسوع المسيح. وقسمٌ آخر: قَبِلَ الرب يسوع، وتقول الكلمة إن هؤلاء الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولادَ الله أي المؤمنون باسمه. لا تخف فالوقت لم يفت بعد، أقله حتى هذه اللحظة تماماً، فإن كنتَ قد أمضيتَ كل عمرك حتى هذه اللحظة تماماً واقفاً في " قسم الرافضين " أدعوك ونحنُ على أبواب ذكرى ميلاد الكلمة الذي صارَ جسداً من أجلك، أن تنتقل وتقف في: " قسم الذين قبلوه " وتصبح ابناً لتعيش حياتك الأبدية في بيت الآب في السماء، نعم وبكل بساطة، افتح لهُ قلبك، حتى لو كُنتَ ترى هذا القلب مزوداً حقيراً، مظلماً لم يعش فيه يوماً سوى البؤس والفقر والتعب والقلق والخوف، وقل لهُ تعالَ وليكن قلبي مكاناً لميلادك الحقيقي هذه السنة وفي هذه اللحظة تماماً. وإن كنتَ ابناً، فالكلمة تقول أيضاً أن البشرية أنقسمت إلى قسمين آخرين: قسمٌ: استقبلَ " ملوكية " يسوع فرحاً وسلاماً يقتضي السجود لها، وهذا ما قاله المجوس: " أينَ المولود ... نريد أن نسجد لهُ " أتوا من المشرق البعيد، فقط لكي يسجدوا لملك الملوك الرب يسوع المسيح، لــم تكـن " ملوكية " يسوع تهديداً لهم، لأنه لم يكن لديهم عروش أخرى في حياتهم يخافون عليها، عرش وحيد وملك وحيد: الرب يسوع المسيح، فأتوا وسجدوا له !!! قسمٌ آخر: اضطربَ واستقبلَ " ملوكية " يسوع كتهديد لعرشهم، أو لعروش أخرى متربعة على قلوبهم، وهذا ما فعلهُ الملك هيرودس وقسم كبير من أهل أورشليم، وكما نعلم جميعنا أنهم حاولوا بشتّى الطرق أن يقتلوا يسوع في كل مراحل حياته، ليبقوا على عروشهم، أو لتبقى أمور أخرى وأخرى وأخرى متربعة على عرش قلبهم، غير يسوع، نعم كانت " ملوكية " يسوع تهديداً لهم أو لما يتربع على عرش قلبهم. والآن أيها الإبن المؤمن المحبوب: ونحنُ على أبواب ذكرى ميلاد الرب يسوع، وقبلَ أن نعيّد بعضنا كالمعتاد في هذا الصباح، أرجوك توقف وتأمل قليلاً: أينَ تقف مع أي قسم ؟ هل تعتبر ميلاد يسوع " وملوكيته " فرحاً وسلاماً ينبغي أن تسجد لهما ؟ أم تعتبرهما تهديداً لعروش أخرى ما زالت تتربع على قلبك ؟ أعطني من وقتك لحظة بسيطة، ولتكن ذكرى هذا العيد لهذه السنة مختلفة وفرصة للتأمل وللقرار من جديد، فأينما كنتَ حالياً، ربما بعيداً في المشرق مثلَ المجوس، ومهما كانت العروش التي تمتلك قلبك، تعالَ إلى يسوع وقف في القسم الذي قرر أن يسجد لهُ، ويتخلى عن كل عرش آخر، وملّكهُ على قلبك من جديد. فيا أيها الأحباء أبناءً كنتم أم لا: " الكلمة صارَ جسداً وحلَّ بيننا ". ليُعطِ الذين ليسوا أبناءً سلطاناً أن يصيروا أبناء الله. وليُساعد الأبناء أن يهدموا كل عروش مزيفة، ويتوّجوا يسوع ملكاً وحيداً على عرش قلبهم. والدعوة في هذا الصباح موجهة للجميع، ومن هذا الموقع أقول لكم جميعاً: " ميلاد مجيد " " Merry Christmas ". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|