|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمل مع الله ونقول هذا لأنه كم من أناس ضيعوا آخرين بنصيحة خاطئة يقولون فيها: لا تجاهد (لماذا تجاهد؟ إن الله لا يبدأ في العمل معك إلا عندما تقف أنت! فأبطل عملك لكي يعمل الله!! ما هذا لكلام العجيب القاتل؟ ما معنى أن تبطل عملك لكي يعمل الله؟! لماذا لا تشترك في العمل مع الله، فيعمل الله معك، ويعمل الله فيك. كما قال بولس عن نفسه وعن أبلوس (فإننا نحن عاملان مع الله) (1كو 3: 9). لماذا نفصل عملنا عن عمل الله؟ لماذا لا نعمل سويًا، نشترك معه وهو معنا. وهكذا يتكلم يوحنا الرسول عن الرب وعن (الشركة معه) (1 يو 1: 6) كما يتكلم بولس الرسول عن شركة الروح القدس. الله بنعمته، بقوته، بروحه القدوس، يقول لك: أنا أريد أن أعمل معك لتخليصك. فان قبلت العمل معي تخلص، وأن لم تقبل فانك تحرم نفسك من هذا الخلاص.. أنا واقف على الباب، أعرض نعمتي ومحبتي وقوتي ومعونتي وكل الإمكانيات اللازمة لخلاص النفس التي أقرع على بابها. ولكن.. إن فتح أحد الباب لي، أن قبل أن يعمل معي، إن سلمني أحد ذاته لكي أعمل فيها، أن استسلم أحد لعملي، حينئذ أشترك معه وهو معي. مثال من التطرف: من أسوأ ما قرأت في حياتي عن التطرف في إنكار قيمة الأعمال، ما كتبه ف. ب. ماير في كتابه (مخلصون ومحفوظون) إن أشد البرتستانت تعصبًا في محاربة الجهاد، يقولون أن للإنسان جهادًا واحدًا في حياته هو جهاد الصلاة. أما ف. ب. ماير هذا فانه يحارب أيضًا الجهاد في الصلاة. فيقول تحت عنوان (عندما كففت عن مجهوادتى): (ليس أمامك إلا أن تدرك هذه الحقيقة، وهى أنك طالما كنت تصارع مع الله فانك تخسر أثمن بركاتك! لقد صارع يعقوب مع الله طول الليل ولم تخسر أثمن بركاتك! لقد صارع يعقوب مع الله طول الليل ولم يتقدم خطوة واحدة. وعندما لم يستطيع أن يصارع بعد، لأن حق فخذه قد انخلع، وكان على وشك السقوط، نال البركة التي جعلته رئيسًا)!! ويستطرد ماير فيقول: (لقد تأوهت وجاهدت وتوسلت لكن بلا جدوى (والآن أصمت واسكت!! إن مجهوداتك الجبارة زارت أمورك تعقيدًا)!! ويظل هذا الكاتب البروتستانتى يحارب الصلاة والجهاد والتوسل والصراع مع الله، إلى أن يقول (أعلم أن الله قادر أن يخلصك.. لقد كان منتظرًا كل هذا الوقت الطويل ليخلصك، وحالما تنتهي مجهوداتك سيبدأ هو)!! وهكذا يدعو إلى أبطال السعي، قائلًا في باب عنوانه (لا نسعى بل نتقبل): (انك لن تحصل على البركة التي تتوق إليها بالكفاح والنضال بصرخاتك القوية وصلواتك، بمزيمتك ومساعيك. بل بأن تهدى نفسك أمام الله وتقبل النعمة). ثم شرح مثلًا لفشل مجهودات الصلاة، فروى قصة عن إنسان ظل يجاهد سنتين، رفع فيهما صلوات إلى الله ليهبه للتغلب على تجربته وبدا أن الصلوات لم تسمع. ولما يئس جدًا، ولما أبطل الصلاة، بدأ الله يعمل..!!! هل هذا تعليم يرضى ضمير أحد؟! والكتاب يدعونا في كل أسفاره، أن نجاهد في الصلاة وأن نصلى بلا انقطاع وأن نسهر ونصلى.. ولكنه التطرف البروتستانتى في إنكار قيمة الجهاد حتى في الصلاة!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|