منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 10:04 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" ... كنتَ أمينًا في القليل، فأقيمك على الكثير... " (متى 25 : 23).

هذا الشرط للنجاح والتقدُّم، ينطبق على الأمور الروحية، وأيضًا على الأمور الأخرى. فحياتنا بأكملها نعيشها للرب ولمجده، وكل ما لدينا، هوَ هبة من الله، وعلينا أن نكون أمناء فيه: حكمتنا.. عائلتنا.. عملنا.. أموالنا... إلخ.



ما معنى أن نكون أُمناء؟

إنَّ معنى أن تكون أمينًا، هوَ أن تبذل أكبر جهد لديك لإتمام الأمور التي يطلبها الرب منكَ، يجب أن نتفوَّق في كل ما نقوم به، ونُعطي مثالاً للعالم.

إنَّ سر نجاحنا هوَ الاتكال على الله وأمانتنا لهُ، نعيش حياتنا بمخافة وبأمانة للرب.

لا تحاول أن تقوم بما عليك القيام به، بداعي الواجبات، أو بأقل قدر مُمكن من وقت ومجهود، بل أَلزِم نفسك، إذا ٱقتضى الأمر، بأن تُعطي كل ما لديك من قوة وطاقة لإنجاز أي عمل تقوم بهِ، وكأنَّهُ للرب.

الأمانة هيَ أسلوب حياة، ينبغي أن تعتاد عليه، وقد يبدو لكَ صعبًا في البداية، إن كنتَ قد أمضيت حياتك تعيش خارج هذا التعليم، لكن ثق أنهُ عندما تتَّخذ القرار، بأن تكون أمينًا للرب من الآن وصاعدًا، أنَّ الروح القدس سوف يمنحك القوة والإرادة اللازمتين.

لا يُمكن أن ترى تقدمًّا في حياتك الروحية وخدمتك وحياتك العملية، إن لم تكن أمينًا !!!

كُنْ أمينًا في القليل..

إنَّ معنى القليل، هوَ الأشياء التي تعتبرها دون قيمة، ولا تعتقد أنها تستدعي أن تبذل كل جهد للقيام بها، لأنها برأيك غير مهمة.. لكن إن لم تكن أمينًا في القليل، فكيفَ سيمكنك أن تكون أمينًا على الكثير؟ فأنتَ لن تحوز على ثقة الرب لكي يأتمنك على الكثير، على خدمته وأولاده وخلاص النفوس الغالية على قلبه.. إن لم تكن أولاً أمينًا في القليل.

فإن كنتَ تعتبر أنَّ خدمتك بسيطة، مملة، غير مهمة.. فلا بدَّ أن يكون للرب قصد من كل ذلك، وهوَ أن يختبرك، ويُدربك، لكي يرى مدى أمانتك، يدربك أن تنظر إليه وإلى ما ٱئتمنكَ عليه، وليسَ إلى نوع أو حجم الخدمة.

فالأمانة هيَ موقف قلب، ورد فعل على ما يكلفنا الرب به مهما كان، وليست أبدًا تجاوبًا مع طلبات الله منَّا، نظرًا إلى مدى أهمية ما أوكلنا به، فإن أعجبنا نُبدي أمانة وجهد ونشاط لإتمامه، وإن لم يعجبنا، نهملهُ ولا نبذل أي مجهود لإتمامه !!!

وعليه، فإن كنتَ تقوم بالخدمات التي يطلبها الرب منكَ، كواجب ينبغي أن تقوم بهِ بأي طريقة، دون أن تُعطيها أفضل ما لديك، وتضع كل طاقاتك ومواهبك التي منحك الله إياها، لإتمام هذه الأمور، فلن تحصل على خدمات أكبر وأهم..

وقد يكون السبب بعدم بذلك الجهد اللازم، لإتمام الخدمة التي أعطاكَ إياها الرب، أنكَ لا تراها مهمة بنظرك..

وأريد هنا أن أُشدِّد على كلمة " بنظرك "، فكل الخدمات هيَ مهمة، متكاملة لكي تنجح خطة الله وتتقدم، فإن كانت خدمتك بسيطة أو دون أهمية بنظرك، فهيَ ليست كذلك في نظر الله، لأنها بالنسبة إليه ضرورية لتقدم ملكوته ونجاح خطته. فكما أنَّ العين هيَ للنظر، فالأُذن هيَ للسمع، والأنف للشم، وإصبع القدم الصغير لهُ مهمته الخاصة أيضًا، ولن تعرف قيمته ودورهُ إلاَّ عندما يُقطع من الجسد !!!

وأريدك أن تعلم أنَّ ما يُعطي خدمتك الأهمية اللازمة ويُنجحها هوَ موقف قلبك من الله ومن ما أوكلهُ لكَ.

وإن كنتَ تنظر إلى الرب، وتعمل فقط من أجل إرضائه هوَ، وليس إرضاء الناس، وشهوات نفسك، فستبدو لكَ كل الخدمات مهمة ومثيرة ومفرحة..

قرارنا أن نكون أُمناء على ما أعطانا إياه الرب، هوَ الذي يُعطى المعنى والقيمة والأهمية للخدمة، وليست نظرتك أنت لهذه الخدمة..

تاجر بالوزنات التي أعطاك إياها الرب، لأنك ستُحاسب وفقًا لهذه الوزنات، وليسَ وفقًا لوزنات غيرك أو نظرتك للأمور، لا تنظر إلى خدمات غيرك، ولا تدفن وزناتك، فالبعض سيُعطى عشر وزنات، والبعض خمس وزنات، وآخرين وزنة واحدة.

ٱهتم بما لديك، وٱعطهِ كل ما لديك من إمكانيات، وكُنْ أمينًا عليه.

كُنْ أمينًا في حياتك العملية أيضًا، وتذكَّر دومًا أنهُ " ينبغي أن يُطاع الرب أولاً "، فلا تتأثر بطريقة تفكير من هم حولك، أو بطرق العالم الفاسدة، بل كُنْ أنتَ مؤثِّرًا فيهم.

لا تتكل على حكمتك أو على الأمور المُتعارف عليها في المجتمع، لتكن كلمة الله هيَ مرجع تقييمك لكل شيء، ولأي قرار عليك أن تتَّخذهُ، ولو ظننت أنَّ هذا سيعرضك إلى المشاكل أو إلى خسارة عملك، فلا تنسى أبدًا أنَّ الرب سيعوِّض عليـك، لأنَّ وعدهُ لنا: " أنه لا يُهملنا ولا يتركنا "، وهوَ سوفَ يُعطيك الحكمة، لكي تجد الحلول لكل المشاكل التي قد تعترض طريقك.

" هكذا قالَ الرب: ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه " (إرميا 17 : 5).

في كل ما تقوم بهِ، إياك أن تتكل إلاَّ على الله، وكما أنَّ هذه الآية تعني أن لا نتكل على ذراع الآخرين، فهيَ تعني أيضًا، أن لا نتكل على ذراعنا نحن، فالآخرين بشر، ونحن بشر أيضًا، لذا فليكن ٱتكالك على الرب وحدهُ، وهوَ يُجري..

وعندما تنجح، إحرص من أن تتفاخر ويتكبَّر قلبك، مُعطيًا المجد لنفسك ولذراعك، فمهما كنتَ مُميَّزًا أو ناجحًا، فإياك أن تعمد إلى إظهار إنجازاتك أمام أعين الناس، بل ٱختفي ودع الله يظهر، لأنهُ مهما كان لديك من مواهب وطاقات، فهذه كلها منبعها واحد، هوَ الرب، وهوَ من أعطاكَ إياها مجانًا دون أي ٱستحقاق، لكي يتمجد من خلالك، وليسَ لكي تمجد نفسك، وما أصدق الكلمة عندما تقول:

" فمن جعلكَ مُتميِّزًا عن غيرك؟ وأيُّ شيءٍ ممَّا لكَ لم تكن قد أخذتهُ هبةً؟ وما دمتَ قد أخذت، فلماذا تتباهى كأنكَ لم تأخذ؟ " (1 كورنثوس 4 : 7).

إذًا.. كنُ أمينًا ومتواضعًا، ودع الرب يظهر، وعندها سيأتمنك على الكثير، ويُظهرك ويُعطيك مجدًا من خلاله، ويُعطيك نعمة ومكانة في وسط الجماعة، لا تحاول أن تُظهر نفسك، بل دعهُ يكافأك في الخفاء وفي العلن، لكـــن.. بطريقته هوَ، لأنَّ: " من يرفع نفسهُ يتضع، ومن يضع نفسهُ يرتفع ".

(متى 23 : 12).



الرب فاحص القلوب، فحافظ على قلبك وعلى أفكارك ضمن خطته، لتكن أفكارك حسب أفكار الرب، وليكن قلبك مسكنًا للروح القدس، لكي تغدو بركة للآخرين.

لا تُقاوم الله، بل ثق بهِ، إعلم أنهُ وضعك في المكان الذي أنتَ فيه لقصد معيَّن، قد تجهلهُ الآن، لكنك ستعرفهُ فيما بعد، وثق أنهُ لخيرك ولخير الكثيرين.

إنَّ الرب يُنقِّينا ويُشكِّلنا، لكي يستخدمنا في المستقبل بطريقة عجيبة ومميزة، إنهُ إله لطيف، رحوم وطويل الروح، يصبر عليك، يدرب يداك على القتال ويعلم أصابعك الحرب، كن ليِّنًا بين يديه، وقريبًا منهُ، إسمع كلامه، وقم بما يطلبهُ منك، لأنَّ خططه هيَ الأفضل، وتذكَّر دائمًا أنهُ يبقى أمينًا لنا مهما حصل، ورغم عدم أمانتنا، أمينًا لوعوده، لا يتركنا أبدًا ولا يتخلَّى عنَّا مهما بعدنا عنهُ أحيانًا، لا يفقد الأمل منَّا، وينتظر عودتنا دائمًا بفارغ الصبر، وبقلب مملوء بالرحمة والنعمة والاشتياق لنا جميعًا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هب ليّ أن أكون أمينًا لك
ما زال أمينًا
«أمينًا وصادقًا» ( رؤ 19: 11 )
كن أمينًا على الذى فى يدك
قبل أن يكون يوسف أمينًا لسَيِّده، كان أمينًا لله


الساعة الآن 12:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024