فساد الطبيعة البشرية
فقدت الطبيعة البشرية نقاوتها الأولى، وبساطتها الأولى، وعرفت الخطيئة، واختبرتها، ودخلت في ثنائية معرفة الخير والشر، وفي الصراع بين الجسد والروح، وهبطت إلى المستوى الجسدي أحيانًا كثيرة. أصبح من السهل أن نخطئ..
وقد رأينا فيما بعد، كيف انهارت هذه الطبيعة البشرية، وانحدرت إلى مستويات مؤسفة، وتوارثت ألوانا من الفساد، إلى أن وصلت إلى محبة الخطية، وإلى العبودية لها، وإلى إنكار الله، الجهل به.
وفقد آدم وحواء هيبتهما، سلطتهما على الطبيعة، وعلى الحيوان، فتمردت عليهما الأرض، وصارت تنبت لهما شوكًاوحسكًا، وتمرد عليهما الحيوان، وقامت عداوة معه..
وظهر فساد الطبيعة البشرية أيضًا في انحلالها، في تعب الجسد وتعب النفس، وستبقى في هذا الفساد إلى يوم القيامة حين "يلبس الفاسد عدم فساد" (1كو 15: 54)