|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسمك طيب مسكوب.. لذلك أحبتك العذارى.. اجذبني وراءك فنجري (نش 5: 10) إسم الرب: من إعجاب الكنيسة بهذه العبارة تذكرها في رفع بخور عشية " طيب مسكوب هو أسمك القدوس. وفي كل مكان يقدمون بخورا لإسمك القدوس وصعيدة طاهرة". اسم الرب له رائحة طيبة تنعش النفوس، وتنتشر في كل مكان كما ينتشر الطيب. لذلك أحبته العذاري. اسم الرب اسم حلو، يفرح به اولاد الله لذلك نقول له في الإبصلمودية " إسمك حلو، مبارك في أفواه قديسيك". ويقول له داود النبي في المزمور: " محبوب هو إسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119). أي أنه من محبتي لاسمك، أظل أردده طوال اليوم.. تماما مثلما يحب إنسان شخصا ما، فيظل يتكلم عنه: ويردد اسمه في كل مناسبة، ويجد لذة في ترداد اسمه.. هذا الإسم يملأ عقله وفكره وحواسه، ولا يفارق شفتيه.. ومن حلاوة اسم الرب، نقول له " إسمك طيب مسكوب". ويقول الكتاب "اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصديق ويتمتع" (أم 18: 10) يطلبه في كل ضيقة ويحتمي به. اسم الرب يرعب الشياطين، ويعطي القديسين طمأنينة.. وهكذا نري داود النبي حينما وقف أمام جليات الجبار، قال له "أنت تأتيني بسيف ورمح، وأنا أتيك باسم رب الجنود" (1 صم 17: 45) مجرد دخول اسم الرب، قادر ان يهزم جليات.. وبنفس الوضع قال بطرس للرجل المقعد علي باب الهيكل "ليس لي ذهب ولا فضة. ولكن الذي معي إياك أعطيه. باسم يسوع المسيح قم وأمش" (أع 3: 6).. وباسم الرب قام ومشي، كما باسمه انتصر داود علي جليات. ونحن لذلك نستخدم اسم الرب في كل اعمالنا وحياتنا: في الأكل، في المذاكرة، في العمل، في دخولنا وخروجنا، نبدأ كل هذا باسم الله. نضع اسم الرب في كل عمل، لكي يتبارك هذا العمل باسم الرب.. وبهذا تشعر أن الله أمامك باستمرار. اسم ربنا مخيف بالنسبة الي الخطاة لأنه " مخيف هو الوقوع في يدي الرب الحي" (عب 10: 31)، لكن بالنسبة للقديسين اسم الرب محبوب. اسمك يا رب موسيقي في أذني، حلو في فمي.. هو في صلواتنا في عبادتنا، في قراءتنا، في حياتنا اليومية.. في قصة كبريانوس الساحر، مجرد اسم يوستينه جعل الشيطان ينحل ويمشي، فكم بالأولي إذن اسم الله وتأثيره وقوته.. ! اسمك طيب مسكوب، لذلك أحبتك العذاري. أحبتك العذاري: و عبارة (أحبتك العذاري) تدل علي ان الحب المذكور في سفر النشيد، هو حب إلهي وليس حبا بشريا وجنسيا. الحب العالمي , الحب الجنسي، الحب الجسدي، تسوده الأنانية والرغبة والأمتلاك. لذلك إذا أحبت واحدة شخصا، قد تغار عليه جدا، فإن رأت فتاة أخري تحبه، تموت من الغيرة.. لكن في النشيد تقول له " أحبتك العذاري".. كلهم يحبونك.. نفرح ونبتهج بك.. " بالحق يحبونك" (نش 1: 4). " بالحق يحبونك " أي كل الناس يحبونك. وأنا أفرح بهذا. حقا إن النفس التي تحب الله، تود أن يحبه الجميع. الإنسان الروحي يريد أن كل أحد يحب الله معه.. المرأة السامرية لما تعرفت علي المسيح، ذهبت تدعو الناس " تعالوا أنظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت" (يو 4). وملأت المدينة حديثا عنه، وأحضرت الناس إليه.. وهكذا الرسل لما أحبوا المسيح، ملأوا المدينة كرازة باسمه. وبولس الرسول لما عرف الرب، حاول بأسفار كثيرة، وبتعب اكثر من الجميع، أن يخلص عل كل حال قوما.. (1 كو 9: 22). وهكذا كل العذاري اللاتي أحببن الرب، فمن هن العذاري؟ العذراء هي النفس التي أحبت الرب، وليس في قلبها اخر يشغلها اقترنت بالله وحده، وليس اخر يشغلها.. وهكذا قال بولس الرسول عن الكنيسة " خطبتكم لاقدم عذراء عفيفة للمسيح". فأصبحت كلمة (عذراء) رمزا للكنيسة. ولهذا أيضا نري أم جميع الذين ينالون الخلاص قد شبههم الرب بخمس عذاري حكيمات. (مت 25: 5). هؤلاء الخمس العذاري رمز لجميع المختارين، رجالا ونساء, بتوليين ومتزوجين. في الكنيسة العذراء يوجد إبراهيم وإسحق ويعقوب، المتزوجون. كانوا متزوجين , ولكن نفوسهم كانت عذراء.. لأنها لم تعط ذاتها لاخر، لا تحب شيا إلي جوار الله. النفس العذراء تحب الله من كل القلب ومن كل الفكر.. لا يوجد أحد الي جوار الله ينافسه في قلبها، ولا توجد في داخلها محبة أخري تتعارض مع محبة الله. لذلك فإن كلمة (عذراء) استخدمت مجارا في الشعر أيضا، فقال أحدهم عن أمانيه التي لم تخطر بقلب أحد أخر: أمان عذاري لم يجلن بخاطر وبعض أماني القوم شمطاء ثيب القلوب العذراي هي التي تفرغت لمحبة لله وحده.. وقد يسأل البعض: أليس كل إنسان يحب أباه وأمه وأولاده وأصدقاءه وتلاميذ، نقول أنها محبة داخل محبة الله لا تتعارض معها لا تنافسها ولا تنقصها.. أحبتك العذاري , لأنها أشتمت من أسمك رائحة الطيب.. كذلك نري أن أرواح القديسين رائحتها طيبة، قد تصعد روح إنسان فيمتلئ المكان برائحة بخور، فيشعر الناس بأنها روح طاهرة.. كذلك صلوات القديسين تصعد كرائحة بخور إلي الرب. والمحرقات أيضا كانت رائحة سرور للرب.. كطيب مسكوب.. فإذا كانت المحرقات رائحة سرور، فكم يكون الرب نفسه.. إن العروس عندما تزف إلي عريسها يضمخونها بالعطور، كعروس مهيئة لعريسها (رؤ 21: 2)، وفي سفر أستير نسمع ان الملكة كانت تضمخ بالطيب والعطور مدة سنة كاملة قبل أن يقدموها للملك (إس 2: 12). إن الجسد يعطر بالطيب. أما النفس فتتعطر بالفضائل. أما اسم الله فإنه لا يتعطر، وإنما هو العطر ذاته. لا يسكب عليه طيب، وإنما هو ذاته طيب مسكوب. كل من يدعي عليه هذا الاسم يتعطر وتنتشر رائحته.. لذلك أحبت العذاري.. فما معني هذه العبارة؟ إن الحياة الروحية بكل تفاصيلها، تتركز في عبارة " أحبتك العذاري".. والملكوت هو نفوس عذاري، تحب الله وحده.. لا يوجد في الحياة الروحية سوي الحب.. البعض يظن أن التدين هو العبادة. والبعض يظن أن الحياة الروحية هي الإيمان، وهي أعمال الرحمة، وهي نقاوة القلب. أما الكتاب فيعلمنا إن الحياة الروحية هي الحب وليس غير.. " الله محبة: من يثبت في المحبة , يثبت في الله والله فيه" (1 يو 4: 16). إن كنت لم تحب الله، فأنت لا تعيش في الروح بعد.. إن شغلت يومك وليلك بالصلاة، وانت لا تحب الله، فصلاتك ليست شيئا. وإن ملأت الدنيا كرازة وخدمة وتعليما، وأنت لا تحب الله، فقد صرت نحاسا يطن وصنجا يرن.. (1 كو 13: 1). وإن عشت في النسك وأسلمت جسدك حتى يحترق دون ان تذوق محبة الله، فأنت لست شيئا. الله لا يريد غير الحب فقط، من نفوس العذاري.. تقول له أحبك يا رب، وأحب العالم معك. يقول لك: نفسك ليست عذراء،لأن كل من يحب العالم ليست فيه محبة الأب (1 يو 2: 15). أما النفس التي تحب العالم والجسد والمادة والشيطان والذات، فإنها ليست عذراء، بل مقترنة بخمسة أزواج.. ومحبة العالم تلد أولادا كثيرين من شهوات متنوعة.. أمامك اذن سؤلان: هل تحب الله؟ وهل نفسك عذراء؟ فإن لم تكن نفسك عذراء، فكيف تصير كذلك؟ تصير بقولك: اجذبني وراءك فنجري: أجذبني وراءك فنجري.. اجذبني فأجري، ويجري الكل معي. سوف لا أمشي وراءك بل سأ جري، بكل قوتي، كما قال رسولك بولس " أركضوا لكي تنالوا" (1 كو 9: 24) وسوف لا أجري وحدي وإنما سأحضر معي لك ثلاثين وستين ومائة هم ثمرة حبي لك. إنما المهم يا رب ان تجذبني وراءك، بدلا من أن يجذبني هذا التراب الذي أخذت منه، لانني من التراب وربما إلي التراب أعود.. فإجذبني، إلي محبتك وإلي خدمتك، قل لي " هلم ورائي" (مت 4: 19) كما قال لبطرسواندراوس.. ولا شك إن كلمتك ستكون لها قوة عجيبة لا يستطيع ان يقاومها قلبي.. عندما قال الله لمتي العشار " أتبعني" (مت 9: 9) لم يكن ذلك مجرد أمر ودعوة، إنما كانت قوة جاذبية عجيبة شدته من مكان الجباية. فقام وراءه يجري، كما جري وراءه كل التلاميذ. كلمة الرب قوية وفعالة، ومثل سيف ذي حدين، أستطاعت أن تقطع كل الروابط التي تربطه بالعالم، فوجد نفسه قد ترك كل شيء، حتى مسئولياته في مكان الجباية. أجذبني يا رب وراءك بنعمتك، بروحك القدوس، بقوتك، بملائكتك، بكل ما عندك من وسائط روحية.. وأنا سأجري كما جري أوغسطينوس الذي تحول من ملحد إلي أسقف قديس، ومثل كثير من الخاطئات اللائي تحولن مرة واحدة لا إلي تائبات فقط وإنما إلي قديسات.. لما جذب السيد المسيح إليه التلاميذ الأثني عشر، جروا وراءه ومعهم في أول يوم ثلاثة ألاف (أع 2: 41)، ثم بعد معجزة شفاء الأعرج صار الذين وراءهم خمسة ألاف (أع 4: 4)، ثم أنضمت للرب جماهير من رجال ونساء. ثم أنضمت إلي الإيمان مدن وقري (أع 8). وكانت عدد الكنائس تنمو وتزداد، والرب في كل يوم يضم للكنيسة الذين يخلصون (أع 2: 48).. كانت الكنيسة الأولي تجري في طريق الملكوت، لأن الرب كان قد قال: وأنا إن أرتفعت أجذب إلي الجميع (أع 5: 14). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ولم يرذل مسكنة المسكين |
دمك الثمين مسكوب لاجلى |
أيها المسيح إلهنا طيب مسكوب هو اسمك القدوس وفي كل مكان يقدمون بخورًا لاسمك القدوس |
أطعمة مسكنة للألم |
طيب مسكوب |