قانون الإيمان للقديس إبيفانيوس
كما وجد في كتابه: (انكوراتس)
أن هذا الإيمان قد سلمه الرسل القديسون إلى الكنيسة في المدينة المقدسة بفم الأساقفة الذين اجتمعوا معاً (في نيقيه) وعددهم 318، وفي جيلنا هذا، أعني في أيام فالنتينوس وفالنس وفي السنة التسعين بعد ديوكلينتيان الطاغية (وهذه توافق سنة 374، أي قبل انعقاد المجمع المسكوني الثاني بسبع سنوات) فأنت ونحن وكل الأساقفة الأرثوذكسيين في كل الكنيسة الجامعة نوجه معاً هذا الخطاب إلى الذين يقبلون إلى المعمودية لكي يعلنوا قائلين ما يلي:
[ نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق كل شيء، كل ما يُرى وما لا يُرى. وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله، ابن الآب الوحيد الذي هو من جوهر الآب. إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق. الذي هو والآب من جوهر واحد. الذي به كان كل شيء، ما في السماء وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل وتجسد، أعني أنه حُبِلَ به تماماً بواسطة الروح القدس من مريم العذراء. وتأنس أعني صار إنساناً كاملاً، له نفس وجسد ونطق وكل ما يتألف منه الإنسان، ولكن بدون خطية وليس من زرع بشري. ولا يعني هذا أنه حلَّ في إنسان، بل اتخذ لنفسه جسداً وصار كائناً واحداً مقدساً. ليس كأنه أوحى للأنبياء وتكلم وعمل بهم، ولكنه صار إنساناً تاماً، لأن الكلمة صار لحماً ولم يجري عليه أي تغيير ولم يحوِّل طبيعته الإلهية إلى طبيعة بشرية، ولكنه ضمها إلى وحدته الكاملة المقدسة وإلى لاهوته.
فأنه لا يوجد إلا رب واحد يسوع المسيح، لا اثنان. وهو نفسه إله. هو نفسه رب. وهو نفسه ملك. أنه تألم بالجسد وقام، وصعد إلى السماء بالجسد نفسه، وجلس بمجد عن يمين الآب، وبالجسد ذاته سيأتي بمجد ليُدين الأحياء والأموات. الذي لا فناء لملكه.
ونؤمن بالروح القدس الناطق بالناموس والمُعلِّم بالأنبياء، الذي نزل إلى الأردن، ونطق بالرسل، وهو يحل في القديسين. وهكذا نؤمن به، أي أنه الروح القدس روح الله الكامل، الروح المعزي غير المخلوق. المنبثق من الآب والمُرسل من الابن، والمؤمن به.
ونؤمن بكنيسة واحدة جامعة رسولية، وبمعمودية واحدة للتوبة. وبقيامة الموتى. وبدينونة النفوس والأجساد العادلة، وبملكوت السماوات وبالحياة الأبدية.
والذين يقولون أنه كان وقت لم يكن فيه الابن أو لم يكن فيه الروح القدس، أو أن كلاً منهما قد خُلِقَ من العدم، أو أنه من طبيعة أو جوهر مختلفين (عن طبيعة وجوهر الآب). ويؤكدون أن ابن الله والروح القدس هما عرضة للتغيير والتبديل، كل هؤلاء تبسلهم (تحرمهم أو تقطعهم من الشركة) الكنيسة الجامعة الرسولية أُمكم وأُمنا كلنا. ثم اننا نبسل أيضاً الذين لا يعترفون بقيامة الموتى كما نرفض كل البدع التي لا تتفق مع الإيمان الحقيقي.
وأخيراً انكم وأولادكم إذ تؤمنون هكذا وتُحافظون على وصايا هذا الإيمان نفسه، نثق بانكم تصلون دائماً لأجلنا حتى نتمكن من أن يكون لنا شركة ونصيب في الإيمان نفسه وفي حفظ الوصايا نفسها. قدموا شفاعتكم (ابتهالاتكم) لأجلنا انتم وكل الذين يؤمنون الإيمان ذاته ويحفظون وصايا ربنا يسوع المسيح الذي به ومعه المجد للآب والروح القدس إلى الأبد آمين
دستور الإيمان لإبيفانيوس كما وجد في كتابة ((انكوراتس))
(فصل 120 حسب طبعة بيتافيوس في كولونيا سنة 1682)
عن كتاب مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة
جمع وترجمة وتنسيق الأرشمندريت حنانيا إلياس كساب
منشورات النور 1998 صفحة 247، 248