|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيرة صالحة إن الغيرة المقدسة لا تؤثر في الناس، ما لم تصحبها حياة صالحة تكون قدوة لهم ومثالًا. وهكذا نجد أن بولس الرسول كان ملتهبًا بالغيرة لخلاص النفوس. وفي نفس الوقت يقول لهم " اطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي" (1كو4: 16) وقال أيضًا "كونوا متمثلين بي، كما أنا أيضًا بالمسيح"(1كو11: 1). وهو يطوِّب تلميذه تيموثاوس على أنه سار بنفس سيرته، فيقول له "وأما أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني ومحبتي وصبري" (2تى 3: 10). حقًا إن العين تتأثر في الروحيات أكثر من الأذن. فما يراه الناس في حياتك وفي قدوتك، يؤثر فيهم أكثر مما يسمعونه من عظاتك وإرشاداتك. ووصية الله التي تدافع أنت عنها بغيرة شديدة، إن لم تكن منفذة في حياتك، فباطلة هى كل غيرتك في الدفاع عنها..! فلابد أن نحب الله، لكي نجعل الناس يحبونه. لابد أن نقدم لهم الحياة، وليس مجرد الإرشاد. نقدم الوصية في الحياة العملية، وليس في مجرد تعليم نظري. يلمس الله قلوبنا أولًا، وحينئذ تستطيع قلوبنا أن تؤثر في قلوب الناس.. وحذار أن نكون مجرد علامات في الطريق الروحي. الذي يسير في الطريق الصحراوي من القاهرة إلى الأسكندرية، يرى علامات في الطريق ترشده إلى الإسكندرية، وكم بقى من الكيلومترات عليها. هذه العلامات ترشد إلى المدينة، دون أن تدخلها. فلا تكن مثلها: ترشد الناس إلى الحياة مع الله، دون أن تحيا أنت معه. لا تكن كالأجراس التي تدعو إلى دخول الكنائس، ولا تدخل هى مطلقا إليها. لا تقف في الطريق ترشد الناس إلى الاتجاه السليم الذي يتبعونه لكي يصلوا إلى الله. إنما سر في الطريق، أو أركض نحو الله. والذين يريدون فليسيروا معك وليركضوا لكي يصلوا. ولاتكتفي بأن تكون علامة مرشدة. الكتبة ورؤساء الكهنة كانوا أيضًا علامات في الطريق. أرشدوا المجوس إلى بيت لحم حيث ينبغى أن يولد المسيح. فتشوا في الكتب. وقالوا " هكذا مكتوب بالنبى.." (متى 2: 5، 6). وذهب المجوس إلى بيت لحم ورأوا المسيح، وسجدوا له وقدموا له هدايا. أما الكتبة الذين أرشدوهم، فلم يذهبوا، ولا رأوا ولا قدموا هدايا...!. نحن نريد أشخاصًا وصلوا إلى الله، لكي يوصلوا الآخرين معهم... نريد أشخاصًا رأوه ولمسوه وذاقوه وأحبوه واختبروا حلاوة الحياة معه، لكي يقولوا للناس "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). أو على الأقل تكون لهم خبرة السامرية حينما رأت المسيح وتحدثت معه، ثم قالت للناس " تعالوا وانظروا.." (يو 4: 29). إن كنت لم تأكل من المن، فكيف تستطيع أن تصف طعمه للناس؟! وإن كان قلبك خاليًا من الله، فكيف تدعو الناس إلى محبته ؟! وإن كانت عينك جافة، فكيف تحدثهم عن الدموع؟! وكيف تشرح حياة الانتصار، إن كنت لا تزال ساقطًا في الخطية؟! كيف ستكون لكلماتك قوة لكي تؤثر في غيرك. استمع إذن إلى قول السيد الرب "ومن عمل وعلم، فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات" (متى 5: 19). وجعل الرب العمل يسبق التعليم. وبنفس الأسلوب كتب بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس يقول له: "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تى 4: 16). وهكذا أمره أن يلاحظ نفسه قبل التعليم.. اقتن ثمار الروح، فيذوق الناس ثمرك ويحبونه. وبدلا من أن تحدثهم عن "المحبة والفرح والسلام" وباقي الثمار (غل 5: 22) اجعلهم يرون ثمار الروح في حياتهم. قدم لهم المسيحية – بقدوتك – كحياة فرح وسلام.. لأنه من العثرات التي تحدث أحيانًا، أن بعض الخدام يظنون أن الجدية في الحياة الروحية، معناها أن يعيشوا في عبوسة دائمة. لا يضحكون، ولا حتى يبتسمون، ويتكلمون فى شدة وحزم. وهكذا يعثرون الناس الذين يرونهم فيقولون في نفوسهم هل إذا سرنا في طريق الله، نتحول إلى هذه الصورة؟! وهل حياتنا مع الله معناها أن نعيش في كآبة دائمة، رافعين أمامنا هذا الشعار " بكآبة الوجه يصلح القلب" (جا 7: 3). وهل هذا هو المفهوم السليم لهذه الآية؟! أما إن رأوك إنسانًا قديسًا وبارًا، ومع ذلك فأنت سعيد "تفرح في الرب كل حين" (في 4:4)، في سلام قلبي، تتحدث مع الناس في بشاشة وبغير تأزم.. فحينئذ يتشجعون ويحبون الحياة الروحية ولا يخافونها.. إن نقاوة السيرة تجعل الغيرة لها ثمر. نقطة أخرى في شروط الغيرة المقدسة، تنبع أيضًا من السيرة الصالحة وهى أن تكون الغيرة: بناءة وليست هدّامة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصحبها سيرة صالحة |
سيرة الشهيدة سامية شهيده البطرسيه |
أمي شجرة شامخة |
سامحت بيك أيامى .. صالحت بيك الزمن |
أنجيل لوقا - شجرة صالحة وثمرة صالحة |