|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمق واللآلئ
لنطلق لخيالنا العنان ونتخيّل: بحرٌ صافٍ هادئ يعانق صفاؤه زرقة السماء, وهدوؤه يلامس صبر الصيادين التعابى الذين أُحبِطوا من الانتظار والتوقع لكن عبثاً فلا صيد ولا سمك, فوضعوا رؤوسهم بين أيديهم وحملوها على ركبهم, وحولهم رمالٌ ساخنة أو باردة لا فرق, وقد طُرحت فوقها شباكٌ وقد جفّت وقست وشُدّت حوافيها من القيظ ظهراً ثم البرد مساءً، ومع تعاقب هذه العوامل, تعاقبت على أذهانهم وأفكارهم تساؤلات سلبية حيناً وإيجابية أحياناً, أين مَن تنتظره قلوبنا ليحلّ مشكلتنا؟ أين مَن يضع لهذا الجفاف حدّاً؟ لكنّ الرب الحبيب لم يشاْ أن يُخيب أملهم وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. تكلّم الحبيب والصديق المنقذ ناصحاً وبنبرة الأمر اللطيف: أبحروا وادخلوا العمق, وابعدوا عن البرّ والشاطئ. المسيحية لا تبقى على الشاطئ كيلا تكون هشّة سطحية بسيطة ومتهاونة، لا فرق عندها أن تصطاد الصغير من السمك أو حتى قشوره. ابعدوا عن القشور لتصطادوا اللآلئ فالأمور الثمينة يلزمها الغطس في العمق. أولاً: الدعوة أن نذهب إلى العمق في المفهوم والفكر المسيحي. ثانياً: على كلمتك أُلقي الشبكة, لاشيء مستحيل عندما تلتقي إرادتي الله والإنسان, فبالاتكال على كلمة الرب تحصل المعجزات, فعندما يحصل فتور في الكنيسة نُعيد العمل بجدّ وإيمان وإرادة فتحصل المعجزات. إذن، بعدان أساسيان ومحوران لا بدّ منهما: الإبحار للعمق والاتكال على كلمة الله. لنحصل على سمكٍ وفير يفيض وتكاد الشبكة تتمزق وهذا نتيجة حتمية للبعدين. فدعوا شركاءهم في السفينة الأخرى للعون وتقاسم النعم، أي لا نكتفي بإعداد كنيستنا والمقرّبين منا بل والشركاء أيضاً لتبادل هذا الإنعام. طلب سمعان وبخجل: اخرج من سفينتي يا رب لأني رجلٌ خاطئ، والجواب من الحبيب: لا تخف يا بطرس من الآن فصاعداً ستصطاد الناس. الكلّ مدعوّ, والسيدة ركيزة أساسية في عمل الله وحياة النشء, وهذه القصة إذ ذُكرت لأنّ كلّ مسيحي مُلتزم بعملٍ ما في الكنيسة التي ينتمي لها: اذهبوا لتأتوا بثمر ولتُعطوهم أنتم ليأكلوا: نتائج تتتالى وبركات تُسكب وفائدة مطلقة. فالسيدة يجب أن تُبحر بالعائلة للعمق لتغوص في المفهوم المسيحي الصحيح, ومنه نُدرك أنّ المرأة أساس مهم في هذا الصيد الوفير، والثمر, وحصاد يديها, وتعب محبتها. لنبنِ على هاتين النقطتين: الدخول للعمق والاتكال على كلمة الله، فالمرأة المؤمنة أولادها دون شكّ مؤمنون، حسب القول من ثمارهم تعرفونهم، وكما هي مُلتزمة هم أيضاً مُلتزمون, فهي ركيزة ونموذج وقدوة فلا يستهين أحدٌ بها. ولا عُذر لها لعدم المعرفة لعدم قراءة كتابها [ هلك شعبي لعدم المعرفة]. وأما التردد فلا للتردد, يجب أن نُميّز الصوت ونُقدّم بحماس ودون تردّد, والصبر سيد الموقف وواجب لإتيان الثمر. لا نموّ للكنيسة دون نموّ المرأة صاحبة النموّ بالمنزل المؤسسة الأولى قبل المدرسة. فإذا كانت حياتها الروحية واضحة بالبيت, فالأولاد أولاد هذا الوضوح والالتزام والنمو لتصنع فرقاً وتكون مؤثرة في مجتمعها وبيئتها، والمعرفة مهمة لأنّ فاقد الشيء لا يُعطيه. بالإضافة إلى الصدق والأمانة والسلوك الحسن والأحاديث البناءة, ثمّ الحضور كمسيحية مؤمنة تمنع أخطاء كثيرة. الرب يختار وينقّي, فمن قبل تأسيس العالم اختارنا لنكون أمّة مقدسة وشعب اقتناء, إذن له الحقّ أن يُحَمّلَ مُختاريه مسؤوليات وهي كثيرة: اذهبوا لتأتوا بثمر, وهدفه أن يرانا نُشغل العقل ونغذّيه بالعلم والعمل كما السيد، فهو علّم وتكلّم فأسكت وأدهش وعرف أنّ الطريق للقلب هو العقل الموجّه. علّم في كل مكان وزمان وكل المستويات والأجناس والشرائح، فكان يجول يصنع خيراً ويشفي كلّ ذي سقم ويُشبع ويُبرئ ويُعين ويرفع، كانت المحبة مُجسّمة في حياته, والرحمة عملُ يديه, ونحن إذ كنا ننتمي لهذا الآب ونحمل موروثاته فثمارنا يانعة. لنستخدم هذه الثمار لنصل للآخرين ونُكمل بعضنا بعضاً لإتمام الرسالة المثقّلين بها، ونستعمل الوزنات التي وهبها الله لنا، ولا نهملها أو نستهِن بها لتؤول كلّها لمجد الرب وامتداد ملكوته. إذاً: لندخل العمق, ونتّكل على كلمة الله, ونستخدم الوزنات, لنأتِ بثمر يعود بالفائدة على الجميع. |
27 - 05 - 2012, 07:47 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
شكرا ليكى على الموضوع المتميز ربنا يبارك تعب محبتكم
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 42 - العمق نادى العمق بصوت ميازيبك |
كلمة خرجت من العمق و وصلت إلى العمق |
الى العمق |
نحو العمق |
دع العمق يتحدث الى العمق.......... |