هل تعرف يسوع المسيح؟
قد تنجذب مع الجماهير القائلة
«نؤمن بالله ونعبده ولكن لا علاقة لنا بمسيحه»،
الأمر الذي يجعلك تشعر بأن المسيح غريب عنك.
فبكل محبة أضع أمامك ما يقول الإنجيل الشريف عنه:
إنه المولود من روح الله منذ الأزل، وإنما أخلى نفسه وصار جسداً لأجلنا. وعاش فقيراً ليغنينا بفقره. ورفع خطية البشر وحملها على الصليب وكفرها عنا. ولما أتم كل شيء قال
«قد أكمل».
ثم نزل إلى القبر، وقام في اليوم الثالث من بين الأموات، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب ليشفع فينا ويعين ضعفاتنا. وهو سيأتي ثانية ليدين كل البشر. لأن الله الآب أعطاه الدينونة، ولا بد أنك ستقف أمام كرسيه لتؤدي حساباً عما عملت.
الرب يسوع المسيح هو الغافر والمخلص أيضاً. فقد قدم نفسه ذبيحة عن خطايانا، ليطهرنا من كل إثم. جميع الناس يحتاجون إلى الغفران، ليس أحد باراً. الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله. ليت الروح القدس ينير بكلماته الإلهية قلبك وحياتك، فلا ترى نفسك رائعاً، بل كما أنت بالحقيقة أمام الله القدوس. إنه لا يقول:
كل الناس ضعفاء مخطئون بل يخاطبك شخصياً:
أنت المذنب الهالك، فيأسنا وبؤسنا سببه ليس مشاكلنا، بل خطايانا. فإن تعمقت وأدركت نفسك تعترف:
«اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ»
(لوقا ١٨: ١٣).
وإن صدقت بقولك، تختبر محبة المسيح لك وقوله:
«ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ»
(متى ٩: ٢).
وقصد المسيح أن يرافقك أيضاً ويسير معك طوال الحياة وتقدر أن تسأله حاجاتك. وتحادثه كل حين. وهو يسمعك، ويصغي إليك ويفهمك، إن سكبت قلبك أمامه.
لا يفهمنا الناس عادة، بل يقابلوننا ببرودة وإهمال، خالين من المحبة ودون مشاركة في الضيق، قائلين:
«لا يعنيني هذا، نجِ نفسك بنفسك».
أما المسيح فعالِم بك قبل أن تسأله، وعارف كفاحك الخفي عن الناس. فإن أثقلتك الأحمال، وأبعدتك عن الطمأنينة، فالتجئ إلى المسيح، وسلّمه مشاكلك. لا تتعب نفسك، بل سر رأساً إلى المسيح، وسلمه مشاكلك، واستودعه أمورك. ولتكن همومك باعثاً للصلاة، كما قال مفكر لاهوتي:
«همومي تدفعني للصلاة، وصلواتي تطرد همومي».
ويريد المسيح أن ينصرك، لأنه الرب الغالب، الذي يمنحك قوة في كفاحك مع التجربة والخطية. ومما لا ريب فيه أننا سنختبر الفشل، إن اعتمدنا على قوتنا الذاتية في الكفاح ضد الخطية. فتنتصر علينا، وتستعبدنا. ولكن شوقنا إلى الحرية الطاهرة لا يزول. المسيح يعينك ليس بنعمة غفران الخطايا فقط، بل يمنحك أيضاً قوة روحية، لتسلك معه. ولا يطلب منك إلا ما يزودك به قبلاً. لقد أعد كل ما تحتاجه لحياة منتصرة على الخطية. وبالإيمان تحصل عليه. فلا تجرب الفوز بقوتك في تجاربك المتنوعة، بل استمد الغلبة من قوة المنتصر. فمن يتبع المسيح، له قدرة الانتصار على سلطة الخطية. ويمشي من نصر إلى نصر منشداً مع بولس الرسول:
«شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ»
(١كورنثوس ١٥: ٥٧).
وأخيراً لا يؤيدك المسيح في كفاحك على الأرض فقط، بل سيقودك في وادي ظل الموت إلى رحابه السرمدية. ربما قد اقترب أجلنا، فليتك لا تقطع المدة الأخيرة لك بدون المسيح، لأن الإنسان يضطرب وينهار في لحظات حياته الأخيرة. فتطلع إلى المسيح بالإيمان، وتمسك به بثقة قوية، لتموت في سلام الله.
مثل هذا الموت يكون صاحبه وارثاً، ويختبر كبولس الرسول:
«لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْح»
(فيلبي ١: ٢١ ).
فتجتاز الموت إلى الحياة والضيق إلى المجد وترى المسيح في جلاله، وتعيش في رحابه متحرراً من الآلام، ناظراً إلى وجهه المضيء، فتشكره لأنه قاد حياتك وتشترك في مجده. هذا نتمناه لك. ليت يسوع المسيح يكون شعار حياتك، فلا تتركه أبداً بل تثبت فيه وهو فيك.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك