كسر بالساق
السيدة / أولجا حبيب ميخائيل
شارع بسام مصر الجديدة – القاهرة
أنا والدة الطفل كيرلس الذي صنع الله معه معجزة عظيمة بشفاعة البابا كيرلس السادس ونشرت في الجزء الثاني عشر تحت عنوان " اسرع علاج لأخطر حالة "
توجهنا في 4/3/1988 لزيارة دير الشهيد مارمينا بمريوط للاحتفال بذكري نياحة البابا كيرلس السادس ... ويمها أمطرت السماء بغزارة ... وفي طريق العودة وبعد بضعة كيلومترات توقفت السيارة التي أمامنا لوجود حفرة، وبسبب الأوحال لم يستطع زوجي التحكم في سيارته، فاصطدمت بتلك العربة ودفعناها لمسافة ليست بقصيرة، ولم نكن مصدقين اننا سننجو ونظرا لأن ابني "كيرلس " كان يجلس علي ساقي ويمد ساقه إلي الأمام (كنا في المقعد الخلفي) فلما انحنيت بكل ثقلي، انثنت ساقه، وحدث بها كسر .
بكي كيرلس بكاء شديدا، لم أكن أستطيع أن المس رجله، وهو لايستطيع الوقوف ... وصلنا القاهرة في التاسعة مساء، واتجهنا فورا إلي طبيب العظام بالمستشفي فرأي أن هناك كسر، وطلب عمل أشعة وتبين أن الكسر مضاعف، وقام فورا بتجبيس الرجل كلها، ولم أتحمل المنظر، فتركته وجلست في السيارة أبكي... ولم أكن أتصور كيف سيقضي ابني خمسة وأربعين يوما وهو علي هذه الحال.
وأذكر أن ابنتي – وهي في الثالثة عشر من عمرها – اخبرتني عقب عودتي من المستشفي انها كانت تعاتب البابا كيرلس السادس، وتطلب شفاعته وانها إثر ذلك سطع نور في إحدي الحجرات، وسمعت وطيء أقدام ... فأصابتها رعشة وجمدت في مكانها... ثم فرحت ودخلت الطمأنينة إلي قلبي إذ شعرت أن البابا هب لنجدتنا.
وعند منتصف الليل كان "كيرلس" نائما، وسمعته يصرخ قائلا " آه الواوا..."، فهرعت إليه، فوجدته مستغرقا في نوم عميق.
ولما كان إيماني عميقا، وثقتي في شفاعة البابا كيرلس بلا حدود، فقد توقعت أن تحدث المعجزة في أي لحظة ولم أكن أتصور أن يتركه البابا لخمس وأربعين يوما طريح الفراش ... علي ألا تتحرك الساق طوال الخمسة عشر يوما الأولي أية حركة، لذلك فأنني في الصباح أمسكت برجله، وحركتها فلم يتألم، فأجلسته فلم يبكي ... بل ابتسم ... فتهلل قلبي بالشكر والحمد لله.
وفي المساء أخذ من شقيقته مرآه داخل برواز، وأخذ يكسر به الجبس فحذرته من ذلك، ولكنه قال لي انه لا يشعر بأي ألم ...
اندهشنا جميعا لما حدث، وتأكد اعتقادي بأن البابا كيرلس قد جبر الكسر، وللتأكد أجريت لها أشعة أظهرت أن ساقه سليمة فأجريت له أشعة أخري، وكانت بذات النتيجة.
طلبت من الطبيب أن يفك الجبس ... ولكنه لم يكن مصدقا لما حدث فأمهلني إلي انقضاء الخمسة عشر يوما ... كان "كيرلس" خلالها يتحرك ويجري بدون ألم ... وهذا جعلني لا أتعجل فك الجبس ولكني توجهت إلي طبيبه بعد عشرة أيام وعرضت عليه الأشعة وعرفته أنها أجريت له بعد اصابته بثلاثة أيام ... وتارخها يثبت ذلك، فلم يصدق هو أيضا، وطلب عمل أشعة في الغد، ووعد بفك الجبس إذا ظهرت الرجل سليمة.
تركت العيادة وأنا أطير من الفرح وقلت ليتني فعلت ذلك من عشرة أيام ... وعملت الأشعة، وتأكد الطبيب من سلامة الرجل، وقام بفك الجبس.
وكانت فرحة لا توصف .. وارتفعت القلوب لاهجة بحمد الله ... الذي له كل الحمد وكل الشكر ... الصانع عجائب بقديسيه.