أعراض وعلاج الاكتئاب
والمريض بالكآبة، قد يكون ساهمًا باستمرار، كئيب الوجه، والملامح، وكثير البكاء، كثير الشكوى، يائسًا تطحنه الأفكار السوداء بلا رجاء.
يظن أنه قد ضيع أبديته، أو ضيع نفسه ومستقبله، أو ضاعت صحته، أو أنه تسبب في ضياع غيره، أو أن ما ينتظره أسوأ مما هو كائن..
وقد تحاول أن تصحح له أفكاره فلا يقبل، وينظر إليك في يأس ثم يبكي، فهذا الذي تقوله، قد سبق أن سمعه من ذهنه قبل ذلك، وظهر له أنه حل عديم الجدوى.
أو قد يرفض الحديث جملة، إذ لا فائدة منه، ويشعر أن من يكلمونه لا يحسون به.
وهناك نوع عكسي، يريد أن يحكي عن متاعبه، لكي يجد حلًا..
ومشكلة هذا الشخص هي أنه إما لا يجد حلًا، فتزداد كآبته. أو يجد الشخص الذي يستريح إليه، فيظل يتردد عليه كثيرًا، وفي كل مرة يقضي ساعات في الكلام والحوار حتى يهبر منه هذا الشخص المريح، فيتعبه هذا الهروب، ويري أنه يفقد القلب الذي أراحه، وفقدانه يزيد كآبته.
ومن جهة العلاج، هناك نوعان من المصابين بالكآبة..
أ - نوع يرفض العزاء ويرفض التفاهم.
ب - ونوع يتشبث بالفكر، كلما يخرجونه منه يعود إليه، وكلما يشفي يعود مرة أخري إلى مرض كما كان، وربما أزيد..ربما تخطر عليه فكرة الانتحار..
لكي يتخلص به من آلامه ومن حزنه فإما أن ينفذ الفكرة، أو يجدها هي أيضًا بلا فائدة، وذلك إن كان يؤمن بالأبدية، أو لأنه يفضل الكآبة على الموت أو لأنه يحاول أن يحل مشاكله عن طريق الخيال والفكر وأحلام اليقظة.
وعمومًا يكون للكآبة تأثيرها السيئ على صحته..
من جهة إنهاك الأفكار، التي هي أيضًا تنهك الأعصاب، وأيضًا من جهة التعب النفسي وتأثيره على الجسد.
وكذلك من جهة فكرة واحدة محيطة به، لا يعرف كيف يخرج من حصارها له..
إنه مرض يتعبه، ويتعب كل الذين حوله، ويتعب طبيبه، ويتعب مرشده الروحي.. ويحتار أب الاعتراف كيف يتصرف معه.