|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ب - تفسير سفر المزامير قطعة (ب) نصيحة للشبابفي القطعة الأولى وضع المرنم القاعدة وهي الطوبى لمن يحفظ الوصية. وهنا كمجرب يعطي المرنم نصيحة للشباب أن يحفظوا الوصية فتكون لهم بركة في حياتهم. آية (9): "بم يزكي الشاب طريقه. بحفظه إياه حسب كلامك." بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ = "بم يُقَوِّم الشاب طريقه" (سبعينية). أي كيف يسيرون في طريق مضمون يؤدي للحياة الأبدية ، بالإضافة للبركات التى يحصل عليها هنا على الأرض. ما الذي يزكيه ليحصل على هذا، هو أمامه طرق كثيرة، فالعالم يجذبه بمغرياته، والمرنم يشفق على الشاب فيعطيه نصيحة ثمينة. بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ = أى يصحح طريقه ليكون مطابقا للوصية = حَسَبَ كَلاَمِكَ = أي يحفظ الشاب طريقه ليكونمطابقا لكلام الله وإن إنحرف عن الطريق فعليه أن يعود للطريق الصحيح الذى هو بحسب الوصية كلام اللهوهذا معنى قول المرنم "سراج لرجلىكلامك ونور لسبيلى" (مز119 : 105) ، فإذا حفظ الوصية يحفظنفسه. والمرنم يوجه النصيحة للشباب، فالشاب بطبيعته مندفع. أما الشيخ فهو إما نضج أو ضعف. ولذلك فالجامعة يقول نفس النصيحة "أذكر خالقك أيام شبابك" (جا1:12). آية (10): "بكل قلبي طلبتك. لا تضلني عن وصاياك." من كُلِّ قَلْبِي = حينما أدرك أنه فى حفظ الوصية بركات عظيمة فهنا نجده يطلب الله من كل قلبه حتى لا يضل مرة أخرى عن الطريق . والله يعلن ذاته لمن يطلبه بكل صدق، ولا يطلب سواه. وهنا المرنم يطلب من الله أن يعينه أن يستمر طوال حياته يدرس كلمة الله ويحاول أن ينفذها ولا يضل عن هذا. لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ = الله لا يضل أحدوالمعنى إن أنا ضللت أعدنى للطريق. آية (11): "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك." نجد المرنم هنا قد حفظ كلام الله ووصاياه، فيستطيع أن يرددها في كل مكان وزمان ويستطيع أن يقارن كل تصرف له على ما يحفظه من كلام الله. والإنسان لا يخبئ إلا كل ما هو ثمين، فهو قد إكتشف أن كلمة الله كنز، وسلاح خطير ضد حروب إبليس (هكذا فعل المسيح) ولذلك قيل "من يحفظ المزامير تحفظه المزامير" فهو يرددها وسط أعماله أو سيره فلا تهاجمه الأفكار الخاطئة. آية (12): "مبارك أنت يا رب. علمني فرائضك." إذ تأمل المرنم في كيف تحفظ الوصية قلبه، طلب من الله أن يعلمه هذه الوصايا، ويدربه كيف يسلك فيها. ولاحظ الأسلوب الرائع فهو قبل أن يطلب يعطي المجد لله الذي يعطيهكل بركة وقد أعطاه الكثير فعلا.مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا رَبُّ=أيتستحق كل تسبيح وحمد . آية (13): "بشفتيّ حسبت كل أحكام فمك." من اختبر عمل الله لا يطيق السكوت، بل يشهد لله على عطاياه وأعماله العجيبة.وهكذا فعلت السامرية "هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت" (يو29:4).حَسَبْتُ = أظهرت ( سبعينية ) وفي ( الانجليزية ) =أوضحت . آية (14): "بطريق شهاداتك فرحت كما على كل الغنى." هذه قامة روحية عالية أن يفرح الإنسان بكلام الله أكثر من كل غني. هنا أصبحت الوصية ليست ثقلاً بل مصدر فرح. من قال هذا قال "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (في7:3 ، 8 + مت44:13-47). الغنى قد يأتى ومعه ألام وكآبة ، أما طريق الله فكله تعزيات وفرح يتغلب على ألام الطريق ، فهو فرح يعطيه الرب "ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16 : 22) . الآيات (15، 16): "بوصاياك الهج وألاحظ سبلك. بفرائضك أتلذذ. لا أنسى كلامك." المرنم الذي إكتشف الفرح في كلام الله، نجده هنا دائم التأمل فيه وفي طرقه. والتأمل وترديد كلام الله بإستمرار ينقى ويطهر (راجع لا 11 فالحيوانات الطاهرة هى التى تجتر) ويقول الرب " وأنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الى كلمتكم به" (يو15 : 3) . ومن يتطهر ويتنقى تنفتح عيناه فيعاين الرب فيفرح . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|