افرونيا الشهيدة
رهبنتها
عاشت في بلاد ما بين النهرين، أي الميصة، التهب قلبها بمحبة الله فاشتاقت إلى تكريس كل طاقاتها للعبادة. التحقت بدير هناك، وكانت خالتها أوريانة هي أم الدير، فتتلمذت على يديها؛ تدرس الكتاب المقدس بشغف، وتمارس الحياة النسكية بغيرة متقدة.
استشهادها
إذ أثار دقلديانوس الاضطهاد ضد المسيحيين، خافت العذارى وكن حوالي خمسين راهبة، فتركن الدير واختبأن، ولم يبق بالدير سوى الأم أوريانة والراهبة أفرونية وراهبة أخرى.
اقتحم الجند الدير، وأمسكوا بالأم وأساءوا معاملتها جدًا. تقدمت أفرونية إليهم وكانت في العشرين من عمرها، وسألتهم أن يتركوا الأم العجوز ويمسكوا بها عوضًا عنها. ربطوها بالحبال وانطلقوا بها إلى الوالي والأم تتبعها. عرض عليها الوالي عبادة الأوثان مقدمًا لها الوعود الكثيرة، أما هي فاستهانت بكل وعوده.
إذ لم يجد اللطف بدأ بالتهديد والعنف، فأمر بضربها بالعصى، والأم تصلي من أجلها لكي يهبها الله قوة وثباتًا.
إذ أراد الوالي التنكيل بها أمر بتمزيق ثيابها... عندئذ لم تحتمل الأم أوريانة، فصرخت: "يشقك الرب أيها الوحش المفترس، لأنك تقصد التشهير بهذه الصبية اليتيمة". هكذا احتملت أن ترى ابنتها تتعذب لكنها لم تحتمل أن ترى ثوبها يُشق ويظهر جسدها!
اغتاظ الوالي لما سمع كلمات الأم فأمر أن تعصر أفرونية في دولاب حديدي، ويمزق جسدها بأمشاط حتى يتهرأ. أما القديسة أفرونية فكانت تصلي إلى الرب كي يسندها في جهادها.
إذ أصرت القديسة على اعترافها بالسيد المسيح أمر الوالي بقطع لسانها وتهشيم أسنانها، وكان الرب سندًا لها، يشفيها. أخيرًا أمر بقطع عنقها بالسيف، فنالت إكليل الاستشهاد حوالي عام 305م.
تعيد لها الكنيسة القبطية في اليوم الأول من أبيب