|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الروح وإمكانية سقوطها الروح هي مصدر علاقة الإنسان بالله. فيها تكمن محبة الإنسان لله، والاشتياق إليه، والصلة به. ومنها تصدر الصلاة الروحية، والتأملات الروحية. وهى التي تقود الفكر في طريق الله، والجسد أيضًا، وتدير كل مشاعر القلب بأسلوب روحي. وبهذا يصل الإنسان إلى سلوك بالروح، في شركة مع روح الله القدوس. ومادامت الروح هي عنصر الحياة الروحية في الإنسان، يحق لنا أن نسأل: هل الروح يمكن أن تسقط، وأن تخطئ، وأن تتدنس؟! نعم يمكن أن تخطئ الروح كما يخطئ الجسد تماما. يمكن أن تخطئ الروح وحدها بغير جسد. ويمكن أن تخطئ مع الجسد، ويمكن أن تدفع الجسد إلى الخطية. وسنشرح كل هذا بالتفصيل. وذلك لآن البعض يظن أن كل الخطأ سببه الجسد، وهو الذي يقود الروح إلى السقوط. وهذا خطاَ. فهناك أخطاء كثيرة يمكن أن تقع فيها الروح وحدها: مثال ذلك الأخطاء التي وقع فيها بعض الملائكة: فالملائكة أرواح، كما قيل في المزمور "الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نار تلتهب" (مز104: 4). وقد سقطت مجموعة من هذه الملائكة، هي الشيطان الذي وصف بأنه التنين، والحية القديمة، وإبليس، والشيطان" (رؤ20: 2). وقد قال القديس يوحنا الرائي إنه أبصر حربًا في السماء بين ميخائيل وملائكته والشيطان وملائكته (رؤ12: 7). هؤلاء الملائكة الذين سقطوا تسموا بالأرواح الشريرة أو الأرواح النجسة. كما قيل أن الرب أعطى تلاميذه سلطانا على الأرواح النجسة ليخرجوها (مت10: 1). وفى إرساليته للسبعين رسولًا قال لهم "لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم،بل افرحوا بالحري أن أسماءكم قد كتبت في السموات" (لو10: 20). أول خطية سقط فيها الشيطان -وهو روح- هي الكبرياء. التي بها قال في قلبه "أصعد إلى السموات. أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصعد فوق مرتفعات السماء. أصير مثل العلي" (أش 14: 13، 4). الشيطان أيضًا -وهو روح- سقط في الحسد. ونحن نقول للرب في القداس الإلهي "والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس، هدمته..". ذلك أن الشيطان حسد الإنسان على محبة الله له، وخلقه على صورته ومثاله، فحسده وأسقطه، وأوقعه تحت حكم الموت. *الشيطان -وهو روح- وقع في الكذب، وفى إغواء الآخرين. فقد كذب عندما قال لآدم وحواء "لن تموتا" (تك3: 4)،وقد وصفه الرب بأنه الكذاب وأبو الكذاب" (يو8: 44). ويدخل في كذبه كل الحيل التي يغوى بها العالم. وهو لا يزال يعثر الناس ويضلهم. وقيل عنه أنه في أواخر الأيام، حينما يحل من سجنه، إنه" يخرج ليضل الأمم.." (رؤ20: 8). *إذن الروح يمكن أن تسقط في الكبرياء، والحسد، والكذب، وإغواء الآخرين.. كل ذلك بدون جسد. وقيل أيضًا في الكتاب: " قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18). تشامخ الروح أذن هو خطية: كما وقع فيها الشيطان، يقع فيها كثير من الناس أيضًا. وإذا وقعت الروح في التشامخ تجذب الجسد معها. فيكون التشامخ في نظراته، وفى صوته، وفى طريقة جلوسه وطريقة مشيه، وفى حركاته وفى إرشادات.. وما في روحه من تشامخ، صار للجسد أيضًا.. وهكذا أيضا في كل شهوات الروح، ما أسهل أن تجذب الجسد معها. ومعروف أن كل من الكبرياء والعظمة، تبدأ في الروح أولًا قبل الجسد. خطية حواء بدأت أولًا بالروح، التي خضعت لغواية الحية، واشتهت أن تصير مثل الله، وحينئذ بدأ الجسد يشتهى الثمرة المحرمة، ثم يقطف ويأكل.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يشوع وإمكانية المعمودية |
خطورة الانفصال وإمكانية الرجوع البابا شنودة |
حقائق على الفئران وإمكانية تربيتها |
ما هى الشيوعية ؟ وما قصة سقوطها في برلين ؟ |
خطورة الانفصال وإمكانية الرجوع |