|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر ((22)) بقلم قداسة البابا شنودة 7\11\2010 اكبر عائق للفضيلة هو الذات حطورة الذات ما أسهل أن الذات تضيع الإنسان، كما قال السيد المسيح: من وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلى يجدها (مت. 39:1 ). حقا ما أخطر أن يركز الإنسان كل اهتمامه على ذاته، كيف تكبر وتعظم. ويجب أن يكون بارا فى عينى نفسه (أى 1:32 ) وعظيما فى عينى نفسه وأعين الناس (أع 21:12 - 23 ) وأن يكون حكيمأ فى عينى نفسه (أم 7:3 ) الأمر الذى نهى الرب عنه. وحرب الذات من الخطايا الأمهات. تلد كثيرا من الخطايا كما سنرى فيما بعد... وهى أول خطية فى العالم هى الخطية التى سقط بها الشيطان، حينما قال فى قلبه أصعد إلى السموات. أرفع كرسى فوق كواكب الله... أصير مثل العلى (إش 13:14 ، 14 ) وبنفس الخطية ذاتها أغرى أبوينا الأو لين على السقوط، بقوله لهما تصيران مثل الله (تك 5:3 ). موضوع الذات يذكرنا بخطيئة يونان النبي الذى خاف أن تسقط كلمته إلى الأرض. إذ ينذر أهل نينوي بانقلاب مدينتهم، فتكون النتيجة أن يتوبوا فيرحمهم الله، وتسقط كلمة يونان. ويغتم يونان غما شديدأ ويغتاظ (يرن 1:4 ). وثقة الإنسان أنه بار فى عينى نفسه، كانت مشكلة أيوب (أى 1:32 ). ونفس الوضع من جهة الثقة بالحكمة الشخصية، إذ يقول الكتاب: لا تكن حكيما هى عيفى نفسك (أم 7:3 ). إذ يثق الإنسان بفكره الخاص وبحسن تدبيره، دون سماع مشورة من أحد، ويرى أنه على حق فى كل شئ. الأمر الذى نهى عنه الكتاب قائلا وعلى فكرك لا تعتمد (أم3: 6 ). وقال أيضا وجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت (أم 12.14 ) (أم 35:16 ). نتائج حرب الذات 1 - أن تكون الذات فى قمة الاهتمامات: بحيث كل ما يدور فى فكر هذا الشخص: مستقبلى، مركزى، كرامتى، رأيى، شخصيتى... بل تتحول الذات إلى هدف، وهى محصلة كل أعماله وأقواله وتصرفاته، وتكثر فى فكره وفى أقواله عبارة (أنا). 2 - ربما يصل إلى امتداح نفسه لنفسه: فيفقد الاتساع ويتعلق بمحبة المجد الباطل. وهكذا لا يستطيع أن يلوم نفسه فى شئ ويحاول باستمرار أن يبرر نفسه فى كل شئ وقد لا يستطيع أن يتحمل كلمة عتاب من أحد، وليس فقط كلمة تبكيت ولا يكون فقط بارا فى عينى نفسه، إنما يحب بالأكثر أن يكون أيضا بارا فى أعين الآخرين، ويسعى إلى مديحهم وتطويبهم، ويسر بذلك. ولأجل هذا ولغيره أيضا قال السيد الرب: من أراد أن يأتى ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني (مت 24:16 ). وفى بعض الترجمات يمجد نفسه وفى ترجمات أخرى يفكر بنفسه وقال الرب أيضا من أضاع نفسه من أجلى يجدها (متد 39:1 ) بل قال كذلك أن يبغض الإنسان حتى نفسه لكى يكون تلميذا للرب، (لو 26:14 ). 3 - هذه الذات التى تجعل الإنسان يقف أحيانا ضد الله. يعاديه ويقاومه، وينفصل عنه، ويكسر وصاياه، وينضم إلى أعدائه كل ذلك لكى يشبع رغباته، ويسير حسب هواه. وإن طلب من الله طلبا، يصر أن يكون الله مجرد منفذ لرغباته، دون أن يضع فى اعتباره حكمة الله ومشيئته وان تأخر الله عليه. أو ظن أن الله قد تأخر، يغضب ويتضايق... ويشك فى محبة الله ورعايته، ويتذمر، ويهدد بترك الكنيسة أو اجتماعاتها.. بل إن الوجوديين أنكروا وجود الله شاعرين أنه ضد رغباتهم وضد تمتعهم (بالوجود)!!. وهكذا نرى إلى أى حد يمكن أن تقود محبة الذات...! وقد قادت الشيوعيين أيضأ إلى الإلحاد، وقادت كثيرأ من الفلاسفة إلى الوثوق بأفكارهم أكثر من الثقة بكلمة الله، وهكذا فعلت الذات مع بعض رجال الدين فى الغرب الذين وضعوا عقولهم رقيبة على الكتاب المقدس نفسه!! يقبلون منه ما يوافق هواهم وفكرهم وينكرون الباقى!! 4 - والذات أيضأ دخلت فى محيط الأبوة الروحية والجسدية: وأصبح البعض لا يطيع الأب الروحى إلا فيما يوافق هواه، وإلا يغيره! أو إنه لا يعرض عليه، إلا ما يعرف مسبقأ أنه سيوافق عليه!! . ونفس الوضع فى محيط الأسرة بالنسبة إلى طاعة الوالدين، ومن هم فى مرتبتهما من الكبار فى العائلة، حتى فى الكنيسة من المشيرين والمدبرين. 5 - وكان للذات أثرها فى مجال الخدمة أيضا: من جهة محبة الرئاسة 0 والقيادة والسيطرة وفرض الرأى، الأمر الذى سبب انقسامات فى مناطق متعددة كل (خادم) يحب أن يفرض رأيه ومنهجه وأسلوبه، هو الذى يقود ولا يقاد، أو على الأقل يكون له مجموعة تتبعه، وتقف ضد كل من يعارضه أيا كان مركزه. إنه فى الخدمة يبحث عن (ملكوته) هو، وليس عن ملكوت الله. حتى لو أدى الانقسام إلى تدخل الطوائف الأخرى وضياع الخدمة! وحتى لو أصبح الانقسام عثرة للمخدومين وشتتهم! المهم عند هؤلاء هو الذات وإشباعها من حب السيطرة وتنفيذ الرأى الخاص والحصول على الكرامة الشخصية، ولو أستوفوا خيراتهم على الأرض(لو16 :25 ) 6 - بل قد تدخل الذات فى محيط العقيدة! حيث يصر (الخادم) فى محيط التعليم، أن يكون له فكره الخاص، ينشره ولو كان ضد التعليم المعروف فى الكنيسة، وضد التقليد والإجماع العام!!! المهم عنده هو فكره وثقته بعلمه. وإن جاده توجيه، يقاوم ويرى نفسه أكبر من كل الموجهين! . حقا، كيف ظهرت البدع والهرطقات، إلا من الذات والاعتداد بالفكر الخاص، حتى كان الهرطوكي قد أنذر مرة واثنتين وأكثر. ولكن التصاقه بذاته أقوى من كل إنذار. 7 - محبة الذات قد توصل إلى عبادة الذات. حيث لا يريد الشخص فقط أن يكون الأول، إنما بالأكثر أن يكون الوحيد، وكأنه يقول أنا وليس غيرى !! وقد يصل فى محبته لذاته، أن يقف ضد الآخرين. وقد يهاجم بعنف. وقد يستخدم أسلوبأ عدوانيأ ويهاجم كل من هو ضد رأيه. 8 - وتوصله محبة الذات إلى العناد. وإلى تصلب الفكر، وعدم قبول أى رأى غنيى رأيه أو ضد الرأى إما أنه لا يحب أن يسمع، أو يسمع ويرفض. أو يصل فى المجادلة إلى التشبث بفكره مهما سمع من إقناعات. 9 - والذات هى التى تضيع الأسرة وتصبح هى العامل الأول فى الخلافات الزوجية، إذ تشبث فيها كل طرف بفكره. وإذا بحث أحد الطرفين عن راحته فقط، ولو على تعب الطرف الآخر. أو إن أصر أن يخضع له الطرف الآخر فى كل ما يقوله أو يريده، ولو عن غير اقتناع وضد رغبته، وبدون تفاهم! المهم عنده هو الخضوع، مهما كان ثمنه، ومهما كانت نتائجه. 10 - بل الذات تتلف كل المجتمعات فالمجتمع يقوم على تبادل الرأى، وليس على فرض الرأى ويبنى القرار على الحوار. فإن أراد أحد أن يخضع الجميع لرأيه، أو إن تجاهل فكر غيره، ينقسم المجتمع ولا يثبت. والذات تقود باستمرار إلى الأنانية والأنانية لا تبنى أية علاقة اجتماعية، بل تهدمها ... مظاهر محبة الذات الذى يهتم بذاته، إما أن يكون ذلك من ناحية الجسد، أو من ناحية النفس، أو من ناحية الروح. فمن ناحية الجسد، يسعى إلى شهوة الجسد وشهوة العين ( 1 يو 16:2 ) اى فى محبة العالم والمادة البعيدة عن محبة الآب. وفى محبة الجسد والمادة وقع سليمان الحكيم ففقد حكمته. 0 قال بنيت لنفسى بيوتا، غرست لنفسى كرومأ، عملت لنفسى جنات وفراديس... جمعت لنفسى أيضا فضة وذهبا... اتخذت مغنين ومغنيات وتنعمات بنى البشر سيدة وسيدات (جا 4:2 - 8 ). لاحظوا عبارة (نفسى) اى ذاتى، التى تكررت كثيرا فى كلامه... وماذا كانت النتيجة؟ يقول الكتاب وكان فى زمان شيخوخة سليمان، أن نساءه أملن قلبه وراء ألهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملا مع الرب كقلب داود ابيه (امل 4:11 ). ومثل سليمان نتكلم عن شمشون وعن داود فى خطية كل منهما. وفى حياة الرفاهية والمال والنساء والعظمة وشهوة الجسد وعقوبة الله لكل من هؤلاء. كلهم ارادوا ان يبنوا انفسهم بطريقة غير روحية. بتحقيق شهواتهم. بالمغنين والمغنيات، بالسيدة ،والسيدات، بدليلة وبثشبع... وانطبق عليهم قول الرب من وجد حياته يضيعها، . والفضيلة تكون هنا فى الا نتصار على الذات. فى ضبط النفس. فى قول القديس بولس الرسول أقمع جسدى واستعبده، لئلا بعدما كرزت لاخرين أكون أنا نفسى مرفوضا ( 1 كو 27:9 ). ومن وجهة النفس، الذى يريد أن يشبع رغبات نفسه، قد يقع فى الغيرة والحسد، لأنه يريد لنفسه ما فى يد غير ... وقد يقع فى مصارعات مع الآخرين... قد يقع فيما وقع فيه إخوة يوسف لما حسدوا أخاهم (تل 37 ). أو فى الشعور السئ الذى كان للأخ الكبير تجاه أخيه الاصغر الذى ذبح له أبوه العجل المسمن (لو 15 )... اوما حدث بين يعقوب وعيسو الذى قال أقوم وأقتل يعقوب أخى (تك 41:37 )... أو ما حدث بين راحيل وليئة التى قالت مصارعات الله صارعت مع أختى (تك 8:3 )... هؤلاء كلهم دخلوا فى صراعات، وانطبق عليهم ما قيل عن إبراهيم ولوط: ولم تحتملهما الارض ان يسكنا معا (تك 6:13 ). لذلل فإن أبانا إبراهيم البعيد عن الذات، ترك للوط حرية اختيار الأرض. واختار لوط لضياعه فيما بعد، فى سبى سادوم (تك 14 ) وفى حريقها (تك 19 ). إن صراعات الذات دخلت فى شكوي مرثا من مريم بقولها أختى تركتنى اخدم وحدى (لو10 : < 4 ) وكانت مريم قد اختارت النصيب الصالح، والشكوى التى قامت ضدها كانت من جهة صلاحها!! ولكن الذات تقف حتي ضدالاخوات!!. وضد الإخوة معا، والاقارب، والخدام!!. لا انا ما اجمل وما اعمق قول القديس بولس الرسول: فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فى (غل 2 : 20 ). هنا النكران الكامل للذات فى كل شئ ،لتكن لا مشيئتى بل مشيئتك هكذا كان السيد المسيح يقول للآب، وهكذا نقول أيضا فى الصلاة الربانية كل يوم لتكن مشيئتك، . وهكذا فعل أبونا ابراهيم حينما قال له الرب أذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك (تك 12 ). فخرج وهو لا يعلم إلى اين يذهب (عب 8:11 ) وفى طاعته تخلى عن ذاته وعن كل شئ... بل فى طاعته لما أمره الله بتقديم ابنه الوحيد محرقة (تك 2:22 ) تخلى عن عواطفه وأماله. وترك ما يتعلق بالذات، منشغلا بالله وحده، وفى قلبه ايضا عبارة (لا أنا) لا مشيئتى بل مشيئتك. ومثل القديس بولس وأبينا إبراهيم والقديس يوحنا المعمدان أيضا. كان يختفى لكى يظهر المسيح، ويقول من له العروس فهو العريس أما أنا فمجرد صديق للعريس اسمع وأفرح ينبغى أن ذاك يزيد، وأنى انا أنقص (يو 9:3 2. 30 ). ومع ذلك، فهذا الذى قال أنا أنقص قال عنه الرب لم تلد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان (مت 11:11 ). وعبارة أنا أنقص أكملها بولس الرسول بقوله لا أنا ... |
24 - 08 - 2016, 11:31 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: حياة الفضيلة والبر ((22)) بقلم قداسة البابا شنودة 7\11\2010
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|