|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثعالب الصغيرة الأنبا مكاريوس الأسقف العام سمعتم كثيرا وقرأتم عن الثعالب الصغيرة "خذوا لنا الثعالب. الثعالب الصغار المفسدة للكروم..."(نش15:2) وبينما تحب الذئاب البطيخ! فتربض بجوار مزارعه، وتعبث به ليلًا وُتلحق به الكثير من الضرر، فإن الثعالب في المقابل تحب الكروم فتربض هي الأخرى حولها.. حتى إذا ما حل الظلام تسللت إلى الداخل تحصل منها على وجبه سهلة لذيذة، وينتبه الكرام لذلك فيسعى باستمرار لافتقاد السياج وتسديد الثغرات وتقريب المسافات بين أعواد السياج، وبذلك يتعذر على الثعلب الكبير الولوج إلى داخل الكرم، ومن ثم فإنه يدفع بصغيره ما بين قضيبين ليحصل له على الطعام، وقد يفعلها الصغير من تلقاء نفسه دون تكليف! يدخل ويعبث بالكرم هنا وهناك، يُتلِف أكثر ممّا يأكل، فهو عديم الخبرة... فإذا ما شعر بالخطر فيمكنه الاختفاء بسهولة بحيث يصعب على الكرام الوصول إليه، ويكرر الصغير فعلته يوميًا، ويطيب له المقام داخل الكرم، هناك يكبر ويلد كثيرين فيصبح مع الوقت قوة خطيرة في الداخل. وقد يرى البعض عامل الكرم خيالًا لكائن صغير يجرى داخل الكرم، فلا يعبئون به كثيرًا، ظانين أنه بإمكانهم التخلص منه في لحظة متى شاءوا، فما بالهم بكائن أقرب في حجمه إلى حجم الفأر... وكيف له أن يهدد هذا الصرح الضخم الهائل من العنب في عشرات الأفدنة..! هذه هي الخطايا الصغيرة المختبئة خلف الفضائل الكبيرة، الثعالب الصغيرة التي يستخف بها الإنسان دون تدقيق، مثل كذبة صغيرة، سيجارة، بعض المواقع على الإنترنت -على سبيل الاستطلاع- الصلاة المختصرة مرة بسبب ضيق الوقت، أو الإرهاق. وقد يتحول كل ذلك إلى نمط واضح... مثلها في ذلك مثل الاستيقاظ متأخرًا واختصار القداس وغيرها .. فلا شك أن التساهل يؤدى حتمًا إلى الانحراف .. وقد يكون الأمر أشبه ما يكون بقطار خرج عن القضبان ... ومن ثمّ يحتاج إلى جهد كبير للعودة إلى مساره. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الثعالب الصغيرة للأدانة |
الثعالب الصغيرة للكذب |
“احترس من الثعالب الصغيرة” |
الثعالب الصغيرة |
ما هى الثعالب الصغيرة ؟ |