|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" وأمَّا يعقوب فأحبَّ يوسف أكثر من سائر بنيه... فلمَّا رأى إخوته أنَّ أباهم أحبّه أكثر من جميع إخوته أبغضوه، ولم " وأمَّا يعقوب فأحبَّ يوسف أكثر من سائر بنيه... فلمَّا رأى إخوته أنَّ أباهم أحبّه أكثر من جميع إخوته أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يُكلّموه بسلام، وحلمَ يوسف حلمًا وأخبر إخوته، فٱزدادوا أيضًا بغضًا لهُ، فقال لهم: ٱسمعوا هذا الحلم الذي حلمت، فها نحن حازمون حزمًا في الحقل، وإذا حزمتي قامت وٱنتصبت، فٱحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي، فقال له إخوته: ألعلّك تملك علينا ملكًا أم تتسلّط علينا تسلّطًا، وٱزدادوا أيضًا بغضًا لهُ من أجل أحلامه ومن أجل كلامه " (تكوين 37 : 3 – 8). وما هيَ إلاَّ فترة زمنية قصيرة، حتَّى نرى صاحب الحلم، نرى الابن المحبوب أكثر من إخوته، نرى من توقَّعَ المُلْكَ والسجود لـهُ مـن قِبل الآخريـن، مرميًا في بئر، ثمَّ مُباعًا عبدًا إلى المصريين.. وبعدها مُتَّهم زورًا.. ومرميًا في السجن لثلاثة عشر سنة !!! أين الحلم؟ أينَ المُلْك؟ وإن كانت الأحلام لن تتحقّق.. فهل البديل هوَ السجن؟ ألا يحصل هذا معنا؟ إن كانَ على الصعيد الشخصي.. أم على صعيد الكنيسة؟ أم على صعيد البلد؟ واليوم بالتحديد، ونحن الذين أعطانا الرب وعودًا وأحلامًا ورؤىً ونبوءَات، عن نهضة كبيرة ستأتي على بلدنا، عن سلام سيعم بلدنا، عن ٱسترداد للمسلوب وتعويض، عن سنة يوبيل حقيقية، يلحق فيها قطافنا بالزرع، عن نفوس كثيرة ستأتي إلى الرب، عن معجزات وعجائب وشفاءَات سيفتقدنا بها الرب.. وعن.. وعن.. وعن... وهل أحبَّ الرب لبنان، وميّزه كما حصل مع يوسف؟ نعم.. لقد أحبَّهُ وميَّزه.. وهذا ليس مدعاة للتكبُّر والتعالي، مع أنَّ هذا حصل وجلب علينا الكثير من المصائب والويلات.. قال العريس الذي يرمز إلى الرب يسوع، إلى العروس التي ترمز إلى الكنيسة هذا الكلام: " كلّك جميل يا حبيبتي، ليس فيكِ عيبة، هلّمي معي من لبنان، يا عروس معي من لبنان... قد سبيتِ قلبي يا أُختي العروس، قد سبيتِ قلبي بإحدى عينيكِ، بقلادة واحدة من عنقك... ورائحة ثيابك كرائحة لبنان " (نشيد الأنشاد 4 : 7 – 11). كلام واضح عن محبة الرب للبنان، وعن ٱهتماهه بعروس من لبنان، وعن تشبيهه لرائحة ثياب عروسه برائحة لبنان، وعن عيني عروسته التي سبت قلبهُ.. ولم يكتفِ الرب بهذا الكلام، بل بالروح القدس جاءَ وأعلن لنا عن قصده وتوقيته لتحقيق هذا الكلام لكنيسته في لبنان.. ونحنُ تمسّكنا بهذه الوعود، وبهذه الأحلام، وبهذه النبوءَات، وبسنة اليوبيل.. فصلّينا وما زلنا نصلّي، وصمنا وما زلنا نصوم، وتشفّعنا وما زلنا نتشفّع، وحاربنا في العالم الروحي وما زلنا نُحارب، وأعلنَّا إيماننا، مُتمسّكين بوعود الرب وما زلنا.. لكن.. وبالعيان.. ما زلنا في السجن.. والأمور تزداد تعقيدًا.. والتحديات كبيرة.. ووضع البلد مقلق.. والتهويلات مستمرة.. والأفق مسدود.. وعلى صعيد الخدمة.. الثمر قليل.. التغيير بطيء.. وما زلنا ننتظر المعجزات والعجائب و... وأغلبنا تساءَل ويتساءَل، أين الأحلام والرؤى والنبوءَات والوعود؟ أين المُلْك؟ أينَ هيَ سنة اليوبيل التي وعدنا بها راعي الكنيسة، نقلاً عنك يا رب في مطلع العام، وها نحن قد أصبحنا في منتصف الشهر الحادي عشر؟ ونحن اليوم نعاني كما عانى يوسف، من هزء من هم حولنا، ونقول كما قال كاتب المزمور: " صرنا عارًا عند جيراننا، هزءًا وسخرة للذين حولنا " (مزمور 79 : 4). ونسأل ونسأل ونسأل... الجواب لم يكن عندي بالطبع.. لكنهُ عند الرب بكل تأكيد.. وأنا اليوم بكل تواضع.. لكن بكل جرأة وإيمان.. أنقل لكم جواب الرب على كل هذه التساؤلات: " ٱسمعوا قول الرب أيها المرتعدون من كلامه (أو الخائفون كلمته)، يسخر منكم إخوتكم الذين يكرهونكم (كما سخر إخوة يوسف منهُ)، وينبذونكم لأنكم تخافون ٱسمي قائلين: ليتمجّد الرب حتَّى نشهد فرحكم؟ ولكنهم لا يعرفون أنهم هم الذين يخزون، صوت ضجيج من المدينة، صوت من الهيكل، صوت الرب مُجازيًا أعداءَهُ، شعبي مثل ٱمرأة ولدت قبل أن تتمخّض، وقبل أن تُقاسي من الطلق أنجبت ذكرًا، من سمع مثل هذا، ومن رأى نظيره؟ أتولد بلادٌ في يوم واحد؟ أم تُخلق أُمَّة دفعة واحدة؟... تهلَّلوا مع (لبنان) وٱفرحوا لهُ يا كل مُحبيه، ٱبتهجوا معهُ بفرح يا جميع النائحين عليه، لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزياته، ولكي تحلبوا بوفرة وتتلذَّذوا من درة مجده، لأنه هكذا قال الرب: ها أن أُسبغ عليه الخير كنهر، وأُجري لهُ ثروة الأمم كسيل متدفِّق، فترضعون، وتُحْمَلون في الحضن، وعلى ركبيته تُدلَّلون، وأُعزِّيكم كمن تعزِّيه أمّه، وفي (لبنان) تُعزّون، وتشهدون، فتُسرّ قلوبكم، وتزدهر عظامكم كالعشب، فتُصبح يد الرب معروفة عند عبيده، وينصبّ غضبه على أعدائه " (إشعياء 66 : 5 – 14). نعم.. هل مضى عشرة أشهر ونصف من سنة اليوبيل، ولم تأتِ الثمار بعد؟ لا تخف.. الرب يقول: في يوم واحد فقط أُعوِّض عليكم، ليس عن سنة فحسب، بل عن سنوات كثيرة من القحط والجفاف.. في يوم واحد تولد هذه البلاد.. وبدفعة واحدة تولد هذه الأُمَّة.. سجن مظلم.. أمضى فيه يوسف ثلاثة عشر سنة، لكن في لحظة واحدة أضحى على العرش: " فأرسلَ فرعون ودعا يوسف، فأسرعوا بهِ من السجن، (وبعد تفسيره الحلم لفرعون)... قال فرعون لعبيده: هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله، ثم قال فرعون ليوسف: بعدما أعلمك الله كل هذا، ليس بصير وحكيم مثلك، لذلكَ أُولِّيك على بيتي، ويُذعن شعبي لكل أمر تُصدرهُ، ولن يكون أعظم منك سواي أنا صاحب العرش، ثمَّ قال فرعون ليوسف: أُنظر، قد جعلتك على كل أرض مصر، وخلعَ فرعون خاتمه من يده، وجعله في يد يوسف، وألبسهُ ثياب بوص، ووضع طوق ذهب في عنقه، وأركبه في مركبته الثانية، ونادوا أمامه: ٱركعوا، وجعلهُ على كل أرض مصر، وقال فرعون ليوسف: أنا فرعون، فبدونك لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر " (تكوين 41 : 14 – 44). ويأتي كاتب المزمور 105 ليؤكد لنا هذا الكلام أيضًا عندما يقول: " أرسل أمامهم رجلاً، بِيعَ يوسف عبدًا، أذوا بالقيد رجليه، في الحديد دخلت نفسه، إلى وقت مجيء كلمته، قول الرب ٱمتحنهُ، أرسل الملك فحلّهُ، أرسل سلطان الشعب فأطلقهُ، أقامهُ سيِّدًا على بيته، ومُسلَّطًا على كل ملكه، ليأسر رؤساءه حسب إرادته، ويُعلّم مشايخه حكمة " (مزمور 105 : 17 – 22). ونحن اليوم كيوسف.. نشكو ونئن من العبودية.. أرجلنا متأذِّية من القيود.. أنفسنا مأسورة في الحديد.. أحلامنا لم تتحقَّق بعد.. النبوءَات لم تتحقَّق بعد.. الوعود لم تتحقَّق بعد.. سنة اليوبيل لم نرَ غلالها بعد.. لا بأس.. لأنَّ كل هذا إلى وقت مجيء كلمة الرب.. واليوم وكما حصل مع يوسف.. قول الرب يمتحننا كما ٱمتحنَ يوسف حينها.. يوسف نجحَ في الامتحان.. وبين ليلة وضُحاها ٱنتقلَ من السجن إلى العرش.. ويبقى السؤال ماذا عنَّا نحن اليوم؟ هذه الرسالة من الرب ليست صدفة، بل هوَ وقت مجيء كلمة الرب، إنَّهُ الوقت يا أحبائي، إنَّهُ ٱفتقاد منهُ لكي يمسح كل غبار ذرَّاه العدو على إيماننا، لكي يُشدِّد سواعدنا فلا نخور قبل تحقيق كل ما وعدنا بهِ بأيام قليلة.. دعوة للجميع، لكي نتحد معًا كرجل واحد في الحرب، نتنقّى ونتقدّس ونُكرِّس أنفسنا للرب ولعمله، نُلقي عنَّا كل أحمال تُعيق تقدّمنا، لا نتلهَّى بأمور الحياة الفانية، نُركِّز عيوننا على الرب، على مصدر إيماننا ومُكمّلهُ، نُكمل السعي معًا، ولا يهتز إيماننا مهما حصل في الأيام القادمة، فلا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو ٱنقلبت الجبال إلى قلب البحار.. الله في وسطنا فلن نتزعزع، الله لنا ملجأ وقوة، عونًا في الضيقات وُجِدَ شديدًا، مُسكِّن الحروب إلى اقصى الأرض، يكسر القوس ويقطع الرمح، المركبات يحرقها بالنار، ويقول لنا ولأعدائنا: كفّوا وٱعلموا أنِّي أنا الله، أتعالى بين الأمم، أتعالى في الأرض، رب الجنـود معنا، ملجأنا إله يعقوب (مزمور 46). ثق بأنَّ وعدًا واحدًا من وعوده الصالحة لنا لن يسقط.. بل الكل يكون.. وقفَ يشوع أمام الشعب عندما شاخَ وأنجز المهمة التي أوكلها الرب إليه، وبعدما تحقَّقت وعود الرب لهُ بٱمتلاك الأراضي، وهزم الأعداء... ليقول لذلك الشعب: " وها أنا اليوم ماضٍ في الطريق التي يمضي إليها أحياء الأرض كلُّهم، ولكنكم تعلمون حقَّ العلم من كل قلوبكم ومن كل نفوسكم، أنَّ جميع وعود الرب الصالحة التي وعدكم بها قد تحقَّقت. الكلُّ صارَ لكم. لم تسقط منهُ كلمة واحدة " (يشوع 23 : 14). ما أجمل هذه الأمانة التي كانت في قلب يشوع، وما أجمل أن نُمجِّد الرب بعد أن يُحقِّق وعودهُ لنا.. لكن ما أثمن أن نُمجِّد الرب ونؤمن بأنَّ وعوده الصالحة لنا ستتحقَّق مئة بالمئة، قبل أن نراها على أرض الواقع، لا سيَّما عندما تكون الظروف مُعاكسة لهذه الوعود.. واليوم الفرصة مُتاحة أمامنا.. لكي نقف ونرفع رؤوسنا في وسط كل هذه الظروف المُعاكسة وفقًا للعيان، ونشكر الرب من أجل تحقيقه لهذه الوعود، قبلَ أن نراها على أرض الواقع، متذكِّرين ما حصل بين الرب وتوما: " قالَ لهُ يسوع: لأنَّكَ رأيتني يا توما آمنت، طوبى للذين آمنوا ولم يروا " (يوحنا 20 : 29). مجَّدَ يشوع الرب عندما رأى.. ومجَّدَ توما الرب عندما رأى.. لكن.. طوبى لنا اليوم إن مجَّدنا الرب وآمنَّا بتحقيقه لكل ما وعدنا بهِ.. قبل أن نرى.. فهل سنفعل؟ فلنستقبل هذه الرسالة اليوم بروح الإيمان، ولنقف صامدين في وجه عدونا، لنرى مملكتهُ تنهار، وعروشه تسقط في هذا البلد، ولكي نرى الرب مدهوشًا من إيماننا كما كانَ مدهوشًا من إيمان قائد المئة، فيُحقِّق بيمينه المُقتدرة وعوده لنا، ويُحقِّق أحلامنا والنبوءَات التي أعطانا، الواحدة تلوَ الأخرى.. لنثق بأمانته.. إنه حافظ العهد، الساهر على كلمته لكي يُجريها.. ولنثق أنهُ بين ليلة وضُحاها: ستُولد بلادنا دفعة واحدة، ستمتلئ شباكنا صيدًا وافرًا.. وسننتقل من السجن إلى العرش !!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|