عش شَرِكة القديسين
حين استيقظت من نومك هذا الصباح بماذا استقبلت اليوم ؟ كيف اصبحت ؟ هل كنت فرحا ً مرحا ً ؟ هل نفسك مستريحة راضية ؟ هل عُزف لحن الراحة داخلك ؟ أم قمت من نومك وجبال الهموم على كتفيك ؟ هل تنتشر المرارة والحزن في جوفك ؟ شعر داود النبي بذلك فصرخ الى الله وقال : " يَا إِلهِي ، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ " (سفر المزامير 42: 6 ) نفسي منحنية ، نفسي منكسرة ، رأسي مثقّل ٌ بالهم ، قلبي مشحون ٌ بالحزن ، نفسي منحنية ٌ في َّ . لم يسمع ردا ً ، زاد صراخه ُ الى الرب :
" غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا ....... . كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ. ...... لِمَاذَا نَسِيتَنِي ؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِينًا مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ ؟ ....... عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ ، بِقَوْلِهِمْ لِي كُلَّ يَوْمٍ : «أَيْنَ إِلهُكَ ؟ "
نمر في اوقات عصيبة ونجد الله نسينا ، تركنا ، صم اذانه ُ عنا ، اهملنا وابتعد عنا . توالت المصائب على ايوب ، خراب ، موت اولاد ، مرض ٌ ، الم ٌ ، اين الله ؟ اين هو ؟ المؤمن يسير فوق الشوك ، يواجه الحراب والحروب ، يسقط في الحفرة ، اين الله ؟ اين ؟ قد يكون سبب انحناء النفس مرضا ً ألم ّ بك ، قد يكون العدو قد مس جسدك . المرض هاجمك ، صرعك ، القى بك في الفراش ضعيفا ً عاجزا ً فانحنت نفسك . قد يكون سبب انحناء النفس غدرا ً وخيانة ً لحقت بك ، قد خانك َ صديق إئتمنته ، ادار لك ظهره ُ وخاصمك أو انقلب عليك وطعن ظهرك فانحنت نفسُك . قد يكون سبب انحناء النفس احتياجا ً ماديا ً يضغط عليك ، ضيق يد ٍ في مواجهة طلب ٍ ملح . يدك فارغة لا تحتكم على ما يجب دفعه فانحنت نفسك . ويتوجع داخلك ، ينزف مرارة ً طعمها علقم . يرتفع قلبك بالصراخ ، يمتلئ قلبك بالانين . كل الناس تمر في ذلك ، انت ليس معصوما ً مما عاناه قبلك داود حين قال : " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيّ َ؟ ارْتَجِي اللهَ ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. " ترجى الله ، الجأ الى الله ، اذهب الى حضرة الله ، احمده واطلب خلاصه وعونه . الله لم يخلقنا للألم ، الله لم يصنعنا للموت ، الله جبلنا لنفرح ولنحيا . تمسك بالمسيح ، اثبت فيه ، ركز عواطفك واهتماماتك في شخصه ، اثبت . لا تتأرجح في علاقتك به ، لا تتذبذب ، لا ترخي قبضتك ، تمسك به جيدا ً . انضم الى نصرته ، اركب مركبته ، لا تتخاذل وتتراجع ، تمسك بقيامته . موكب المنتصرين مكان الفرح والنصرة والغلبة ، سر في موكب نُصرته . وسط القديسين تجد التأييد والتشجيع والتعضيد ، عش شَرِكة القديسين .