ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال مهم للغاية.. من أنت؟ فالإنسان دائمًا يُفتش ويحتاج أن تكون لهُ هوية واضحة، تُحدِّد لهُ شخصيته وموقعهُ في هذه الحياة، وكم هوَ كبير جدًا عدد الأشخاص، حتى لا نقول الجميع، الذين يُمضون كل حياتهم، وهُمْ يفتشون عن هويتهم الحقيقية، فتارةً يجدونها، وطورًا يفقدونها، ليعودوا ويجدونها من جديد، وتتوالى الأيام وموضوع الهوية، يمر في صراعات كبيرة. وإبليس العارف جدًا أهمية هذا الموضوع، يعمل جاهدًا وبكل قواه لكي يُبعد الناس ويمنعهم عن إيجاد هويتهم الحقيقية، لا بل يسعى دومًا، وللأسف فهوَ غالبًا ما زال ينجح في إعطاء هويات مزيفة لكثير من الناس، لا سيَّما المؤمنين.. واليوم إن نجحنا.. وسننجح بإذن الرب.. نعم إن نجحنا في الإجابة على هذا السؤال: من أنت؟ أو من نحن؟ فكل الأمور ستتغيَّر في حياتنا الشخصية.. في حياة عائلاتنا.. في كنائسنا.. في خدمتنا.. في بلدنا.. من أنت؟ خطة الله الأساسية للخلق كانت وستبقى، أن يتسلَّط الإنسان الذي خلقهُ الله على صورته ومثاله، على كل شيء، وأن تكون لهُ شركة خاصة ومميزة معهُ، شركة بين أب محب، يُحبنا محبة غير مشروطة، أي لا تعتمد على قدراتنا أو مواهبنا أو تصرفاتنا: " فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقهُ، ذكرًا وأنثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم: أثمروا وٱكثروا وٱملأوا الأرض، وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الأرض " (تكوين 1: 27 – 28). " ها أنا أُعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيّات والعقارب، وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء " (لوقا 10 : 19). لقد سلَّطنا الله على كل شيء، وطلبَ منَّا إخضاعه، وأعطانا سلطانًا على كل مملكة الظلمة، وكل قوة للعدو، والأهم من كل ذلك، أنهُ طلب منَّا أن ندوس على إبليس ومملكته !!! هذا في ما خصَّ السلطان.. أمَّا في ما خصَّ الشركة مع الله، ومحبته غير المشروطة، فكلمة الله تؤكد لنا هذه الحقائق: "... لذاتي مع بني آدم " (أمثال 8 : 31). هل تدرك معنى هذا الكلام؟ الرب يتلذَّذ بالشركة معك !!! " الذي لم يُشفق على ٱبنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معهُ كل شيء " (رومية 8 : 32). لم يُشفق الآب السماوي، على الرب يسوع المسيح، بل ضحَّى بهِ من أجلك أنت بالتحديد.. أرجو منكَ أن تتوقف للحظات قليلة أمام هذا الكلام، لا يكفي أن تعرف هذه الآية، ومكان وجودها في الكتاب المقدس، لا.. لا يكفي أبدًا، لأنَّهُ لو أدركت في أعماقك المعنى الحقيقي لهذا الكلام، وسمحت للروح القدس، روح الإعلان، لا بل رجوتهُ أن يُعلنها لروحك، ويغرسها في أعماقك، ويجعلها حقيقة ٱختبارية، لتغيَّرت كل ظروف حياتك، وظروف خدمتك، تغييرًا جذريًا، ستتفاجأ منهُ بكل تأكيد، لا بل ستُذهل، عندما تُدرك الفرق بين معرفتك لهذه الآية، وبينَ ٱختبارك لهذا الكلام.. كم أنتَ محبوب.. كم أنتَ ثمين في عيني الرب، أنتَ الخاطئ منذُ البداية، والذي سيستمر يُخطئ حتى يُغادر هذه الأرض، ٱرتضى الآب السماوي القدوس، أن يبذل ٱبنهُ الحبيب الوحيد القدوس يسوع المسيح من أجلك، ولم يقف هنا، بل يقول: " إن كنتُ قد ضحِّيت بأغلى ما عندي، فكيف لا أهبك معهُ كل شيء.. كل شيء.. كل شيء ". ليرحمنا الرب في هذا اليوم، ويساعدنا الروح القدس، في غرس هذه الكلمات في كل كياننا لكي تتغيَّر كل حياتنا.. لماذا هذا الكلام، وهذا الشرح عن السلطان، وعن موقعنا بالنسبة لله؟ وما علاقتهُ في تحديد هويتي، أو إجابتي على السؤال من أنت؟ لا شيء يحدث أو يحصل على هذه الأرض من تلقاء نفسه، أو من خلال حركة كواكب ونجوم، وحظ ونصيب وقدر، كما يُتحفنا العلماء والفلاسفة والمنجمون و... إلخ. بل إنَّ كل ما يحدث ويحصل، ما هوَ إلاَّ ٱنعكاس لما يجري في العالم الروحي، وهذا العالم الروحي، وبعبارات بسيطة، دون الدخول في جدل لاهوتي، يتحكَّم فيه إثنان: الله.. وإبليس. وقد تقول لي: بالنسبة لله، لا مشكل فهذا معروف وواضح، أمَّا بالنسبة لإبليس فلماذا يتحكَّم هوَ في الأمور التي تجري على هذه الأرض؟ ببساطة مُطلقة، لأنَّ آدم الذي كان يملك السلطان المُطلق، أعطى هذا السلطان لإبليس، عندما عصا على توجيهات الله، وشكَّكَ في صدق الله وأمانته، وصدَّق إبليس وأكاذيبه، وتؤكـد لنا كلمـة الله هـذه الحقائـق عندمـا تقـول: " وقاـلَ لـهُ إبليس: لكَ أُعطي هذا السلطان كلَّهُ ومجدهنَّ، لأنهُ إليَّ قد دُفع، وأنا أُعطيه لمن أريد " (لوقا 4 : 6). كلام قالهُ إبليس للرب يسوع المسيح، عندما كانَ يُجربهُ في البرية: السلطان دُفعَ إليَّ.. نعم.. كما سبقَ وذكرنا، آدم دفعَ السطان لإبليس بعصيانه.. والرب يسوع لم يعترض على هذا الكلام، لأنهُ كان يعرف حقيقة هذا الأمر، لا بل أكَّد الرب هذا الكلام عندما قال: " لا أتكلم أيضًا معكم كثيرًا، لأنَّ رئيس هذا العالم يأتي وليس لهُ فيَّ شيء " (يوحنا 14 : 30). إذًا إثنان يتحكمان في مسرى أمور البشر على هذه الأرض: الله وإبليس.. ولهذا ينبغي أن تُدرك أن كل أمورك وٱحتياجاتك على هذه الأرض: سلامك، راحتك، طمأنينتك، صحتك، ٱحتياجاتك المادية، خدمتك، نجاحك... جميعهم يتوقفون على معرفة هويتك، وإجابتك على سؤال من أنت بالنسبة لهذين الشخصين؟ من ترى نفسك أمام هذين الشخصين؟ لأنهما شخصان ينبغي أن تطلب منهما كل أمورك، لكن بالتأكيد بطريقتين مختلفتين !!! هل تُدرك في هذا اليوم وأنتَ تقرأ هذا التأمل، من أنتَ بالنسبة لله؟ إضافةً على ما سبقَ وذكرنا، من آيات تُخبرك كم أنتَ محبوب، وكيفَ أنَّ الآب بذلَ ٱبنهُ الوحيد من أجلك، وهوَ يشتاق أن يمنحك معهُ كل شيء، دعني أقول لكَ أن كلمة الله، تحتوي الكثير من الآيات المشابهة التي تؤكد لكَ من أنت بالنسبة لهذا الإله المحب، وأنا أُشجعك أن تتأمل يوميًا بهذه الآيات، لا بل تكتبها على دفتر خاص، وتتأمل فيها مرارًا، طالبًا من الروح القدس أن يغرسها في قلبك، أن يُعلنها لروحك، لكي تُصبح جزءًا من حياتك اليومية العملية، فتخلق فيك الإيمان الذي من دونه لن تستطيع أن تُرضي الله، وترى وعوده لكَ تتحقق في حياتك، ولكي أُساعدك، إليكَ الآن القليل من الكثير من هذه الوعود: " ومحبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة " (إرميا 31 : 3). " إنَّ أبي وأمي قد تركاني، والرب يضمّني " (مزمور 27 : 10). " هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ٱبن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسينَ وأنا لا أنساك " (إشعياء 49 : 15). " ليسَ لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " (يوحنا 15 : 13). " ومهما سألتم بٱسمي فذلكَ أفعله ليتمجد الآب بالابن، إن سألتم شيئًا بٱسمي فإني أفعله " (يوحنا 14 : 13 – 14). لن أُضيف أكثر.. بل ما أهدف إليه.. هوَ أن تُدرك في أعماقك من أنت بالنسبة لله، وتُدرك هويتك الحقيقية بالنسبة لهُ، عندما تقف أمامه.. في محضره لكي تطلب منهُ ما تحتاجه، تُدرك أنكَ لا تستعطي ولا تشحذ منهُ ما تريدهُ، بل بثقة ويقين وإيمان لا يقبل الشك أبدًا، بدالة البنين المحبوبين حبًا غير مشروط، تقف وتطلب واثقًا بأنهُ سيلبي كل طلباتك مهما كانت.. فأنتَ أغلى بكثير من أي طلبة تطلبها منهُ، والرب يسوع أغلى بكثير من أي طلبة تطلبها، لأنَّ الآب يقول: إن كنتُ قد ضحيت بٱبني الوحيد من أجلك فكيفَ لا أهبك معهُ كل شيء. ينبغي عليك في هذا اليوم، أن تطرد من داخلك، كل صغر نفس، وكل شعور بأنك أصغر من أن يُصغي لكَ الله، ويلبي طلباتك، وتطرد كل شعور بعدم الاستحقاق، أو الشعور بالذنب وأنت تطلب من الله ما تحتاجه، لأن ٱستحقاقك يعتمد على دم يسوع وعلى شفاعة يسوع اللذين لن يتغيَّرا أبدًا مهما كان وضعك ومهما كانت حالتك. من أنتَ بالنسبة لله؟ أنتَ ٱبن محبوب.. محبوب.. محبوب جدًا، وهوَ ينتظر بفارغ الصبر أن تأتي إليه بهذه الهوية الجديدة، لكي يضمك ويحبك ويمسح دموعك ويعوِّض عليك كل ما خسرت، ويلبي كل طلباتك.. فلا تتأخَّر !!! والآن من أنت بالنسبة لإبليس؟ دَفَعَ آدم السلطان لإبليس، وأضحى هذا العدو الشرير رئيس هذا العالم، وهوَ يتحكم بأمور كثيرة في هذا العالم، لكـــن.. هل بقيَ ذلكَ السلطان في يده؟ ليسَ بالنسبة لكل البشرية لأنَّ هذا ليسَ موضوع تأملنا اليوم، لكن السؤال هوَ بالنسبة للمؤمنين أولاد الله؟ طلب إبليس من الرب يسوع المسيح، أن يسجد لهُ لكي يُعطيه السلطان، لكنَّ الرب رفضَ رفضًا قاطعًا وأجابه من كلمة الله قائلاً: " إذهب يا شيطان، إنه مكتوب للرب إلهك تسجد، وإياه وحدهُ تعبد " (لوقا 4 : 8). رفضَ الرب العرض الذي قدَّمهُ لهُ إبليس لاسترداد السلطان لصالحنا كمؤمنين، ولم يُخبر إبليس عن طريقته في ٱسترداد هذا السلطان، وأكمل الرب خطتهُ، وفي الجلجثة، المكان الذي ٱعتقدَ هذا العدو الغبي أنهُ أجهزَ على الرب فيه، تحوَّل هذا المكان إلى ساحة هزيمة نكراء لإبليس وكل مملكته، عندما رُفعَ الرب على الصليب، وقدَّمَ لنا دمهُ الثمين.. ثمنًا لفدائنا وخلاصنا وشفائنا وٱنتصارنا و... وٱسترداد السلطان، ليُخبرنا بولس فيما بعد قائلاً: " وإذ كنتم أمواتًا في الخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معهُ مسامحًا لكم بجميع الخطايا، إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كـان ضدًا لنـا، وقـد رفعه مـن الوسـط مسمِّرًا إيـاه بالصليـب، إذ جرَّدَ الرياسات والسلاطين، أشهرهم جهًارا ظافرًا بهم فيه " (كولوسي 2 : 13 – 15). هذه هيَ خطة الرب لتجريد إبليس ومملكته من السلطان، الصليب ودمهُ الثمين، وليسَ السجود لهذا العدو أبدًا، بل على العكس تمامًا هوَ من ينبغي عليه أن يسجد للرب، وليسَ للرب كإله، بل للرب كإنسان ممثلاً لنا، لكي يتحوَّل هذا النصر وهذا السلطان لنا نحن أولاد الله، وقد أكَّدَ لنا الرب هذه الحقيقة عندما قال كما سبقَ وذكرنا: " ها أنا أُعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيّات والعقارب، وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء " (لوقا 10 : 19). ندوس كل قوة العدو.. وهذه الحقيقة يُدركها إبليس تمامًا.. لكن السؤال يبقى هل تُدركها أنت؟ وهل تُدركها بالقدر الكافي الذي يجعلك تعرف هويتك، ومن أنت عندما تُخاطب إبليس؟ وهل ٱسمك مُدوَّن في لائحة إبليس؟ وهل أنت معروف منهُ؟ حتى كما قال لأبناء سكاوا عندما هاجموا أحد الأرواح الشريرة التي تنتمي إلى مملكته: أنا أعرف يسوع، وأعلم من هوَ بولس؟ أم أنتَ مثل أبناء سكاوا تستخدم ٱسم يسوع الذي يبشر فيه بولس، وليسَ الاسم الذي تعرف مدى قوته على مملكة الظلمة وحقك الطبيعي في ٱستخدامه؟ هذا هوَ هدفي من معرفة هويتك أمام إبليس، أن تُدرك في أعماق أعماقك، أنكَ أنت سيد إبليس وليس العكس أبدًا، أن تُدرك أنَّكَ أنت من يأمر هذا العدو المهزوم، وهوَ من ينفذ دون أي مجادلة، أنهُ لكَ السلطان المطلق عليه وعلى كل مملكته.. هكذا أريدك من الآن وصاعدًا أن تتعامل مع إبليس، تَعَامُل سيد منتصر لديه السلطان أن يامر ويدوس على إبليس وكل قوته.. وأخيرًا.. شخصان يتحكَّمان في أمور هذا العالم الذي أحيا فيه الآن: الله.. أبي المحب.. أطلب منهُ كل ما أحتاجه بدالة البنين، معتمدًا على ٱستحقاق دم الرب يسوع المسيح الذي قدَّمهُ لي مجانًا.. واثقًا أنه يُصغي إليَّ ويلبي كل طلباتي.. وإبليس.. العدو المهزوم.. أدوس عليه وعلى كل مملكته.. وأمارس عليه سلطاني الذي أعطاني إياه الرب يسوع المسيح.. فأنتزع من يده بالقوة كل ما يُحاول أن يحجبه عنِّي.. هذا أنت.. هذه هيَ هويتك.. وهذا هوَ موقعك بالنسبة لله وبالنسبة لإبليس.. ٱبن محبوب جدًا.. وملك منتصر يدوس على رقاب أعدائه !!! |