البابا تواضروس يتحدث : لن نلتفت لتهديدات الإخوان .. وسنقيم صلواتنا وأعيادنا رغم أنف الجميع
>> أبناء الوطن في حاجة للعودة لرشدهم وإدراك أن من يحركهم الآن فاسد ويريد تدمير البلاد
>> رأى فى الإستفتاء على الدستور سأقوله من خلال الصندوق.. وليس له علاقة برأى الكنيسة وكل قبطى من حقه التصويت بنعم أولا
>> أفضل الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية لعدم توافر الأمن.. والإخوان حرقوا لنا مايزيد على ألف منزل ومتجر
>> الوطن مجروح مثل شخص مريض ليس في لياقته البدنية وعلينا أن نترك الدولة ترتاح قليلا لأنها في فترة النقاهة
بعد رحلة علاجية قضاها البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية , وبعد فترة طويلة من الصمت قرر البابا الخروج من عزلته خصوصا فى ظل التهديدات المتتالية بتفجير عدد من الكنائس أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد ليلة السادس من يناير المقبل.. تصريحات البابا التى وجهها لعدد من الصحفيين حملت هذه المرة الكثير من التحديات الواضحة خصوصا لهؤلاء المنتمين للجماعات الجهادية والذين يتوعدون بتفجير الكنائس بين الحين والآخر .. البابا أكد فى حديثه أن الكنائس ستحتفل بعيد الميلاد دون خوف أو قلق من تعرض الكنيسة والاقباط لاي اعتداءات او اعمال عنف ، مشيرا الي أن الاقباط يعلمون أن الله يحميهم ,ولذلك لن يلتفتوا لتهديدات الاخوان المزعومة.
مؤكدا أن مخاوف الأقباط الان هي مخاوف كل المصريين بصفة عامة وليس الاقباط فقط، خاصة أن أعمال الارهاب لا تفرق بين مسلم ومسيحي. مطالبا المجتمع المصري بالتكاتف والاتحاد لمواجهة الارهاب الذي تعاني منه مصر ، موضحا أنه يوجد كثير من أبناء الوطن في حاجه الي أن يعودوا لرشدهم وأن يدركوا ويعلموا أن من يحركهم الآن فاسد ويريد تدمير البلاد علي حد وصفه. وأوضح أن الإنسان الذي ينتهج أعمال العنف في حياته سوف يقف أمام الله ويحاسبه حسابا عسيرًا، مؤكدا ان مصر محفوظه من الله ولن تظل في هذه الاعمال الارهابية كثيراً. وعلق البابا على إعلان الإخوان جماعة إرهابية قائلا :" الأمر يخص السلطات وليس لدى تعليق عليه"،و بسؤاله عن الأقباط الذين تضرروا من الهجمات التي قام بها الاخوان عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس الماضي، وما لحق بهم من خسائر، تجاوزت الـ 65 مليون جنيه بحسب بعض الاحصائيات، قال تواضروس: الكنيسة قدمت لهم تعويضاتٍ مادية عقب الأحداث، ووضعت خطة عاجلة لتعويض جزء من خسائرهم، عن طريق التبرعات التي وصلتها خلال الفترة الاخيرة. مشيرا الي أنه تم تدمير ما يزيد على 1000 منزل ومتجر، تم إعمار 85 % منها. ورفض البابا هجوم عدد من الاقباط علي مؤسسات الدولة بسبب عدم ترميم الكنائس التي تم الاعتداء عليها ، مؤكدا أن الدولة تقوم بدورها قدر المستطاع في ترميم الكنائس التي تعرضت للاعتداء ، رافضا توجيه لوما لها على أي تقصير. وقال الوطن مجروح مثل شخص مريض ليس في لياقته البدنية ولا يمكن أن يطلب الاقباط كل شيء في الوقت الحالي، ولكن علينا أن نترك الدولة خصوصا أنها في فترة النقاهة. أما فيما يتعلق بتفعيل قانون بناء الكنائس الذي ورد في الدستور الجديد قال تواضروس: سيفعل القانون وفقا للجدول الزمني المحدد له، ووقتها سيختلف الوضع كثيراً بالنسبة لنا ,مستشهدا بالكنيسة التي صرح لها بالبناء في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، والتي مرعلى طلب بناءها قرابة العشرين عاما وهي لا تتجاوز 300 متر أي لكل عام 20 سم -على حد وصفه-. وبسؤال البابا عن الدستور قال: " من المنطقي أن يكون هناك خلاف حول مواد الدستور، فمن المستحيل أن يجتمع الشعب المصري كله علي أي دستور". وأوضح أن رأيه في الاستفتاء على الدستور سوف يقوله من خلال الصندوق، وأن كل شخص في الكنيسة يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعني هذا أن ما يقوله هو رأي الكنيسة. رافضاً أن يتحدث أحد باسم الاقباط، خاصة أن هناك الكثير من الاقباط يري أن الدستور به كثير من العيوب ولا يعبر عنهم. وبالحديث عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فقال "أفضل الانتخابات الرئاسية أولًا، لأن الانتخابات البرلمانيه تحتاج إلى تواجد أمنى مكثف". وأضاف لا يمكن أن تقوم وزارة الداخلية بتأمين اللجان الانتخابية في ظل عمليات التفجير التي تحدث كل يوم، ولذلك لابد وأن تتم الانتخابات الرئاسية أولاً. وبسؤاله عن استعداد الكنيسة للاحتفال بعيد الميلاد قال: "سوف نحتفل بعيد الميلاد كأي عام سابق، ولن يؤثر أي شيء علينا، فلا يمكن لا حد أن يمنع الفرحة من أن تدخل لقلوبنا". لافتا الي أن الكاتدرائية ستنتظر قدوم ابنائها للاحتفال بعيد الميلاد، دون خوف أو قلق من حدوث أي انفجرات، أو اعتداءات. وأوضح أن من يريد أن يشارك في احتفالات العيد من الشخصيات العامة عليه أن يطلب ذلك ليتم توجيه دعوة إليه، ولفت إلى أنه ليس من العادة أن الرؤساء يحضرون الاحتفال بالعيد إلا أننا نعرف محبتهم ومشاركتهم. ووجه البابا رسالة الي كل المصريين قائلا: "علينا أن ننتظر بعض الوقت وألا نقلق لأن الله يحفظنا جميعا". مؤكداً أن التجارب التي عاشها المصريون خلال العامين السابقين أكدت أن الشعب قوى ويعرف طريقه، فالشعب الذي قام بثورتين لا يقبل التحكم بأي شكل أو الديكتاتورية من أي نوع. معرباً عن تمنيه لعام 2014 أن يعم الهدوء والتآلف، وأضاف مازحا: " 14 رقم جميل أحسن من 13 وأتوقع فيه الخير لمصر وعودة الهدوء". وتمني البابا أن يبتعد العنف عن المدارس والجامعات ويكون لهما حرمتهما مثل المساجد والكنائس وأن تعود العملية التعليمية إلى طبيعتها من جديد، والابتعاد عن التظاهرات والوقفات وغيرها . وبالحديث عن جلسات الصلح التي تتم بشكل عرفي بين العائلات في الصعيد، أشار إلى أن هذه الجلسات أمر محلى يحدث داخل كل قرية، موضحاً أن السبب في عقد تلك الجلسات ضعف القانون أو عدم تطبيقه ولهذا أطالب الدولة بإعلاء قيمة القانون وتطبيقه علي الجميع دون تفرقة، خصوصا أن سبب تقدم الدول هو تطبيق القانون، وتابع حديثه: "المجتمعات لا تبنى إلا بالقانون والتعليم والإعلام البناء". أما عن علاقة الكنيسة الارثوذيكسية بباقي الكنائس فقال: "هناك زيارات بين الكنيسة الكاثوليكية، والأرثوذكسية، فنحن نتبادل المحبة وهذا شيء إنساني، ولا يمكن لاحد أن يفسد العلاقة بيننا ككل". ووصف البابا علاقة الكنيسة الأرثوذكسية بباقي الكنائس بالطيبة. وأشار الي أن التواصل شيء مهم جدا، وأضاف هناك تواصلا مع الكنيسة الكاثوليكية، والأزهر، والعكس ا؛ لأن الإنسان فرد، والتواصل مع الجميع يزيد من غنى الفرد. مؤكدا أن هناك تصريحات نشرت مؤخرا تشير إلى عكس ذلك إلا أننا نتبادل الاحترام على مستوى الرئاسات كافة، ونفي البابا صحة جميع التصريحات التي تؤكد أن هناك خلاف كبير بين الكنيسة الارثوذكسية والكاثوليكية. وأوضح أن الكنيسة القبطية المصرية تحمل رسالة السلام للكل، مشيراً الي انها المؤسسة المصرية الوحيدة التي ظلت دون احتلال، فكل مؤسسات الوطن احتلت إلا الكنيسة فهى عبر تاريخها لم تسع إلى منصب بخلاف الكنيسة الغربية، مؤكد أن الكنيسة المصرية وطنية حتى النخاع. وأشار إلى أن مصر تأتي بشكل مربع مما يعني التوازن ويمر بوسطها النيل الذي نشرب منه الماء والوسطية، مؤكدا أن الكنيسة تصلي دائما من أجل النيل ووسطيته دائما. وطلب البابا الشعب المصري بتعلم ثقافة الحوار خاصة أنها الثقافة الأولى في حياتنا كبشر، مواصلا حديثه :لكن للأسف الإنسان لم يستخدمها في بدايته وما زال يبتعد عنها، وأن هناك أنواع اخري من الثقافات التي يتعامل بها المصريين مع بعضهم الان وهي ثقافة الجدار أو الصمت وهي أن يتحدث شخص دون استماع من الآخر، وهناك ايضا ثقافة الشجار وهي عدم استخدام اللسان والعقل والفكر واستخدام وسائل أخرى تمتد إلى الشجار بين فردين وحتى إلى الحرب بين الدول. ووجه البابا رسالة للصحفيين قال فيها "إنكم صحفيين مصريين تتمتعون بالوسطية كميزة، وعليكم بث جرعات من الطمأنة والأمل والتفاؤل للرأي العام، والبعد عن الحالات الفردية مثل أن مدينة ولد فيها مائة طفل، ووقعت فيها حادثة قتل يتوجه الإعلام مباشرة لحادث القتل ولا ينظر للمائة حياة جديدة للأطفال ، مستشهدا بمقولة "الطرق الوسطية خلصت كثيرين" مؤكدا أنه يتعين على الصحفيين أن يكونوا وسطيين كما يشربون من النيل الوسطي. وأوضح أنه يتطلع إلى الصحف بقدر الإمكان كقارئ وليس كرجل دين وأننا بحاجة إلى جرعات للتفاؤل والأمل وليس للحزن والاكتئاب. واستطرد حديثه: "عليكم أن تعطوا من خلال أخباركم جرعة تفاؤل وأمل ولا تقلدوا الصحافة الغربية، وهناك فارق بين القارئ الغربى والشرقي، فالمواطن الغربي "مرتاح اجتماعيا وماديا" أما المواطن المصرى فـ "مطحون وتعبان"، وعلى الصحفيين إعطاء المواطن أخبار رفاهية بدلا من الأخبار المؤلمة. وأضاف:" اجعلوا حياتكم وأخباركم في سلام ، ويكفى إزعاجا في مجتمعنا.. أعطونا بارقة أمل أعطونا نور رجاء شجعونا.. كفاية المعاناة الموجودة في مجتمعنا" واختتم حديثه بالتأكيد على أن الكنيسة تحرص على السلام، وعلي الصحفيين أن يكونوا صانعي سلام حتى ينالوا رضا الله، وأن يحققوا انفراداتهم بأسلوب راق ومتقدم.