ونقصد به الذي يؤمن بالرب في حدود معينة، ولا يصل إيمانه إلى ما هو أبعد منه.. مثال ذلك مريم ومرثا، اللتان كانتا تؤمنان أن الرب يقدر أن يشفي أخاهما من المرض فلا يموت. أما إن مات، فقد كانت إقامته من الأموات أمرًا لم يكن إيمانهما قد وصل إليه. لذلك كل منهما قالت للرب "لو كنت ههنا، لم يمت أخي" (يو 11: 21، 32). ولما قال الرب لمرثا "سيقوم أخوك" أجابته "أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير" (يو 11: 24 ). ولما ذهب الرب إلى القبر وقال "ارفعوا الحجر "قالت مرثا "يا سيد قد أنتن، لأن له أربعة أيام" (يو 11 24). إن الله لم يرفض هذا الإيمان المحدود، إنما أعطاه فرصة لينمو. لذلك لمرثا "من آمن بي، ولو مات فسيحيا". ووبخها عند القبر قائلًا "ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله" (يو 11: 20، 40) وأعطاها فرصة أن ترى مجد الله في إقامة أخيها لعازر، لتؤمن أيضًا اليهود الذين شهدوا المعجزة. وهنا كان الإيمان لاحقًا للمعجزة، وليس سابقًا لها. وربما كان ذلك لأن تلك المعجزة كانت الأولى من نوعها، أي إقامة ميت بعد أربعة أيام من موته، بعد أن أنتن.