|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا8 .. اكتب إلي ملاك كنيسة سميرنا قال الرب للقديس يوحناالرائي: السبت 14 ديسمبر 2013 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث اكتب إلي ملاك كنيسة سميرنا:هذا ما يقوله الأول والآخر,الذي كان ميتا فعاش:أنا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك مع أنك غني.. وتجديف القائلين إنهم يهود وليسوا يهودا,بل هم مجمع الشيطان لاتخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به.هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام.كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فلا يؤذيه الموت الثانيرؤ2:8-11. +++ مدينة سميرنا هي مدينة أزمير في آسيا الصغري وكان أسقفها القديس بوليكربوس أحد الآباء الرسوليين تلميذ القديس يوحنا الحبيب,وقد استشهد وهو شيخ كبير السن. وقد حاولوا أن يغروه لكي يترك السيد المسيح فرفض وقال إنه عاش في عشرة المسيح أكثر من ثمانين سنة ولم ير منه شيئا رديا فكيف يتركه؟!. وقد نال القديس بوليكربوس إكليل الشهادة وغالبا كان هو ملاك كنيسة سميرنا وقت كتابة سفر الرؤيا. +++ وكلمة سميرنا تعني المر.. وهي ترمز إلي الألم وإلي الاضطهاد. والرسالة إلي سميرنا تعني بالدرجة الأولي فترة الاضطهاد الذي وقع علي المسيحية وعبارةعشرة أيامتعني عشرة عصور لأباطرة عشرة من أيام نيرون إلي قسطنطين حيث قاسي المسيحيون اضطهادا وعذابا مرا وكلمة يومهنا لاتعني المعني الحرفي إنما تعني عهودا. بدأت الرسائل السبع بالرسالة إلي أفسس التي تعني المحبوبة ثم إلي سميرنا التي تمثل الكنيسة في آلامها وعذاباتها وهذا تدرج منطقي لأن العلاقة مع الله بدأت بالحب ثم يرينا الله كم ينبغي أن نتألم من أجل اسمه أع9:16. +++ نلاحظ أن لقب المسيح في هذه الرسالة له معني مناسب: فبالنسبة إلي ملاك كنيسة أفسس الذي ترك محبته الأولي. وكان يلزمه أن يعرف من أين سقط ويتوب...استخدم الرب لقبالممسك السبعة الكواكب في يمينهرؤ2:1ليشجعه بأنه في يمين الرب مهما ترك محبته الأولي أما بالنسبة إلي ملاك كنيسة سميرنا المعرض للاضطهاد والألم والموت لقد استخدم الرب لنفسه لقبالأول والآخرالذي كان ميتا فعاشلكي يذكره بأنه حتي لو مات في الاضطهاد فسوف يعيش بعد ذلك,كما حدث للسيد المسيح في قيامتهإذ كان ميتا فعاش وأنه يقول لكنيسة سميرنا وكل من في ظروفها:كما أنني قهرت الموت وكنت ميتا فقمت فسوف تقومون معي أنتم أيضا إن متم في الاضطهاد,يذكرنا هذا بقوله لمرثا أخت لعازر وقد مات من آمن بي ولو مات فسيحيايو11:25وفعلا أقامه من الموت... +++ الرسالة إلي سميرنا هي رسالة التشجيع في الضيقة والألم والاضطهاد. إن السيد الرب لايخفي علي أولاده وتلاميذه أنهفي العالم سيكون لهم ضيقيو16:33بل قال لهمتأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة للهيو16:2. وهنا في الرسالة إلي ملاك كنيسة سميرنا يقول له:لاتخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم بهيكون لكم ضيق عشرة أياموإبليس يلقي بعضا منكم في السجنومع كل ذلك عبارةلاتخف والرب في هذه الرسالة يري أنه أمام هذه الكنيسة ثلاثة أعداء:اليهود والأباطرة العشرة وإبليس ويطمئن ملاك هذه الكنيسة بقولهأنا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك.. +++ يقول عن العدو الأول للكنيسة:اليهود وتجديف القائلين إنهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع شياطينرؤ2:9فكما أن اليهود اضطهدوا السيد نفسه كذلك اضطهدوا رسله القديسين وقيل من جهة بطرس ويوحنا الرسولينوبينما هما يخاطبان الشعب أقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيون متضجرين من تعليمهما للشعب...فألقوا عليهما الأيادي ووضعوهما في حبس إلي الغدأع4:2,1وبالنسبة إلي باقي الرسلجعلوا يتشاورون أن يقتلوهموجلدوهم وأوصوهم أن لايتكلموا باسم يسوعأع33:40. هؤلاء هم اليهود الذين كانوا يهيجون الحكام ضد الرسل وضد المسيحيين والذين أكثر من أربعين رجلا منهم حرموا أنفسهم أن لايأكلوا ولا يشربوا شيئا حتي يقتلوا القديس بولس الرسولأع23:14,21. +++ ما المقصود بعبارة تجديف القائلين أنهم يهود وليسوا يهودا بل هم مجمع شياطينرؤ2:9؟ هم القائلون إنهم شعب الله المختار وليسوا هم شعب الله ولاهم مختارين منه بل هم يقاومون مشيئة الله وشعبه المسيحيين. هم القائلون إنهم أبناء إبراهيم ويفتخرون بانتسابهم له وليسوا هم كذلك.. لأنهم كما قال لهم الرب من قبللو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيمأنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدءيو8:44,39 من أجل هذا دعاهم الربمجمع شياطينلأنهم صاروا من أعوان الشيطان وجنده ينفذون مشيئته وهكذا أصبح كل منهم شيطانا وهم-في اجتماعهم معا علي الشر-مجمع شياطين. +++ أما عن تجديفهم فهو كثير... هم الذين جدفوا علي السيد المسيح وقالوا إنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين وإنه كاسر للسبت وناقض للشريعة وأن به شيطانا قائلين لهإنك سامري وبك شيطانيو8:52,48وقالوا إنه ضال ومضل ومستحق للموت,بل قال رئيس كهنتهم في محاكمتهقد جدف, ما حاجتنا بعد إلي شهود؟!مت26:65 وما أكثر التجاديف الأخري التي نادوا بها.. +++ إن الرب يطمئن هذا الملاكالراعيبأنه يعرف ضيقته فيقول له: أنا عارف أعمالك وضيقتك وفقرك-مع أنك غني-وتجديف القائلين إنهم يهود..أع2:9وكأن ملاك هذه الكنيسة يقول في قلبه:يكفي أن الرب يعرف ما أنا فيه من ضيق ولاشك أن سيتصرف حسب كثرة تحننه وعمق رعايته ولا حاجة لي أن أشكو أو أطلب أو أن أصرخ مع داود النبي يارب لماذا كثر الذين يحزنونا؟كثيرون قاموا عليمز3:1يكفي أنه يعرف فلاكن أنا مطمئنا... إن الرب يعرف عمله ويعرف ضيقته ويعرف فقره مع أنه غني...وكأنه يقول مع القديس بولس الرسول خسرت كل الأشياء,وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح وأوجد فيه..في3:8.. ومع أنه من أجل الرب صار فقيرا لعله أيضا يرتل مع نفس الرسول وجماعتهكفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لاشيء لنا ونحن نملك كل شيء2كو6:10 +++ الرب يطمئنه بأنه يعرف ضيقته ثم يقول له: لاتخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به..رؤ2:10 الله لايمنع الألم عن أولاده ولايمنع التجارب ولا الضيقات ولا المؤمرات...ولكنه في كل ذلك يقول عبارةلاتخف...سوف تأتي الضيقة ولكن أنا سأكون معكم كما كنت مع الثلاثة فتية في أتون النار. لذلك تشدد وتشجع ولاتخف سيحاربونك ولايقدرون عليك لأني أنا معك,يقول الرب-لأنقذكأر1يسقط عن يسارك ألوف وعن يمينك ربوات أما أنت فلا يقتربون إليك,بل بعينيك تتأمل ومجازاة الخطاة تبصرمز91. إن المسيحية ديانة شجاعة وجرأة وأيضا ديانة رجاء في عمل الله معك وفي وعده المشجع لاتخف.. ليتكم تتبعون عبارة لاتخف في الكتاب المقدس... ما أجمل قول داود النبي في المزمورإن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي وإن قام علي قتل ففي ذلك أنا مطمئنمز27 +++ لاتخف مما أنت عتيد أن تتألم به ومثال ذلك: هوذا إبليس مزمع أن يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيامرؤ2:10لم يقل:هوذا الامبراطور أو الأمير أو الوالي سيلقي بعضا منكم في السجن بل قالهوذا ابليس..ابليس هو المحرض وحربنا معه وليس مع البشر,كما قال القديس بولس الرسولإن مصارعتنا ليست مع لحم ودم بك مع أجناد الشر الروحية في السماويات من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشريرأف6:13,12وكما قال القديس بطرس الرسولإبليس خصمكم يجول كأسد يزأر ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان1بط5:9,8 +++ الرسالة إلي سميرنا هي رسالة إلي الذين يضطهدهم ابليس سواء في الناحية الإيمانية أو في حيلاتهم السلوكية الشخصية. هؤلاء يشجعهم الرب حتي لاييأسوا وإنما يكونون أمناء حتي الموت وإن كان رغمعشرة أيامهنا يشير إلي عهود الأباطرة العشر الذين قاموا باضطهاد المسيحية قبل قسطنطين فمن الناحية الرمزية يشير هنا إلي كمال الأيام أي إلي أي مدي زمني مهما طال.. فعلي الإنسان أن يقوم حروب بليس كما قال الرب: كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياةرؤ2:10 من جهة الإيمان عبارةإلي الموتتعني الأمانة إلي حد الاستشهاد ومن جهة الأمانة في السلوك الروحي فقد وبخ القديس بولس الرسول الخطاة من العبرانيين قائلا لم تقاوموا بعد حتي الدم مجاهدين ضد الخطيةعب12:4 هنا تظهر الأمانة الكاملة. ومن الناحية العكسية يكون الاستسلام للخطية وعدم مقاومة ابليس هو لون من خيانتنا لله الذي أتمننا أن نكون هياكل لروحه القدوسكو3:16. +++ نكون أمناء لله إلي آخر رمق من إراداتنا وعزيمتنا وإلي آخر رمق من جهادنا الروحي... وفي كل ذلك نكون معتمدين علي الله الذي يعمل فينا ويعمل معنا من أجلنا ولاتكون أمانتنا حتي الموت مجرد عمل بشري وإنما شركة مع الروح القدس2كو13:14واستجابة لعمله الإلهي فينا. مرتلين مع المزمورلولا أن الرب كان معنا-حين قام الناس علينا لا تبلعونا ونحن أحياءنجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين,الفخ انكسر ونحن نجونا عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرضمز124 +++ وفي كل ذلك لا نيأس مهما جرحنا في حرب ومهما سقطنا في خطية ففي الحروب الروحية من كل نوع نقول الحرب للرب وفي حالة السقوط لا نيأس بل نقول مع النبي لاتشمتي بي يا عدوتي فإني إن سقطت أقوموالصديق يسقط سبع مرت ويقوم. وبالإيمان نحيا في الرجاء ويذكرني هذا بقصة ذلك الفنان الذي تقطعت كل أوتار قيثارته ولم يبق فيها سوي وتر واحد فأكمل عزفه بهذا الوتر الواحد في لوحة فنية ترمز إلي الرجاء. كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة ففي ساعة التجربة تذكر هذا الإكليل الذي ينتظرك وتمسك به واحرص علي أن تناله واكليل الحياة يعني الحياة الأبدية التي تحيا فيها مع الله وقديسيه في النعيم الأبدي. +++ يختم الرب رسالته بقولهمن له إذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائسإنه يقول:من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني. الموت الأول هو موت الجسد بانفصال الروح عن الجسد. أما الموت الثاني فهو الموت الأبدي بانفصال الروح عن الله وبه يلقي الإنسان في البحيرة المتقدة بالنار والكبريترؤ21:8أما الذي يغلب فلا قدرة لهذا الموت الثاني عليه. الموت الأول يقوم منه الإنسان بالقيامة الثانية في اليوم الأخير أما الموت الثاني فهو الرعب ولاينجو منه إلا الغالبون. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|