|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تسمع طرقاته ؟ وسط صخب العالم وموسيقى الشر تعزف وطبول الإثم تطرق وتصم الآذان ، وانياب الشيطان ومخالبه تحيط بنا والشرار الاحمر يخرج من عينيه وسط ضحكات ٍ شامتة . وسط الصراخ العالي ، وسط ابواق الجحيم ، وسط الانين والبكاء والنحيب ، يأتي . يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي . يهمس احيانا ً ويعلو صوته احيانا ً : " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. " هل تسمع ؟ " إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. " (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 20 " يسكت الصخب ، يوقف الشر ، يطرد الشيطان ، يُلقه ِ بعيدا ً ويملأ القلب والحياة بخلاصه . وسط عواصف المعاناة ، وسط زوبعة التجربة ، وسط السنة النار الحارقة ، في الجزر عندما ينحسر المد والماء ، في الظلام والسحب القاتمة تحجب ضوء الشمس ، والبرد يفترس الاطراف ويزحف نحو القلب ، والخوف يزلزل النفس ويمزقها ، يأتي ، يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي ، يأتي وينادي : " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. " هل تسمع ؟ هل تسمع طرقاتي ؟ إن سمعت صوتي افتح الباب لادخل اليك واتعشى معك وانت معي . فيهرب الخطر ويبعد الخوف ، ويحل السلام والامان ويمتلئ القلب بفرحته . وسط المياه الراكدة ، وسط شحوب النور ، وسط اللون الرمادي . حين تفتر حياتنا ، حين تتأرجح عواطفنا ، حين تتعثر اقدامنا وتخور قوانا . لما نجد انفسنا متأرجحين بين البينين ، لا حرارة فينا ولا برودة ، يأتي ، يأتي ويقف على ابوابنا ، يأتي ويطرق ، يأتي ويداوم الطرق ، لا يمل ، يأتي . يأتي ويوقظنا : " هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ . " افتح عينيك ، افتح اذنيك واسمع لادخل اليك لأتعشى واقيم معك ، لأملأ حياتك بوجودي ، فتعود الحرارة ، تغلي الدماء ، تعلو الامواج ، يتفجر النور القوي المبهر . في آخر الطريق عندما تصل الى نهاية الحياة ، حين يقف الزمن وتنتهي الايام ، عندما تصل الدعوة للعودة ، للانطلاق الى السماء ، حين ينادي المنادي بالذهاب . ونحن نسير في الوادي المظلم ويقودنا الموت بوشاحه ِ الاسود للنهاية ، يأتي ، يأتي ويطرق بجوارنا ، يأتي ويقرع ابواب ارادتنا ووعينا لنفتح . نفتح عيوننا وقلوبنا له ، نفتح له الطريق ليصاحبنا ، ليرافقنا ويسير معنا . ويتقدمنا ، يخطو امامنا ، يعبد الطريق ويسهّله لنا ، يفتح كل الابواب امامنا . في كل وقت ، في كل موقف ، في كل منحنى ً في حياتك ، عند كل منعطف دائما ً يقف . هل تسمع طرقاته ؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن |
تسمع ليا |
اسمع طرقاته على بابك |
هل تسمع طرقاته ؟ |
شكل اول ما تسمع خبر وحش |