صوم الباعوثا | صوم الباعوثة
كلمة "باعوثا" ܒܥܘܬܐ هي كلمة آرامية تعني الطِلبة أو التضرع أو الاستغاثة. و"صوم الباعوثا" أو أحيانًا "صوم الباعوثة" هو نفسه "صوم يونان" عند أخوتنا مسيحيوا العراق.
ويقول الأب ألبير أبونا من البطريركية الكلدانية(1) عن نشأة هذا الصوم أنه نشأ على ثلاثة مراحل:
-
باعوثا بمناسبة وباء انتشر في عهد البطريرك حزقيال (+581) لاسيما في منطقتي باجرمي (كركوك)، ونينوى. فاتفق مطران بيث كرمايّ مار سبريشوع واسقف نينوى على إقامة الصلاة والصوم لكي يرد الله عنهم وباءً هائلًا سُمي (شرعوطا) حصد الألوف من سكان تلك المناطق. ويُقال أن الله رَدَّ عنهم الوباء اثر توبتهم وصلاتهم.
-
باعوث العذارى ܒܥܘܬܐ ܕܒܬܘܠܬܐ: كانت في السابق ديارات عديدة تُسمى بدير العذارى أي الراهبات المتبتلات. وباعوث العذارى تُنْسَب قصتها إلى دير العذارى في الحيرة، وكان ديرا مزدهرًا في القرن السابع. ويُقال أن أميرًا يدعى عبد الملك بن الوليد أرادَ أن يضمَّ هؤلاء الراهبات إلى حَرَمه، وذلك في زمان يوحنا الأزرق أسقف الحيرة الذي عاش في عهد البطريرك حنانيشوع الأول الأعرج (700م)، فتولّى الهلع نفوس الراهبات وشرعن في الصوم والصلاة ليبعد الله عنهن هذا العار. ويُقال أن الأمير اغتيل في دمشق في نهاية الأيام الثلاثة التي قضتها الراهبات في الصوم والصلاة.
-
صوم نينوى: أتخذ المسيحيون سفر يونان ركيزة كتابية لصومهم وتوبتهم. وقد فَسَّر وشرح آباء وملافنة عديدون هذا السفر من الكتاب المقدس بأشعار رائعة وعبارات مؤثرة استخدمها المسيحيون لتغذية صلواتهم في أيام الباعوثة الثلاثة.
_____
(1) عن مقال بعنوان "صوم الباعوثا" - الأب البير أبونا: 29 كانون الثاني 2012.