|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من لا يجمع معي فهو يفرق" (مت30:12، 23:11). تبدأ الرواية بدون مقدمات وبدون ربط بالكلام السابق، مما يجعلها تقليداً ثميناً محفوظاً بذاته وضعه ق. مرقس هنا في هذا الموضوع علي أساس واحد مع الرواية السابقة كونها من يقبل ولداً "بأسمى"، فالجزء المشترك بين الروايتين هذه والسابقة هو في "أسمي". ولكن الرواية هنا خطيرة، فهي تتعرض لمبدأ حرمان العقائد بعضها لبعض علي أساس أنه طالما ليس يتبعنا نحرمه " فمنعناه لأنه ليس يتبعنا" (مر38:9). وهنا انبري المسيح بغيرة ظاهرة يُخطئ هذا المنهج في المعاملات مع الآخرين، ويضع أساس التعامل بين العقائد ذات العمل الواحد باسم المسيح. فقال يسوع: " لا تمنعوه لأنه ليس أحد يصنع قوة بأسمى ويستطيع سريعاً أن يقول قولاً صالحاً أميناً عن المسيح. والكل يعمل عملاً واحداً، سواء إخراج شياطين أو شفاء أمراض أو تعليماً صالحاً باسم المسيح. إذن، يكون الكل في هذه الحالة يخدم المسيح واسمه. ثم يصرح المسيح بالقانون الذي يضبط التعامل بين العقائد في (مر40:9) هكذا : "لأن من ليس علينا فهو معنا". أي طالما صاحب المبدأ أو العقيدة لا يعمل ضدنا ولا ضد ما نعمله أو نقوله أو نؤمن به فهو بالضرورة معنا، حيث يكون الذي يربطنا معاً هو الذي نعمل لحسابه ونخدمه كلانا وهو المسيح. هذا يُحسب أخطر مبدأ يحكم الجماعة المسيحية، الذي لما تجاوزوه وكسروه، انكسرت وحدة الجماعة إلي عقائد منقسمة علي بعضها البعض، وكل واحد يعمل ضد الآخر باسم المسيح؛ مع ان الكل يخدمه بأمانة، وهذا خروج عن المسيح جملة، فكيف يستقيم الأمر؟ إنه عار علي الكنيسة وعار علي أصحاب الإيمان، بل وهي مهانة كبري للإيمان والمسيح، أن كل عقيدة تكون أمينة للمسيح وتعادي عقيدة أخري وهي أمينة للمسيح أيضاً، فهنا العداء هو المسيح. فالعقائد الأساسية القائمة اليوم تقول قولاً صالحاً في المسيح وتعبده بالروح والقلب بكل أمانة وصدق، فكيف نبرر الانقسام والعداوة الأساسية القائمة اليوم تقول قولاً صالحاً في المسيح وتعبده بالروح والقلب بكل أمانة وصدق، فكيف نبرر الانقسام والعداوة الحادثة بين الثلاثة؟ هل هذه العداوة أو القطيعة أو الانفصال الجذري الحادث بينها هو من أجل المسيح؟ هل هو لصالح المسيح؟ هل هو لصالح الشعب، والشعب معروف أينما كان وتحت أي شعار كان، أنه هو شعب المسيح!!؟ إن مبدأ المسيح: " من ليس علينا فهو معنا" ومن يقول قولا صالحاً في المسيح وبإيمان صالح هو معنا، ينبغي أن يُلزم الكنيسة بأن تكون عقيدة واحدة وإيماناً واحداً، لأن الكل مخلص للمسيح الواحد. وحتي الذين ليسوا معنا في عبادة المسيح الواحد، لا يصح ولا يجوز أن نعاديهم ولا نفرزهم من محبتنا، لأن قانون: " أحبوا أعدائكم" يقف سداً منيعاً ضد أي عداوة لأي إنسان مهما كانت عداوته. فالمحبة من عندنا قائمة علي أساس البذل والعطاء خلواً من تعويض أو مبادلة المثل بالمثل. يا لحزننا العظيم أن مبدأ المسيح: " من ليس علينا فهو معنا" مكسور في كنيسة المسيح، وهذا تسبب في تحطيم المحبة علي الأرض. فالمسيح هو محبة بلا قيود ولا شروط. + " فأجابه يوحنا قائلاً: يا معلم، رأينا واحداً يُخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا، فمنعناه لأنه ليس يتبعنا. فقال يسوع: لا تمنعوه، لأنه ليس أحد يصنع قوة بأسمى ويستطيع سريعاً أن يقول علي شراً. لأن من ليس علينا فهو معنا" (مر38:9-40). هذا ما يواجه الكنيسة أمس واليوم. الكنيسة ممزقة بتيار المنع والحرم والقطيعة بين العقائد. وهنا لأول مرة في الأناجيل نجد القديس يوحنا يقوم بدور القيادي ويطرح قضية خطيرة علي المسيح. "فمنعناه لأنه ليس يتبعنا": كررها القديس لوقا كما هي أخذاً بتقليد ق. مرقس حرفياً. وهذه هي قضية اليوم والأمس والغد وبعد غد: المنع والحرم والعداوة والقطيعة للعقائد التي تخدم باسم المسيح لمنفعة وشفاء وتعليم الشعب باستخدام " اسم المسيح" أي سلطانه الشخصي وقوته وهويته ولاهوته. القضية هي قضية الكنيسة الأن!! أين أنت يا يوحنا؟ بل أين أنت يا رب من الكنيسة اليوم؟ فقد منعت وقطعت وحرمت واذت ولعنت بعضها البعض، والكل يخدم الاسم المبارك، ويعبد بالروح والحق ويتبع من كل القلب، والشعب يدفع الثمن، والمسيح مطعون في القلب، وكل الجسد يُدمي متألماً والكل قانع وراضٍ علي هذه الجريمة في حق المسيح وجسده واسمه. من أجل المسيح انقسمت الكنيسة وتشاجرت، وباسم المسيح أقامت المجامع للحرم والاضطهاد. الكل يقول: لأنهم ليسوا يتبعوننا، والكل يتبع المسيح!! لقد أخذوا بعكس مبدأ المسيح، وهو مبدأ لا يجوز أصلاُ إلا علي الشياطين: " من ليس معنا فهو علينا" حيث من ليس مع المسيح هم الذين قال عنهم المسيح: " هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو35:22). هذه هي قضية الكنيسة اليوم مرفوعة باسم المسيح ليقضي فيها المسيح، فإما نعطي كل كنيسة له وإلا قضت علي نفسها. فإما العودة إلي الوحدة والمحبة والقلب الواحد تحت اسم المسيح الواحد، وإلا تفتت بالعداوة والأحقاد ثم زوال. لما طرح يوحنا قضية المنع تحت الاسم المبارك، حَكم المسيح كقاضي العدل بحكم أن لا تمنعوهم. فالاسم ر يفرق بل يوحد، ولا يخلق أحقاداً وعداوات ومرارات، بل يخلق الحب والحنان وعودة القلب علي القلب: " لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن" (ملا6:4)!! يا قارئي المبارك، أتوسل إليك أن تقف معي، بل تقف مع المسيح، بل تقف مع الإنجيل والحق. لقد تعاهد الشراح السطحيون ذوو الميول المنحازة فشرحوا هذه القضية المسيحية الكنيسة الخطيرة بأنها لا تزيد عن كونها تعزيم علي الشياطين غير قانوني!! واستطاعوا أن يهربوا من المسيح والإنجيل والحق ويحولوا قول المسيح الرب الإله القاضي بالعدل: " من ليس عليَّ فهو معي" إلي قضية إخراج شياطين غير قانوني، ولاذوا بالفرار من غضب المسيح وحكمه: " من لا يجمع معي فهو يفرق" (مت30:12، 23:11). أتوسل إليك أيها القارئ، أن ترد للمسيح حقه وترفع رأس الإنجيل وصدقه وتنادي معي: إما الوحدة الكنيسة، وإلا لعنة التفريق والخراب المحتم. -------------------------------------------------------------------------------------------------------- المرجع: ( كتاب المسيح: حياته، أعماله – فقرة 73 صفحة 284، 284، 286 للأب متي المسكين) |
03 - 11 - 2013, 07:45 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: من لا يجمع معي فهو يفرق" (مت30:12، 23:11).
تامل جميل جداً
شكراً أختى مارى ربنا يبارك خدمتك |
||||
04 - 11 - 2013, 08:58 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من لا يجمع معي فهو يفرق" (مت30:12، 23:11).
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق |
من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق |
من لا يجمع معي فهو يفرق |
من لا يجمع معى فهو يفرق |
"من ليس معي فهو علي، من لا يجمع معي فهو يفرق." (متى30:12) |