|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 38 ) الحياة... ثلاثيات (11) .. كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة السبت 26 اكتوبر 2013 كانت الكنيسة تحتفل بأسبوع الآلام مرة كل 33 سنة, حتي أيام البابا ديمتريوس الكرام البطريرك رقم (12), الذي قرر أن يحتفل به سنويا.. ويكون تاليا للصوم الأربعيني المقدس. وقد نظمت الكنيسة لأسبوع البصخة قراءات أحد القيامة المجيد. ومن المدهش أن نري خلال طقس وقراءات أسبوع الآلام ثلاثيات عجيبة.. فنري مثلا ثلاثية في: + التسميات.+ الممنوعات.+ القراءات.+ العموميات.+ السمات.+ الآلامات.+ المحاكمات الدينية.+ المحاكمات المدنية.+ الهتافات.+ البركات.+ التدريبات.+ القلوب. أولا: ثلاثيات التسميات فنحن نري أن الكنيسة تطلق علي هذا الأسبوع ثلاثة تسميات.. 1- أسبوع الآلام: وذلك لأن ربنا يسوع المسيح قد أكمل فيه عمل الفداء بالآلام. 2- أسبوع البصخة: وكلمة بصخة تعني بالقبطية (الفصح), وبالعبرية (العبور), وذلك إشارة إلي عبور الملاك المهلك علي بيوت بني إسرائيل في القديم, ونجاة أبكارهم والمسيح له المجد هو فصحنا الذي ذبح لأجلنا لأن فصحنا أيضا المسيح ذبح لأجلنا (1كو5:7). 3- الأسبوع الثاني: يسمي الغربيون أسبوع الآلام بـ (الأسبوع المقدس- Holy Week) فلقد تألم المسيح لأجلنا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب, فلنخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره (عبرانيين13:12, 13). ثانيا: ثلاثية الممنوعات وفي هذا الأسبوع نري الكنيسة بحكمة عجيبة تمتنع عن.... 1- استخدام المزامير في العبادة مزامير الأجبية: وذلك لأن المزامير مليئة بالنبوات المتعددة عن تجسد ربنا يسوع المسيح وحياته وآلامه وقيامته وصعوده. لذلك فالكنيسة تردد في الأسبوع اللحن المحبوب (ثوك تي تي جوم- لك القوة...) وهي مخصصة لتمجيد آلام ربنا يسوع, وهي التسبحة التي يترنم بها السمائيون بكل طغماتهم ورتبهم, معطين المجد لله. وهذه التسبحة تمثل لنا تسبحة قوة.. لأن المسيح له المجد لم يصلب عن ضعف, ولكن حبا في خلاصنا. ومن العجيب أن الكنيسة تقرأ في أسبوع الآلام 54 مزمورا باللحن الأدريبي. وترتل بها مزامير أسبوع الآلام, وهناك لحنان بلحن معين (بيك أثرونوس) ومعناها كرسيك يا الله إلي دهر الدهور, والباقي بلحن عام يبدأ بكلمة أبصالموس طو دافيد ومعناها: مزمور لداود. وقد رتبت الكنيسة أن تضاف عبارة (بين سوتير إن أغاثوس- مخلصنا الصالح).. ابتداء من صلاة الساعة الحادية عشرة من يوم الثلاثاء, حيث ذكر في نهاية إنجيل هذه الساعة إن الرب حدد موعد صلبه بقوله: بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب (متي26:2). 2- ممنوع دخول الهيكل ورفع الذبيحة: أسبوع الآلام يخلو من إقامة القداسات وإصعاد الذبائح, باستثناء يومي الخميس والسبت اللذين يطلق عليهما خميس العهد وسبت النور. وقد يتساءل البعض لماذا رتبت الكنيسة هذا فنجد أنها رتبت ذلك بإرشاد الروح القدس حيث: أ) إننا ممنوعون من دخول الهيكل لأن ربنا يسوع المسيح قد تألم خارج أسوار أورشليم لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب, فلنخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره (عبرانيين 13:12, 13). لذلك فالمسيح القدوس لا نراه خلال هذا الأسبوع داخل الهيكل وإنما نراه خارج المحلة. ب) وأيضا ممنوع رفع الذبيحة وإقامة القداسات أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء إشارة إلي طقس العهد القديم الذي كان يأمر بحفظ خروف الفصح من اليوم العاشر حتي يذبح في اليوم الرابع عشر. ج) وأيضا ممنوع رفع الذبيحة, لأن هذه الفترة نقدم فيها ذبائح روحية, فنحن نقدم ذبيحة التسبيح فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه (عبرانيين13:15). ونقدم ذبيحة الشكر: أما أنا فبصوت الحمد أذبح لله وأوفي بما نذرته (يونان2:9). د) وتمنع الكنيسة دخول الهيكل. لأن ربنا يسوع المسيح طرد الناس من الهيكل, ولم يدع أحدا يجتاز إليه بمتاع, كما نري في قوله: بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص (متي 21:13) وذلك أثناء دخول الهيكل. هـ) والكنيسة توجه نظرنا أنه لا ينبغي دخول الهيكل لأننا نحيا مشاعر آدم المطرود من فردوس الله. ونترجي صليب المسيح الذي قيل عنه: (الذي من قبل صليبه المحيي نزل إلي الجحيم ورد أبانا آدم وبنيه إلي الفردوس). 3- ممنوع الصلاة علي الموتي ومظاهر الفرح.. ففي هذا الأسبوع يقضي أبناؤها الوقت في الزهد والتقشف وفي المأكل والمشرب وكذلك الحياة الزوجية, وترتدي السواد في كل جوانبها, وتمنع التقبيل من ليلة الأربعاء.. وذلك إشارة إلي قبلة يهوذا الذي سلم مخلصنا الصالح. فالمسيح إلهنا في هذه الفترة ذاق المر, وداس المعصرة وحده. ولكن دائما يوجه إلينا السؤال.. لماذا لا نصلي علي الموتي في هذه الفترة؟ أ) نحن نصلي علي الأموات قبل موتهم من خلال التجنيز العام وذلك عقب قداس أحد الشعانين. ب) الكنيسة تركز في هذا الأسبوع علي واحد, وهو المسيح له المجد. واحد اسمه يسوع قد مات وبولس يقول عنه أنه حي (أع25:19). لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء. مات عن الفجار في الوقت المعين (رو5:6). ج) لأن الكنيسة تعتبر أن الذي ينتقل في هذه الفترة له كل الشرف أن يشارك السيد المسيح له المجد في موته, وأن يشابهه في دفنه.. مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا, بل المسيح في (غلا2:20). ثالثا: ثلاثية القراءات 1- النبوات: وتقرأ قبل الإنجيل إشارة إلي أن العهد القديم كان تمهيدا للعهد الجديد, وإظهار ما تنبأ به الأنبياء عن آلام المسيح. 2- ثوك تي تي جوم- لك القوة والمجد.. وترددها الكنيسة 12 مرة في كل صلاة. وهي مأخوذة كتابيا من سفر الرؤيا التي تنشدها الملائكة أمام عرش الله. 3- المزمور: ومقدمة الإنجيل, ثم الإنجيل قبطي وعربي: وتختار الكنيسة الفصول والآيات التي تركز علي آلام يسوع المسيح وموته. رابعا: ثلاث قراءات آبائية 1- الطرح: وهي مقدمة وختام, والمقصود به تفسير أو شرح أو تلخيص أو تعليق لكل ما يقرأ في الكنيسة, ويقال باللغة العربية. وله مقدمة وخاتمة قبطية تقال باللحن قبل قراءة الطرح وبعدها. 2- الطلبة: وتقال صباحا مع الميطانيات, أما في السماء فتكون بغير ميطانيات (سجود). وتضرع فيها الكنيسة إلي الله من أجل تدبير حياتنا وسترنا وسائر أحوالنا وقبول صلواتنا وغفران خطايانا, ومن أجل الزروع والهواء والرؤساء وأبينا البطريرك والمطارنة و.... إلخ. 3- البركة: وهي بركة خاصة بهذا الأسبوع يسوع المسيح إلهنا الحقيقي الذي قبل الآلام بإرادته وصلب علي الصليب من أجلنا يباركنا بكل بركة روحية ويعيننا ويكمل لنا البصخة المقدسة ويرينا فرح قيامته المقدسة سنين كثيرة وأزمنة سالمة. 1- القنديل العام: ويتم خلال جمعة ختام الصوم رشم كل الشعب بالزيت قبل أن يختموا صومهم ليبدأوا صوما آخر. وفي هذا اليوم يأخذ الشعب سرين في يوم واحد.. سر مسحة المرضي وسر الإفخارستيا. ويتم مسح الناس بالزيت قبل التناول , لا بعده.. حيث أن التناول سر الأسرار. ومما يلزم معرفته أن سر مسحة المرضي موقعه الطبيعي في بيوت المؤمنين, حيث يوجد مرضي محتاجون للصلاة, وقد لا يستطيع بعضهم الحضور إلي الكنيسة. 2- التجنيز العام: من العادة أن نصلي علي الموتي بعد رقودهم لا قبل ذلك, أما في يوم الشعانين فنحن نصلي قبل موتهم لا بعده. ونحن نحضر هذه الصلوات وكأننا نحضر جنازتنا وتأبيننا ونشارك في الصلوات التي ترفع لأجل نياحة أرواحنا.. في فردوس النعيم. 3- اللقان العام: وهو لقان من ثلاثة تمارسهم الكنيسة في السنة القبطية الأول في عيد الرسل , والثاني في عيد الغطاس , والثالث في قداس خميس العهد, حيث اليوم الذي غسل المسيح أقدام رسله الأطهار , وسلمهم عهده وكنيسته وجسده وأسراره. وهذا اللقان له مذاق خاص لدي الحس الروحي عند الشعب القبطي, لأنه اليوم الذي فيه تم اللقان الحقيقي.. لقان المسيح مع تلاميذه ورسله المكرمين. |
26 - 10 - 2013, 09:58 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 38 )
مشاركة جميلة جدا
ربنا يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|