12 - 10 - 2013, 01:12 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 36 )
الحياة.. ثلاثيات (9)
سفر يونان النبي
السبت 12 اكتوبر 2013
كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة
قصة يونان النبي من أحب القصص لدينا في كتابنا المقدس. كما أننا في سفر يونان نجد أقدم إشارة له في قانون الإيمان عندما نقول: قام في اليوم الثالث كما في الكتب (مت12:40). أما صوم الثلاثة أيام فله محبة عجيبة من شعب كنيستنا المقدسة. ولذا نود أن نصحبك في رحلة شيقة لتتمتع بالترابط الثلاثي المدهش في أحداث السفر وشخصياته وملامحه, التي كلها تشير إلي أيام القبر الثلاثة وإلي إيماننا القويم بالثالوث القدوس. وهيا بنا نتابع الرحلة التي أرسلها لنا الأب الحبيب القس ثاؤفيلس نسيم كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور.
أولا: ثلاثة أسماء لأشخاص:
1- يونان: كلمة عربية, وبالعبرية يونا وتعني حمامة وهو شخصية حقيقية كما هو واضح في سفر الملوك الثاني (2مل14:25), عاش في القرن الثامن قبل الميلاد في بلدة جت حافر وتعني حفرة أو بئرا.
2- أمتاي: اسم عبري معناه حقيقي وهو والد يونان النبي.
3- زبولون: وهو اسم عبري معناه سكن أو إقامة (تك30) وهو الابن السادس ليعقوب من ليئة وهو السبط الذي ينتمي إليه يونان النبي.
ثانيا: ثلاثة أسماء لمدن:
1- نينوي: عاصمة مملكة آشور (الموصل بالعراق حاليا) علي الضفة الشرقية لنهر دجلة علي بعد 800ك.م شمال شرق إسرائيل وكان أهلها يعبدون الإلهة عشتاروت... وقد نهبوا ممالك أخري لأنهم اعتقدوا أن العالم كله هو عبد لنينوي يمدها بكل ما تحتاجه.
2- يافا: اسم كنعاني معناه جمال وهي ميناء يقع علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط, وقد ركب منها يونان السفينة قاصدا الهروب.
3- ترشيش: وهو اسم فينقي معناه معمل للتكرير مدينة في جنوب إسبانيا قرب جبل طارق, وقد كانت غنية بالثروة المعدنية.
ثالثا: ثلاثية العظيمة في مدينة نينوي:
1- كانت عظيمة جدا في قصورها وشوارعها وهياكلها وأسوارها وكذلك مكتبتها الظيمة.
2- كانت عظيمة جدا في شرها وفسادها حتي سماها ناحوم النبي مدينة الدمار, ملآنة كذبا وخطفا (نا3:1).
3- صارت عظيمة جدا في توبتها الرائعة, الشاملة, إذ صارت مثالا قويا علي توبة شعب بأكمله, دفعة واحدة.
رابعا ثلاثية الطبيعة الخاضعة (النصف الأول من السفر)
1- أرسل الرب ريحا شديدا إلي البحر فحدث نوء عظيم (يون1:4)
2- أعد الرب حوتا عظيما, ليبتلع يونان (يون1:17)
3- أمر الرب الحوت, فقذف يونان إلي الشاطئ (يون2:10)
خامسا ثلاثية الخليقة الخاضعة (النصف الثاني من السفر)
1- أعد الرب الإله يقطينة لترتفع فوق يونان كظل له (يون4:6)
2- أعد الرب دودة لتضرب اليقطينة وتنشف عند الفجر (يون4:7)
3- أعد الرب ريحا فضربت الشمس بقوة علي رأس يونان (يون4:8)
سادسا ثلاثية النزول في حياة النبي الهارب
1- نزل إلي يافا, حيث وجد السفينة الذاهبة إلي ترشيش ودفع أجرتها
2- ونزل قاصدا ترشيش في الاتجاه العكسي لمدينة نينوي هاربا من وجه الرب
3- نزل إلي جوف السفينة واضطجع ونام نوما ثقيلا في قاعها كل هذا تقرأ عنه في (يون1:5)
سابعا ثلاثية الصعود في حياة نينوي
1- آمن أهل نينوي بالله لسبب كزارة يونان وهذا يمثل أنجح إرسالية كرازية علي الإطلاق في التاريخ البشري
2- نادوا بصوم وهو سلاح التوبة وأقوي تدريب للإرادة... وكما يقول الآباء إذا أردت أن تبدأ جهادك فابدأ بالصوم
3- لبسوا مسوحا من كبيرهم إلي صغيرهم وكان هذا تعبيرا عن السلوك العملي اللائق بالتوبة. كل هذا تقرأ عنه في (يون3:5)
ثامنا: ثلاثية الأسماء التي تطلق علي السفر
1- سفر الرجاء: فهناك باب مفتوح لكل إنسان ولكل أمة أن تعود وتؤمن
2- سفر الفداء: إذ الله يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون
3- سفر الاعتناء: إذ يد الله تعتني بكل أحد بدءا من بحارة السفينة وركابها ثم شعب نينوي من صغيرهم إلي كبيرهم وأخيرا بيونان نفسه النبي الهارب
تاسعا: ثلاثية الهدف الروحي في صوم يونان
1- تنقية القلب: إذ أن الصوم لتنقية القلب من كل المفاسد الشرور التي لحقت به عبر الأيام الماضية: وإذ ينادي إلهنا قائلا: يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي (أم23:26) فيجيب الإنسان قلبا نقيا اخلق في يا الله, وروحا مستقيما جدده في أحشائي (مز51:10)
2- تدريب الحواس: الصوم فرصة لنزع التواء الفم وانحراف الشفتين والبعد بأرجلنا عن طريق الشر... ومحاولة امتلاك عيون بسيطة حتي يصير كل الجسد نيرا (أم4:24-27)
3- تقديس الإرادة: الإرادة المقدسة هي الهدف الأول من وراء تدريب الصوم وبهذه الإرادة يستطيع الإنسان الذي قال للطعام لا أن يقول لا للخطية التي تحاربه.
عاشرا ثلاثية عينات التائبين
1- التوبة الجماهيرية: وهي توبة شعب بأكمله كما صنع أهل نينوي وهذا يرمز لتوبة شعب أي كنيسة.
2- التوبة الجماعية: وهي توبة مجموعة مثلما صنع بحارة السفينة وركابها وهذا يرمز لتوبة أي أسرة أو جماعة بأفرادها
3- التوبة الفردية: وهي توبة فرد بعينة مثلما اجتاز يونان النبي هذا الاختبار وبالتالي فهو يرمز لكل إنسان يتوب ويعود عن طريق الانحراف. أليس هذا عجيبا أن نجد كل هذه الثلاثيات في قصة واحدة وردت في سفر واحد في العهد القديم, إنها بالضرورة إشارة خفية لعظمة الرقم (3) الذي هو إيماننا بالثالوث الأقدس.
|